spot_img

ذات صلة

جمع

قرار جديد من مجلس شورى الدولة لصالح بلدية بشري.

صدر عن بلدية بشري البيان التالي : بعد أن تقدمنا...

حملة فحص اسنان مجانية لتلاميذ المدارس الرسمية

تحت عنوان "صحتك خط أحمر"، وضمن الندوات الطبية التي...

شكر وتقدير الى العاملين في مركز جرف الثلوج في الأرز

التقت النائب ستريدا جعجع في معراب رئيس مركز جرف...

” صحتك خط أحمر “

القوات اللبنانية مركز بشري وبالتعاون مع مستشفى بشري الحكومي...

البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يترأس القداس الاحتفالي في بقاعكفرا لمناسبة عيد مار شربل.  

رجال السياسة لن يتمكنوا من انتخاب الرئيس إن لم يسطَعوا بالقيم الروحية والاخلاقية”.

على الرغم من التغيير الذي طرأ على برنامج العيد هذا العام بعد إلغاء جميع مظاهر الاحتفالات التي درجت العادة على إحيائها سنوياً، مثل الموسيقى والطبول و”العرس القروي”، وذلك تضامناً مع جريمة القرنة السوداء التي ألمّت بلبنان وأهالي قضاء بشري وراح ضحيتها الشابان هيثم ومالك طوق، لم تشأ البلدة والرعية أن يمرّ عيد “ابن بقاعكفرا” مرور الكرام، فاقتصرت المناسبة على الصلاة والتأملات الروحية، واحتضنت قرية القديس وكنائسها آلاف المؤمنين من كل حدبٍ وصوبٍ، حاملين في قلوبهم تقديراً عميقاً وحباً صادقاً لهذا القديس العظيم. وقد تُوّجت محطات الصلاة بالقداس الاحتفالي الذي ترأسه البطريرك الراعي في باحة كنيسة مار حوشب (مدرسة القديس شربل)، بعد مسيرة عمّت بالمؤمنين والزوّار، عاونه فيها النائب البطريركي على الجبة وزغرتا اهدن، المطران جوزيف النفاع، وكاهن رعية بقاعكفرا الأب ميلاد مخلوف، والخوري خليل البطي، ورئيس دير مار شربل الأب شربل يوسف، بمشاركة القيم البطريركي الخوري طوني الآغا، وأمين السر البطريركي الاب هادي ضو، والخوري جورج يرق، والأب يوسف سليمان وحشد من الكهنة والآباء، في حضور نائبي بشري عضو تكتل الجمهورية القوية ستريدا جعجع ووليام طوق، والنائب السابق جوزيف إسحق، ومحافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، ورئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، ونائب رئيس بلدية بشري فريدي كيروز ورؤساء بلديات بزعون وبقرقاشا وحدث الجبة رامي بو فراعة وجورج البطي وجورج شدراوي والمخاتير، بالإضافة إلى رئيس اقليم كاريتاس الجبة الدكتور ايليا ايليا، وقادة الأجهزة الأمنية في المنطقة، وأمين سر حزب القوات اللبنانية في المنطقة شربل مخلوف، ومسؤولي الجمعيات والأخويات.

عظة البطريرك الراعي:

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة تحدث فيها عن حياة القديس شربل، وقال: “يقول الرب الزرع الجيد هم ابناء الملكوت الذين زرعهم ابن الانسان يسوع المسيح في حقل هذا العالم اما الزؤان فهم بنو الشرير الذي زرعهم الشيطان . القديس شربل الذي نحتفل بعيده اليوم في بلدة بقاعكفرا العزيزة حيث ولد وتربّى ونشأ وفي قلبه نشوة الى الله هو هذا الزرع الجيّد الذي زرعه الرب يسوع في حقل بقاعكفرا وحقل الرهبانية وحقل الكنيسة فنبت مثل حبة الحنطة التي أعطت الواحدة مئة فها هو يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب ونوره يسطع على الكرة الارضية بأسرها . يسعدنا ان نحتفل معكم بهذه الليتورجية الالهية التي نكرّم فيها القديس شربل الذي عاش قدّاسه كمحور يومي كان ينهل روحانيته وقوته وفي القداس اليومي كان يضم ذبيحة تقشفه الى ذبيحة يسوع الخلاصية فعندما استبدل اسم يوسف باسم شربل الذي هو شهيد انطاكي قرّر شربل ان يعيش شهيد المسيح والشهيد في الاساس هو الشاهد بايمانه للمسيح. في الواقع بدأت رحلة الشهادة والاستشهاد في بلدة بقاعكفرا العزيزة مذ كان شاباً وكان يلقّب في حينه بالقديس وكان اول استشهاد له حين زارته امه وارادت ان تراه فقال لها سنتلقي في السماء يا أماه فلم ير وجه أمه ولا وجه أية امرأة وعندما ابرز النذور الثلاثة الطاعة والعفّة والفقر تخلّى عن ارادته الذاتية بالطاعة الى الله وبالعفّة تخلّى عن كل نظرةٍ بشريّة وبالفقر تخلّى عن كل خيرات الدنيا ليغتني بالله”.

