spot_img

ذات صلة

جمع

مهرجانات صيف قنات 2024

ككل سنة تتحدى لجنة مهرجانات قنات الأوضاع الصعبة، وتحرص...

مهرجان الطفل في بشري: منصة ترفيهية للأطفال والعائلات

يُعد مهرجان الطفل في بشري ، الذي انطلق قبل...

في عيد القديس شربل… البطريرك الراعي : ” لبنان أرض قداسة وليس أرض حروب ونزاعات وقتل”

توج البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفالات...

                  ذكرى شهداء القوات اللبنانية لمنطقة بشري            النائب كيروز نحن المقاومة اللبنانية قبل أي مقاومة أخرى


أحيا حزب “القوات اللبنانية” في قضاء بشري ذكرى شهدائه في قداس احتفالي ترأسه النائب البطريركي العام على الجبة المطران فرنسيس البيسري يعاونه لفيف من كهنة المنطقة، وذلك نهار الاحد 28 آب 2011، عند الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر، في كاتدرائية مار سابا. وحضره الى النائبين كيروز وستريدا جعجع رئيس اتحاد بلديات القضاء ايلي مخلوف، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الشيخ عيد الشدراوي واعضاء الجامعة، رئيس لجنة جبران الوطنية طارق الشدياق، رؤساء بلديات ومخاتير الجبة، منسق الحزب في قضاء بشري النقيب جوزيف اسحق، الشيخ منير رحمة ومنسقو “القوات” في بلدات وقرى الجبة وحشد من اهالي الشهداء وابناء المنطقة.
بعد وضع اكليل الغار امام اللوحة التي تحمل اسماء شهداء الجبة، وتلاوة الانجيل المقدس، ألقى المطران البيسري عظة تحدث فيها عن تاريخ الموارنة وايمانهم وتوقهم الدائم الى الحرية، مستذكرا الشهداء الموارنة الثلاثمئة والخمسين الذين كانوا باكورة ما قدمته الكنيسة المارونية التي تعرض ابناؤها للاضطهاد والتعذيب.
وقال: “انتم يا شباب منطقة بشري قاومتم في الحرب الاخيرة كما قاوم اجدادكم واستشهدتم حتى بقينا نحن، ومات المئات منكم على مذبح الوطن كي نعيش ايماننا بحرية وستبقون دائما على استعداد للموت في سبيل بقاء هذا الوطن. أرض الاجداد مقدسة تحمل تاريخنا وهي وقف الله، فمن يبيعها يرتكب خطيئة مميتة ولنا مثال في الشعب الذي باع ارضه وهو منذ ستين سنة يفتش عن وطن لأنه باع وطنه. واقول لكم انتم تنتمون الى وطن، فلا تسهموا في ضياعه وانتبهوا جيدا لأن البيع غالبا ما يكون بأسماء مستعارة واسماء وهمية”.
ودعا المغتربين اللبنانيين الى “ورشة عمل تحمل اهلنا في بلاد الانتشار على تسجيل اولادهم في لبنان”، مؤكداً أنه “كما قاومنا غير هيابين الموت، وقدمنا في منطقة بشري 214 شهيدا كي يبقى لبنان، علينا ان نستمر”.


