نعت النائب ستريدا جعجع “بطريرك الاستقلال الثاني البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي انتقل الى حضن الآب السماوي، ويا للصدفة، في شهر أمنا مريم العذراء”.
وقالت: “إنه البطريرك القديس الذي حفر في تاريخنا علامات لا تمحى، ووقف إلى جانب لبنان وإلى جانب حزب القوات اللبنانية في أحلك الظروف، لاسيما بعد اتفاق الطائف وبين العامين 1990 و2005، وكان دوره أساسيا كبطريرك مقاوم رفع الصوت في وجه الظلم، وبخاصة عندما اعتقل سمير جعجع واعتقل معه لبنان الوطن.
لقد نجح البطريرك صفير بإيمانه الراسخ وصموده النادر في الحفاظ على شعلة الحرية وترك بصمات دامغة، لاسيما عبر نداء بكركي في العام 2000 ومن خلال مصالحة الجبل، ووقف الى جانب الحق والحقيقة في مواجهة الوصاية ودعما لقضية القوات اللبنانية”.
وتابعت: “لي ملء الثقة بأن البطريرك صفير سيكون في جوار الرب شفيعا لنا من فوق، وصلاتنا إليه أن يبقي نظره على لبنان وعلينا، وبخاصة على الحكيم ورفاقه في مواجهة المرحلة الصعبة الراهنة. كما ان لي ملء الثقة بأنه سيطوب قديسا ذات يوم عن استحقاق. وأدعو الدولة اللبنانية إلى إعلان يوم وداعه يوم حداد وطني لأنه كان بطريركا عمل من أجل لبنان كله ومن اجل جميع اللبنانيين”.
التحية الى من سيبقى نابضاً في قلبنا، راسخاً في ضميرنا، وحياً في ذاكرتنا. التحية لمن غفت عيناه ليسهر علينا من فوق. التحية لحارس الحراس، ان القوات اللبنانية تخسر بخسارة البطريرك اقنوماً من اقانيم تراثها النضالي، واخسر شخصياً اباً ثانياً رافقني بالصلاة والدعاء وكان خير راع للرعية عندما حاولوا تشتيتها والملجأ الحنون لستريدا جعجع ومجموعة يسوع الملك والشباب الملاحق في زمن الاعتقال والقمع الذين كانوا يطرقون بابه حتى في الليالي، وكان يقطع نومه ويستقبلهم كأب حنون عطوف. لقد اصر على ضم القوات اللبنانية الى لقاء قرنة شهوان بالوقت الذي كانت سلطة الوصاية تعمل جاهدة ليل نهار لاستبعادها من كل شيء وصولا الى محو اثرها كلياً من الساحة السياسية.
تغادرنا الى جوار الاب وما زالت ايامنا بائسة كما وصفتها، تغادرنا ولبنان الذي احببته موئلاللحرية والعدالة والانسان بعاني ويكابد. تغتدرنا الى حبث اردت ان تكون حتى في مماتك كما في حياتك بعدما رفضت ان تذهب الى حيث ارادوا ان تكون. معك ينطوي قرن، فعمرك من عمر لبنان الكبير الذي الذي رسم حدوده البطريرك الياس الحويم وبارك استقلاله البطريرك انطون عريضة وكنت انت راس حربة استقلاله الثاني، مع النداء التاريخي في ايلول الـ 2000 ومصالحة الجبل ورعاية لقاء قرنة شهوان والمساهمة الجليلة في احياء ثورة الارز. وكما كنت البركة الابوية على الارض ستبقى دائما الشفيع والحارس الذي لا ينعس في سمائك
سكت القلب الكبير وانطفات العينان الحانيتان وبات الجسد مسجى في قلب الله. البطريرك المقاوم وسليل الكبار من يوحنا مارون والاسلاف الاتقياء الانقياءن ايقونة الحرية والاستقلال والبطولة المعبرة بصمتها والخاطفة بلاغة بما قال وقل ودل، لم يعد معنا في الجسد، لكنه باق معنا في الروح، شفيعاً من سمائه لابناء الارض الصامدين، ورفيقاً للشهداء الذين سقطوا ليرتفعوا شهوداً على تاريخ حمله مار نصرالله بطرس صفير في جوارحه وكان خير من نذر ووفى تمسكاً بالقيم، فلم يلو على تهويل ولم ينحن امام ابتزاز ولم يتراجع عن قناعة، بل حافظ على جوهر الرسالة وعلى دفة القيادة في عز الاحتلال والوصاية والعواصف العاتية من دون ادعاء وبرباطة جاش فريدة.
اننا اذ نعزي انفسنا بالمصاب الجلل، نعزي ايضاً جميع ابناء ابينا الفقيد الكبير والكنيسة المارونية وعلى راسها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وجميع المسيحيين واللبنانيين في الوطن والانتشار. المسيح قام.
التحية الى من سيبقى نابضاً في قلبنا، حاضراً في وعينا، راشخاً في ضميرنا وحياً في ذاكرتنا. التحية لمن غفت عيناه، ليسهر علينا من فوق، التحية لحارس الحراس.