الاثنين 09 نيسان 2018
أقامت بلدية بشري مؤتمرها الأول في أوتيل Le Notre – الأرز تحت عنوان “بشري إستثمار للمستقبل”، بحضور النائب ستريدا جعجع، مرشح “القوات” عن المقعد الماروني في بشري النقيب جوزف اسحق، رئيس رابطة المخاتير الكسي فارس، وعدد من رؤساء البلديات وأعضاء مجالس بلدية ومخاتير القضاء، وعدد من الكهنة والفاعليات الإجتماعية، الإقتصادية، المدنية والإعلامية.
إستهل المؤتمر بالنشيد الوطني، فكلمة ترحيب للاعلامية منى لبكي التي املت في تجدد الثقة بمن عملوا على انهاض منطقة بشري من كبوة استمرت عشرات السنين، فكانت النهضة الانمائية على مختلف الصعد، واشارت الى ان بلدية بشري برئاسة فريدي كيروز تمكنت من تحقيق ما عجزت عنه بلديات كبرى، وقالت: “عادت بشري الى خارطة الوطن السياحية والاقتصادية من خلال اصرار ومتابعة رئيس الهيئة التنفيذية لـ”القوات اللبنانية” سمير جعجع ونواب اثبتوا عن جدارة انهم الخميرة الصالحة المتبقية في هذا الوطن”.
ثم ألقى كيروز كلمة اكد فيها ان أي عمل من دون رؤية وتخطيط يوصل إلى المجهول، وسأل: “كيف الحال إذًا بالعمل البلدي المسؤول عن إدارة بلدة وتقدمها في شتى المجالات حيث المجهول هو الخطر الحقيقي”، مشيرا إلى أنه يمكن للحظ أن يوفر بعض النجاحات المتفرقة مع إنعدام الرؤية، لكن، ولكي لا يبقى الحظ سيد النجاح، وجب الإمساك زمام الأمور.
وتابع: “من واجبنا وحقنا أن نحلم ونحقق رؤية لغد أفضل لبقعة أغناها الله بأروع طبيعة وأغتنت عبر مسارها بالمعالم التراثية، الدينية والثقافية، وكتبت تاريخها بدماء شهدائها عبر مئات السنين، ولتحقيق ذلك، من واجبنا حقا التسلح بالإيمان والعزيمة والعمل الجماعي التشاركي. المجلس الحالي يعمل وبشكل دؤوب وبالمشاركة مع الجميع (بلدية، نواب، جمعيات ومجتمع أهلي) لوضع الإستراتيجيات العليا بهدف الإستثمار للمستقبل. ويأتي إطلاق أعمال المؤتمر الأول لبلدية بشري ضروريًا لا بل اساسيًا في هذا السياق، لأن التخطيط يتطلب الوضوح في الرؤية عبر تحديد الأولويات بهدف رسم المسارات المطلوب إعتمادها لتحقيق الأهداف المنشودة على المدى القصير والطويل، مواكبة للنهضة الإنمائية التي بدأت عام 2005 بوصول نائبي بشري إلى البرلمان، إنكب مجلسنا الحالي ومنذ وصوله، لوضع تصور أولي لمستقبل أفضل لمدينتنا، وذلك عبر البدء بتقييم الواقع الموجود والحفاظ عليه وخلق حوافز لتحسينه وتطويره ليبقى مجتمعنا منتجا ومنافسا من خلال رؤية إستراتيجية تعبر عن تطلعات أهلنا وتنقلنا بثقة إلى المستقبل الواعد”.
وإستطرد: “لمقاربة هذه الرؤية تم إعتماد المعايير التالية: تحديد القيم المشتركة والموروثة في مجتمعنا، الوضوح والثقة في الرؤية، دمج وتناغم الإستراتيجيات البيئية، السياحية، الزراعية، الإجتماعية، الثقافية والرياضية، رفع مستوى المنطقة إلى الدرجة الأولى من خلال ترقية نوعية الحياة الكريمة للمقيمين والزائرين (High Quality of Life and Experience)، تمتين العلاقة التشاركية بين المجتمع المحلي والبلدية. هذه المعايير هي حجر الأساس في ورشة العمل المقترحة بمشاركة جميع أطياف المجتمع المحلي والإختصاصيين في المجالات والمحاور الموضوعة على طاولةالدرس للوصول إلى جدولة ممنهجة للبرنامج التنفيذي للمشروع”.
وشدد على أن “لمجلس إنكب منذ اليوم الأول لتوليه على إنشاء اللجان المتخصصة بشتى القطاعات ومأسسة الجهاز البشري للبلدية وهيكلة الإدارة وتحديث الآلية المتبعة لضبط المصارفات وزيادة المداخيل ومتابعة الحركة المالية العامة بشكل يومي.
