من ضمن سلسلة المشاريع الانمائية التي قامت بها النائب ستريدا جعجع في قضاء بشري، والتي حولتها الى منطقة لاستقطاب المشاريع السياحية، جاءت مبادرة إطلاق Bsharri Square ، كمشروع إنمائي وسياحي جذّاب، يعيد الروح إلى وسط القضاء، ويضعه مجدداً على خريطة السياحة المحلية والعالمية. والساحة ليست مجرّد مساحة حجرية، بل قلب نابض بالشرايين الاقتصادية: مطاعم، مقاهٍ، محلات حرفية، مهرجانات، وفرص عمل تُخلق يومياً.
ما يميّز هذه المبادرات أنها تقوم على شراكة ذكية بين القطاع الخاص وأبناء المنطقة، الذين باتوا ينظرون إلى البلدة كفرصة لا كذكرى. من رجال الأعمال المغتربين إلى المستثمرين المحليين، تتوحّد الجهود لتقديم نموذج تنموي حديث، يقوم على السياحة المستدامة، وعلى احترام البيئة والجمال الطبيعي الذي تتميّز به المنطقة. وفي هذا الاطار كان لنا حديث مع السيد داني حوشب جعجع احد الشركاء في هذا المشروع، وصاحب الايادي البيض الذي لا يتوانى عند تقديم المساعدة لكل مشروع فيه خير المصلحة العامة لبشري.
كيف وُلدت فكرة مشروع BIG؟
نحن مجموعة من شباب بشري، وُلدنا وترعرعنا في هذه البلدة، لكن شاءت الظروف أن يغادر بعضنا مسقط رأسه. ومع ذلك، وكما هو حال كل أبناء بشري، يبقى الجسد بعيدا بينما يظل الفكر والحنين والقلب مرتبطا دائما ببشري.
نحن نحمل هاجسا دائما لإعادة بشري إلى ما كانت عليه قبل الثمانينيات، أي قبل فترة الاحتلال السوري. حلمنا أن تعود الحياة لتنبض في بشري وفي جبّة بشري. مشروعنا هو مشروع إنمائي وثقافي للمنطقة، أكثر مما هو مشروع تجاري.
هدفنا أن تعود بشري والجبة منطقةً سياحية بامتياز، تتوافر فيها جميع مقومات الحياة : من مطاعم وجلسات مميزة، إلى فنادق راقية وسينمات ومنتجعات سياحية، كما كانت تُقصد من ملوك ورؤساء دول من مختلف أنحاء العالم لقضاء أجمل الأوقات.
مشروعنا يقوم على زرع الأمل في شبابنا ومجتمعنا، وإعطائهم الفرصة لتحقيق ذواتهم. نريد أن نرفع الصوت عاليا لنقول: بشري جميلة، بشري تستحق، بشري تليق بها السهر والفرح، بشري أهلها أهل كرم وضيافة.
غايتنا أن تعود بشري والجبة إلى أيام العز، فنستحق أن نقول بفخر: نحن أبناء جبة بشري.
من هم المشاركون في هذا المشروع؟
نحن مجموعة من الأصدقاء من شباب بشري، نتشارك التفكير نفسه ونؤمن بالعمل الجماعي والمؤسساتي. وكما هو معروف، فإن أي عمل جماعي أو مشروع لا يمكن أن ينجح ما لم يكن الشركاء، ولا سيما عند التأسيس، متفاهمين وموحدي الهدف. لذلك اجتمعنا على هذه الفكرة، وآمنا بالمشروع وببشري وبأهالي جبة بشري، وأسّسنا شركة أطلقنا عليها اسم BIG ، (Bsharri Investment Group)
لماذا اخترتم وسط البلدة وليس مكانًا آخر؟
اخترنا هذه الساحة تحديدًا لأن حلمنا أن تعود الحياة لتنبض في بشري والجبة، ولا يمكن للحياة أن تنبض من جديد إلا إذا عاد القلب ليخفق. لذلك وقع اختيارنا على ساحة بشري المعروفة بساحة مار سابا، والتي تُعد قلب البلدة. إنها تقع بجوار منزل فيلسوفنا الكبير جبران خليل جبران صاحب المقولة الشهيرة “بشري موطن قلبي”. ومقابل كنيسة مار سابا، وتحت أشجار الأرز الخالدة. فأي مكان أجمل من ساحة تضم شفيع بشري، وأرز لبنان، وفيلسوف العالم أجمع؟
اخترناها لنستقبل الزوار في قلب بشري، في ساحة بشري، بكلمة ” أهلا وسهلا بربك”.
ماذا يضم من مطاعم؟ وهل يمكن أن يتوسع أكثر؟
المشروع عبارة عن مجمّع (Hub) يضم مجموعة متنوعة من المطاعم اللبنانية والعالمية، مع تركيز على العلامات المحلية. المطاعم الموجودة تناسب جميع الأذواق والأعمار، ومنها:
- Samaroula يستقبلك الزوار بالعصائر الممزوجة
- Oven Dose يقدم أشهى انواع الكعك في لبنان.