وتابع: توفي ليلة عيد الميلاد في العام ١٨٩٨ فكان موته ميلاده في السماء وظلّ أبناء منطقته على مدى اسبوع يشاهدون نوراً يسطع من قبره على حائط الدير للدلالة على انه يتلألأ كالشمس مع الابرار في ملكوت الآب. الابرار يتلألؤن نفساً وجسداً في السماء وهذه دعوة لنا جميعاً وخصوصا المسيحيين الذين تقدّسنا بالميرون وسر التوبة وسر الأفخارستيا وسر الزواج ومسحة المرضى والكهنوت”.

وختم الراعي: “لبنان ومجتمعه بحاجة الى اشخاص يسطعون في عالم التجارة والمال والسياسة والاقتصاد والادارة والقضاء واذا لم يستطع رجال السياسة التحلي بالمسؤولية والقيم الاخلاقية والانسانية والوطنية لن يتمكنوا من انتخاب رئيس للجمهورية ولن يستطيعوا اعادة المؤسسات الى حياتها ولن يعنيهم وضع شعبنا الفقير والمقهور. اننا نصلّي الى الله بشفاعة القديس شربل كي يمسّ بنعمته ضمائر الجميع ويحرّرهم من مصالحهم الشخصية والفئوية ويعطّل مشاريعهم الهدّامة ويخرجهم بنوره من ظلمات عقولهم وقلوبهم. هذا ما نلتمسه على يد القديس شربل ومعه ومع جميع القديسين نرفع الشكر والمجد للآب والإبن والروح القدس له المجد الى الأبد”.

 كلمة ايلي مخلوف

بعد القداس ألقى الرئيس ايلي مخلوف كلمة قال فيها: “تبتهج بقاعكفرا وتتبارك بحضوركم يا صاحب الغبطة والنيافة ، وتتحلق حولكم، تحلق القطيع المؤمن حول الراعي الصالح. ويكتسب العيد حلة أجمل بتتويجكم حلوله في قلوب المؤمنين، وقد بات حضوركم أبهى تجليات العيد . ويسعدنا ، في بلدة القديس ، أن تمنحنا بهذا الحضورالسنوي بركة روحية ترافقنا زادا طوال السنة . فلكم منا  أبناء بقاعكفرا ، ومن سائر أصدقائهم الحاضرين ، أسمى مشاعر الشكر والمحبة والولاء ، وأصدق الصلوات كي يحفظكم الله  أباً ورئيساً يقودنا الى ميناء الخلاص . كما يسعدنا الترحيب بجميع الحاضرين ، تتقدمهم سعادة النائب ستريدا جعجع ، الصديقة والرفيقة الساهرة على خيرنا العام ، وسائر الأصدقاء من المسؤولين الاداريين والأمنيين ، الذين يشدهم رباط مار شربل  الى بلدته وأهله كما جميع أبناء الأرز والوادي المقدس.

صاحب الغبطة : إن لبنان يعاني أزمة مصيرية هي الأشد خطورة في تاريخه الحديث . إنها أزمة وطن يعيش الضياع والتراجع والانحلال وسط تحولات مصيرية اقليمية ودولية تبدل الأنظمة وتهدد الكيانات وتستبيح الهوية ، هوية كل جماعة في هذا الشرق ، وتزعزع الإرث الحضاري المتمثل بتراث مشرقي ثمين كان للبنان دور ريادي في صياغته . إن لبنان يرزح تحت تداعيات هذه التحولات والتغيرات ، فيبدو مشلول القرار السياسي ، متدهور القدرة الاقتصادية ، متقهقرا الى الوراء الى ما دون خط الفقر، مهددا بفراغ أرضه من طاقاته الشابة ، مستباحا لحلول نازحين لاجئين فيه، مهدداً بهويته ودوره ورسالته الحضارية في المنطقة والعالم.

وتابع: “إن الشعب، المتألم لواقع الانهيار هذا ، يقف وراءكم يا صاحب الغبطة في سعيكم الحثيث المخلص لتحرير الاستحقاق الرئاسي من قيود التعطيل المتعمد ، وإنجازه وفق القواعد الديموقراطية التي تشكل مسلمات حياتنا الوطنية. وإلى الهم الوطني الكبير تعترضنا هموم أخرى نتيجة عدم قيام دولة القانون والمؤسـسات ، وآخرها حادث القرنة السوداء المؤلم ، الذي أودى بشابين من آل طوق الكرام في بشري العزيزة . إننا نجدد تعزيتنا الأخوية للعائلتين المفجوعتين ولكل بشري والقضاء ، ونحيي  روح الحكمة والعقل والتضامن  لقياداتها وأبنائها ، تجاه الحادث المؤلم التي واكبت بها بشري ، بتداعياته المباشرة وغير المباشرة . ونؤكد وقوفنا الى جانب بشري في هذا الامتحان الوطني الأبعاد . وثقتنا بمؤسـسة الجيش اللبناني ) على رأسها العماد جوزف عون وجميع الضباط والرتباء والعسكريين ( التي عملت جاهدة من أجل جلاء الحقيقة ، كما الى الأسلاك الأمنية كافة التي لا توفر تضحية ولا تبخل بجهد ، على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة كما نوجه نداء الى الأجهزة القضائية المعنية في هذا الملف من أجل الإسراع في أخذ القرار المحق والمناسب وبحسب الأصول”. 

spot_imgspot_img