وتابع كيروز: “في بداية المؤتمر، سيعرض موجز عن أهم الأعمال التي قام المجلس البلدي بتنفيذها خلال السنتين الماضيتين يشمل المحاور كافة والتي تشكل خطا على درب الرؤية المنشودة. فقد عمدت لجنة الهندسة إلى وضع تصور وإجراءات هندسية تتماشى مع معايير التنظيم المدني للمساهمة برفع مشكلة السكن وقد تم إلى الآن تشييد 90 وحدة سكنية مراعية للشروط التي وضعتها البلدية وذلك بدعم من نائب بشري السيدة ستريدا جعجع لدى المراجع المعنية. بالإضافة إلى ذلك تم إنجاز بضع مشاريع صغيرة تساهم في بناء جمالية بشري من ضمن الرؤية الشاملة، وكان للسياحة المساحة الكبرى على طاولة البحث الجدي، فتم العمل على إجراء دراسة ومسح شامل للقطاع السياحي وإستخلاص مكامن القوة والضعف والإمكانيات المتاحة لتصبح بشري وجهة سياحية مرموقة في شتى المجالات السياحية وعلى مدار فصول السنة، وجاء إفتتاح مركز الإستعلامات السياحي على جادة الدكتور سمير جعجع تتويجا لهذا العمل مع الإصرار على التطوير الدائم”.
وأردف: “بما أن الزراعة هي القطاع الأساسي الذي يعتاش منه البشراويون، لم تغب هموم المزارعين عن طاولة المجلس، وبعد دراسة طويلة للأزمة الزراعية أسبابها والحلول المقترحة وجدواها الإقتصادية، تم إقتراح الحلول المناسبة على سبيل توعية المزارعين وتحديث طرق الإنتاج، التعريب، التعبئة والتغليف، وها هو مشروع منشأة تعريب وتوضيب التفاح يبصر النور ويتحقق بعد تبنيه من حزب “القوات اللبنانية” وتقديم كامل الدعم لتنفيذه. كما تأسست شركة مونيات لشراء الصناعات الزراعية التفاحية وبدأ العمل بها منذ أربعة أشهر، معلنا أن البلدية ساهمت مع الجمعيات الوطنية والمحلية في توسعة رقعة التحريج وزراعة أشجار الصنوبر والأرز وغيرها، ودأبت اللجان المتعددة في المجلس البلدي على التواصل مع البعثات الدبلوماسية والمؤسسات المانحة المحلية منها والدولية بغية الحصول على تمويل مشاريع ذي منفعة عامة للمدينة. بالإضافة إلى ذلك تم توثيق التفاعل مع الجمعيات المحلية العاملة في بشري، الأندية والمدارس بهدف تنسيق جهودها ودعم نشاطاتهاالإجتماعية، الرياضية، الثقافية والدينية عبر وضع روزنامة موحدة لتأتي النتائج وفق الآمال المعقودة”.
وأوضح أنه بمبادرة من مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية وبدعم من نائب بشري السيدة ستريدا جعجع تم إنجاز مشروع تمويل المشاريع الصغيرة والمنتجة عبر قروض صغيرة ميسرة وهبات مدعومة من المؤسسة، وقد تم توزيع القروض على 34 مشروعًا، وقال: “أن ننسى لا ننسى شهداءنا، فكان هاجس المجلس الوقوف إلى جانب عائلاتهم قدر المستطاع”.
من جهة أخرى، تحدث كيروز عن القسم الثاني من المؤتمر، وقال: “القسم الثاني من المؤتمر يسلط الضوء على مشاريع متعددة تم وضع الدراسات الأولية لها من قبل المجلس سيتم شرحها وتوضيحها تباعًا”.
وختم كيروز متوجهًا بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر، متمنيًا ان تكون اعمال هذا المؤتمر الحجر الأساس لبناء الغد الأفضل لبشري.
وعقب إنتهاء كيروز من كلمته، عرض فيلم وثائقي قصير عن إنجازات البلدية على الصعد كافة إنمائيًا، زراعيًا، ثقافيًا، فنيًا، سياحيًا، إجتماعيًا ورياضيًا. وإستهل الفيلم بمداخلة لرئيس البلدية فنائب الرئيس جوزيف الفخري ومن ثم تناوب على الكلام لشرح وتفنيد إنجازات البلدية في كل محور من المحاور المذكورة آنفا أعضاء البلدية: بطرس جعجع، منصور سكر، إيلي فخري، شارل شدياق، رولا عريضة، شربل سكر، طوني الشلفة وطوني الطري.