- Trattoria Pizzeriaمطعم إيطالي مميز يقدم البيتزا على الحطب وقائمة طعام إيطالية متكاملة.
- Pastel Pastry يقدم أشهى الحلويات العربية والغربية، من الكنافة صباحًا إلى السحلب مساءً.
- Farm Grill يقدّم ألذ همبرغر مع تشكيلة من المأكولات العالمية.
- Malek el Taouk متخصص في ساندويشات الطاووق.
- Fenicia مطعم لبناني بامتياز، يجمع بين النكهة الأصيلة وتجربة التراث الجبلي.
- Boston يقدم القهوة.
- Madman Pub لمتابعة السهرة حتى ساعات الصباح بأجواء مميزة.
إضافة إلى أربعة محلات لا تزال قيد الإنشاء. ونحن قادرون على توسيع المشروع ليضم نحو 25 مؤسسة، كما ان المجال متاح أمام من يرغب في الاستثمار بالقرب من الساحة، ونحن على استعداد للتعاون والدعم.
هل لديكم خطة واضحة لاستمرارية المشروع؟
بالتأكيد. نخطط لأن تبقى الساحة مفتوحة صيفًا وشتاءً. ففي الصيف، نقدّم برامج فنية ثلاثة أيام في الأسبوع :
- مساء الخميس سهرة عود،
- مساء الجمعة سهرة يشارك فيها شباب وصبايا من بشري لإبراز مواهبهم الغنائية والموسيقية،
- مساء السبت سهرة مع مطربين لبنانيين وDJ.
أما في الشتاء، فسنشيّد قبة زجاجية (Pergola) مع مدفأة، وسيقام سهرات طربية وعزف على آلات موسيقية مثلnight piano night , saxophone .
كم بلغت تكاليف هذا المشروع ؟ وكم فرصة عمل وفّر؟
بلغت نحو 800,000 دولار أميركي. لكن الأهم من ذلك أنه وفّر حتى الآن ما بين 80 و90 فرصة عمل لشباب وصبايا من بشري والجبة. كما تعاونا مع مؤسسات تجارية محلية وساعدناها على التطوير. ومن شروطنا الأساسية في BIG أن يكون جميع الموظفين من أبناء الجبة، وأن تأتي معظم المواد من المنطقة نفسها، باستثناء ما يتعذر توفيره محليا.
أنتم مستعدون لتنفيذ مشاريع أخرى؟
بالتأكيد. نحن نعمل على إعداد عدة مشاريع للمستقبل القريب، إضافةً إلى وضع خطة خماسية تمتد لخمس عشرة سنة، تتضمن مشاريع قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، منها: مدينة فنادق ومطاعم، مدينة ملاهٍ للأطفال، وغيرها من المشاريع قيد الدرس
ما هي رسالتكم إلى أبناء بشري والمنطقة؟
ندعو أهلنا في بشري والجبة إلى أن يزيلوا غبار الحرمان عن منطقتنا بعد خمسين عاما من التهميش. واليوم، بفضل جهود النائبة السيدة ستريدا جعجع التي عملت على تأمين البنى التحتية للجبة، أصبحنا قادرين على استقبال الزوار. ومن هنا، نوجه دعوة إلى جميع أبناء بشري ورجال الأعمال والمستثمرين، بالتعاون مع البلديات والمجتمع المدني، للقيام بواجبهم في إعادة بناء المؤسسات وتنفيذ مشاريع سياحية وإنمائية تعود بالخير على المنطقة.
وفي الختام، نتوجه بالشكر لكل من ساهم في جعل هذا الحلم حقيقة : من مهندسين ومقاولين وأصحاب مهن حرة وعمال وأبناء المجتمع المحلي. شكر خاص لبلدية بشري على تعاونها، وللدكتور سمير جعجع والسيدة ستريدا على اهتمامهما ودعمهما منذ اللحظة الأولى. كما نشكر نساء شركة BIG على إيمانهن ودعمهن، فلولا هذا الدعم لما كنا استطعنا الاستمرار.
ونؤكد أن الفضل ليس لأحد منا على بشري، بل الفضل لها علينا جميعا. نحن فقط نرد الجميل، كما قال فيلسوفنا جبران خليل جبران: “لا تسأل ماذا قدّم لك الوطن، بل اسأل ماذا قدّمت أنت للوطن.”
ونحن نقول: لا نسأل ماذا أعطتنا بشري، بل ماذا قدّمنا نحن لبشري. نَعِدُكم بمزيد من المشاريع لتبقى بشري والجبة في تطور وازدهار دائم، بفضل محبيها وأبنائها.
