spot_img

ذات صلة

جمع

مهرجانات صيف قنات 2024

ككل سنة تتحدى لجنة مهرجانات قنات الأوضاع الصعبة، وتحرص...

مهرجان الطفل في بشري: منصة ترفيهية للأطفال والعائلات

يُعد مهرجان الطفل في بشري ، الذي انطلق قبل...

في عيد القديس شربل… البطريرك الراعي : ” لبنان أرض قداسة وليس أرض حروب ونزاعات وقتل”

توج البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفالات...

نائبا منطقة بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق يشاركان في القداس لراحة نفس البطريرك صفير

وفاءً لبطريرك الحرية والإستقلال المثلّث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصر الله بطرس صفير، شارك نائبا بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق  نيابة الجبة البطريركية في القداس الذي أقيم في كنيسة المقر البطريركي  الصيفي في الديمان والذي ترأسه النائب البطريركي العام على الجبة وزغرتا المطران جوزيف نفاع يعاونه كهنة الأبرشية  ، ورافق النائبين رئيس اتحاد بلديات القضاء ايلي مخلوف ونائبه رئيس بلدية بشري فرادي كيروز ، ورؤساء بلديات : حدشيت روبير صقر ، حصرون جيرار السمعاني ، بزعون رامي ابو فراعة ، حدث الجبة جورج الشدراوي ، قنات د. انطوان سعاده ، بقرقاشا سليم ابي تامر وطورزا الياس انطونيوس  كما وشارك في القداس قائمقام قضاء بشري ربى الشفشق ، ومخاتير المنطقة والراهبات  وحشد من الفعاليات الاجتماعية والعسكرية واهالي المنطقة .

وخدمت القداس جوقة قاديشا بقيادة الأب الدكتور يوسف طنوس واستهلّ بصلاة وضع البخور على نيّة الراحل الكبير, والقى الخوري ادغار الطنسي كلمة اكد فيها ان المثلث الرحمة البطريرك صفير ايقونة الكرسي البطريركي وعميد الكنيسة المارونية وعماد الوطن .

وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس ألقى المطران نفاع عظة تحدّث فيها عن سرّ الميرون المقدس وحلول الروح القدس على التلاميذ في العلية مؤكداً ان الرّب يسوع يتفهّم البشر ومعاناتهم وترددهم واعداً إياهم  بالروح القدس ليقويهم وأشار إلى أن غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ترأس اليوم رتبة تكريس الميرون سلاحنا الاقوى وعربون اتكالنا الدائم على مخلّصنا وتابع:

أيها الأحباء، الرب القدير منحنا في هذه الأيام علامةً حسيةً على ما أقول وعلى ما وعدنا به الربّ يسوع. هذه العلامة هي المثلث الرحمة أبينا البطريرك نصر الله. الذي قاد سفينة الكنيسة المارونية وسفينة لبنان في أحلك الظروف. يومها، فقد الجميع إيمانهم بهذا البلد وبإمكانية استمراره. ترقّب الجميع لحظة سقوط بكركي وانهيار عقدها على رؤوس من فيها. ولكن يومها، بقي البطريرك الممسوح بميرون القداسة واقفاً متكئاَ على عصاة مار مارون الناسك، متزنّراً بتاريخ الكنيسة المارونية المرّ، المجبول بالتضحيات وبدماء الشهداء وصلوات النسّاك ودعاء الأمهات وعرق الآباء، يفتّون الصخر ليستخرجوا من جلموده رغيف خبز يقيتون به أنباءهم.

وقفتك سيدي البطريرك، لم يصدّقها أحد، راهن العالم أجمع أنها لن تدوم. ولكنك أنت راهنت على ميرون سلفك يوحنّا مارون الموضوع على جبينك، فأبقيته مرفوعاً، وبه عدت لترفع جبين الكنيسة المارونية لا بل جبين كلّ لبنان.

وتابع: أن نكرّمك اليوم أهو واجب أم هو ضرورة لنا؟ بتكريمنا لك، نتعلّم منك أولاً أن نؤمن بهذا الوطن، كما فعلت. لأنّ لبنان أرض مقدّسة. لا بدّ، كلّما كبت، أن تقوم مجدّدًا كطائر الفينيق يخرج منتصرًا من رماده. نتعلّم منك يا سيّد الصرح أنّ الكنيسة المارونيّة هي صخرةٌ وضعت ليثبت عليها لبنان بكلّ أبنائه، لا بل صخرةٌ لثبات المنطقة كلّها والشرق الأوسط. نتعلّم منك أنّ التزامنا الدينيّ، مهما كان، هو نعمة لجميع الناس. لأنّ الله أرسلنا لخدمة إخوتنا ومساعدتهم. ونتعلّم منك الصبرَ والهدوءَ، فهما علامةُ الإيمان بالله وهما السبيلُ القويمُ للتلاقي بعضنا ببعض.

وأن نكرّمك في جبّة بشري وفي كرسي الديمان فهو عربونُ وفاءٍ من أرض أحببتها وخصّصتها بالكثير من عنايتك. كيف ينسى صرح الديمان صيفيّاتٍ أمضيتها في أروقته. كيف تنسى دروب الجبّة ودروب قنّوبين “خبطة عصاك” الرتيبةَ كلَّ صباحٍ، كأنّها ساعة دهريّة تدقّ هنيهات الزمن. ومن قداسة واديها استنشقت كلّ صباح عطر الإباء والإيمان. ومن شيرالصخر فيه انطبعت بالصمود، ومن أجوائه تحليّت بهدوءٍ، حيّر العالم. هل تنسى قرانا راعيها الأمين، مذ كنت النائب البطريركيّ عليها، كيف زرتها واحدةً فواحدة وتفقدّت أحوالها وصلّيت في فيء أشجارها وعلى المفارق. كلّ حبّة تراب لها مع “سيدنا صفير” ذكريات وذكريات. ولكنّنا لن نحزن، لأنّ ذكراك لا يمكن أن تُمحى ولا أن تضعُف، فأنت سليل البطاركة العظام الذين طبعوا التاريخَ، لا بل هم كتبوه. وأنت كنت فيه الفصلَ الأصعبَ والأصلبَ، فأخرجت البلاد من عنق زجاجةٍ كادت أن تخنق أنفاسَه.

وختم :نعدك سيدي أنّنا جميعًا على مثالك سائرون بإيماننا بلبنان، أرض القداسة وبلد الرسالة. نجتمع اليوم أيضًا حولك لنؤكّد لك أن ما زرعته فينا باق وأنّنا لن نألوَ جهدًا لإكمال المسيرة. نم قرير العين فشعبُك الذي يحبُّك مجتمعٌ حول ذكراكَ الطيبة. ولكن صلّي لنا من عليائك، إذ تحصّنُنا صلاتُك من غدرِ الأيّام ومن عاديات الزمن.

وبعد القداس تلقى المطران نفاع والنائبان جعجع واسحق ورئيسا اتحادي بلديات بشري وزغرتا ايلي مخلوف والزعني خير ورؤساء البلديات  والمخاتير والكهنة والمهندس جو صوما التعازي من المشاركين في الصلاة في صالون الصرح .

spot_imgspot_img