وبعد القداس، ألقى رئيس بلدية بقرقاشا سليم ابي تامر قصيدة شعرية حيا فيها ارواح الشهداء وخصوصاً شهداء “القوات اللبنانية” الذين “ما تخاذلوا يوما في الدفاع عن لبنان الحرية والسيادة والاستقلال”. بعد ذلك، ألقى النائب كيروز كلمة قال فيها: “ثمة مقولة مفادها ان الانسان يفضّل نسيان او تناسي الأحداث الأليمة والمحزنة في تاريخه، أما نحن فنتمسك بذكرى شهدائنا الابطال لأننا معهم نتجاوز الحزن العميق لفقدانهم الى الفخر والاعتزاز بشهادتهم. ان المشكلة، كل المشكلة ان هنالك اناساً يتناسون بأن هناك شهداء سقطوا ليبقى لهم صوت وموقف وليبقى لنا لبنان ولتبقى لنا الحرية. ولسخرية القدر ان يطلع في هذا الزمن الرديء من يريد ان يلقننا دروساً في الدفاع عن حقوق المسيحيين وفي استعادتها، نحن الذين دفعنا الدم الغالي من أجل هذه الحقوق، ومن كأبناء جبة بشري يمكنه الاعتزاز برصيده الكبير من الشهداء الذين تجاوزوا المئتين؟. لذلك، ليس لي الا ان أنحني بكل اعجاب واجلال أمامكم يا شهداء “القوات اللبنانية” في جبة بشري، لأن القضية التي سقطتم من أجلها من أقدس القضايا في العالم، بل أقدسها، فأنتم اخترتم الموت في سبيلها ولم تنتظروا الموت أن يأتيكم وأنتم أحياء. لقد صنعتم التاريخ أيها الشهداء كما لم يصنعه أحد في لبنان منذ أجيال وقرون، وان صانعي التاريخ في التاريخ قليلون، وما صنعتموه من ملاحم وبطولات سيذكره التاريخ ما دام للتاريخ اثر. لقد ناضلتم وقاتلتم حين غابت الدولة، فدافعتم عن مجتمعكم ودفعتم عن الدولة الثمن الأغلى، وقدرنا ولسخرية القدر مرة ثانية، أن نواجه أحيانا من حارب باسم الدولة ليعود اليوم وينقلب على الدولة نفسها من أجل الدويلة. لقد ناضلتم وحاربتم، لأن قدرنا الأبدي المأسوي في لبنان والشرق، ولبنان هو قلب الشرق كيانيا وجغرافيا، أن نعيش دائما في الخطر وان نبقى أبدا في المرصاد. لقد كنا أول من اختبر المواجهة الصعبة مع الجيش السوري في الشمال المسيحي، في جبة بشري، في بلا وحدث الجبة وبريسات والديمان وقنات. ان شهداء الجبة لم يسقطوا من أجل الجبة فحسب، بل سقطوا في كل انحاء لبنان، من أجل كل لبنان فهم شهداء كل الجبهات وكل المعارك”.
أضاف: “ان لبنان وديعة آلت الينا والويل لنا ان نحن فرّطنا بها من أجل أية قضية أخرى. هنا يشعر المسيحي بأنه حر كريم فردا وجماعة وكنيسة وأنه لا يتمنى لنفسه الا ما يتمناه لسواه ويريده لأخيه المسلم. هنا قيمة الانسان في ذاته، هنا لا شيء يعلو على الحرية، هنا التعايش المسيحي ـ الاسلامي السوي، هنا المجتمع بأعرافه ومؤسساته يتفوق على الحاكم الواحد والنظام الواحد والحزب الواحد. ان خشيتنا الكبرى هي على لبنان الوديعة. ان شبح فقدان هذا اللبنان بدأ يهيمن في بعض مناطق لبنان، حيث أسدل ستار حديدي على الفكر والحياة”.


وأكد “نحن المقاومة اللبنانية قبل أي مقاومة أخرى مهما كان نعتها أو صفاتها. نحن المقاومة يوم كانت الدولة في خطر والكيان في خطر والجمهورية في خطر. نحن المقاومة يوم كانت الحرية في خطر والقضية في خطر والهوية في خطر. نحن المقاومة يوم كانت الوصاية في الشارع ويوم كان العالم يشيح بنظره عن لبنان. نحن المقاومة يوم كانت الوصاية تريد تركيع المسيحيين ومحاكمة خياراتهم التاريخية. نحن المقاومة يوم كان الاستقلال اللبناني حلما مجنونا لجماعة صاخبة كانت تندد بوضع اليد على لبنان”.
وشدد على “أننا نتضامن مع ارادة التغيير العربية ومع تطلع الشعوب العربية الى الحرية والكرامة نحن الذين خضنا هذه التجربة متمردين على القمع والهيمنة، متمردين على شراء المناصب وبيع الكرامات”، مشيراً الى أن “القوات اللبنانية واجهت نظاماً عاتياً يطرح الممانعة كشعار ولا يعرف الممانعة الا تجاه الحريات. هذا النظام الذي سعى الى الغاء لبنان والى الغاء فاعلية الوجود المسيحي فيه”.
ورأى أنه “مع صدور القرار الاتهامي، تخطو المحكمة الدولية خطوة الى الأمام. واننا نعوّل على العدالة الدولية لأن لا مستقبل للبنان من دون الحقيقة والعدالة. ولا يمكن لأحد في لبنان أن يكون فوق الحقيقة والعدالة خصوصاً اذا وجدت الأخطاء والخطايا المميتة”.

spot_imgspot_img