بعد الوثائقي، فتحت الجلسات الخمس التي ادارها الاعلامي الاقتصادي موريس متى بثقافته وشفافيته وسعة معرفته بكامل التفاصيل الانمائية التي حققها النائبان جعجع وكيروز على مختلف الصعد. وافتتحت جلسة النقاش الأولى تحت عنوان “القطاع السياحي” التي إستهلت بفيلم وثائقي قصير ومن ثم مداخلات لمروان صوان الذي تحدث عن دوره مع البلدية وعن الخطة الإستراتيجية السياحية المقترحة وتوصياته لإتباع هذه الإستراتيجية وخطة العمل.
ثم تحدث الخوري هاني طوق، عن مشروع فرديسو واهميته في قضاء بشري على الصعد الانمائية والسياحية والاقتصادية والاجتماعية ملقيا الضوء على الارث الثقافي الموجود. بعدها، تحدثت مديرة مشاريع فرديسو بيارات صفير التي ركزت على انطلاق المشروع من خلال معهد تدريبي تعليمي وشركة سياحية تدعم المشروع وتموله، مشيرة الى الدافع الاساسي للمشروع الا وهو الانماء وابراز وجه المنطقة سياحيا في لبنان والخارج . تلا صفير على الكلام الدكتور جورج عيد الذي تناول في مداخلته مشروع “المنظار الفلكي” وأهميته كمشروع سياحي وكيفية مساهمته في دعم القطاع السياحي في المنطقة .
وإختتمت هذه الحلقة الحوارية بمداخلة لأسعد كيروز الذي شرح رؤية البلدية وإستراتيجيتها للمستقبل السياحي.
ثم إفتتحت جلسة النقاش الثانية تحت عنوان “التطوير الحضري والبنى التحتية” بمداخلة للدكتور إيلي خطار الذي تحدث عن مبادئ التنمية الحضرية، وتلاه على الكلام أسعد كيروز الذي تحدث عن البنى التحتية. ومن ثم عرض فيلم وثائقي قصير ثلاثي الأبعاد تناول الإستراتيجية الحضرية قبل أن تختتم الجلسة بمداخلة للمهندس بيتر خوري الذي شرح وفند إستراتيجية البلدية في مسألة التطوير الحضري والبنى التحتية.
بعد ذلك، إفتتحت جلسة النقاش الثالثة تحت عنوان “التكنولوجيا” بكلمة لعضو البلدية زياد طوق الذي تكلم عن مشاريع “البلدية الإلكترونية”، “المدينة الذكية” و”المركز التكنولوجي” التي تعمل بلدية بشري على تحقيقها.
أما جلسة النقاش الرابعة، فكانت تحت عنوان “القطاع الزراعي” وإستهلت بكلمة للمهندس كابي طوق الذي تحدث عن مشروع المكتب الزراعي والفكرة وراء إنشائه، دوره، والأهداف المنوي تحقيقها. كما تناول في كلمته المسح الزراعي الشامل الذي تم إنجازه: المشاكل والحلول المقترحة على ضوئه والعلاقة مع OXFAM والدعم بقيمة 40000 يورو ومؤسسة “مونيات”.
بعد ذلك، فيلم وثائقي قصير عن “كيفية عمل منشأة تعريب وتوضيب التفاح”، فكلمة لكل من طوني كيروز وأمادو فخري اللذين تحدثا عن شركة “شاباش” وكيفية إنشائها والأهداف من وراء ذلك. وإختتمت جلسة النقاش الرابعة بكلمة للدكتورة ليلى جعجع التي تحدثت عن مؤسسة جبل الأرز ودورها في دعم القطاع الزراعي.
وقد إستهلت حلقة النقاش الخامسة التي أتت تحت عنوان “القطاع الإجتماعي” بثلاث كلمات لبسكال رحمة، المحامي طوني طوق والدكتور كميل رحمة عن موضوع كيفية دعم المجلس البلدي لمختلف الجمعيات والأنشطة الإجتماعية. ومن ثم كانت مداخلة لميرا طوق شرحت خلالها إستفادتها كأحد أصحاب المؤسسات السياحية من الدورات التدريبية السياحية التي أجرتها البلدية وتأثير تطور القطاع السياحي ككل على مؤسستها.
وقد إختتم المؤتمر بحلقة نقاش تحت عنوان “برنامج دعم وتمويل المشاريع الصغيرة “معا للتنمية المحلية في مدينة بشري 2018″، إستهلها رئيس البلدية بمداخلة تحدث فيها عن مشروع “معًا للتنمية المحلية في مدينة بشري 2018” والتعاون بين البلدية ونواب بشري من أجل تحقيق هذا المشروع والسبل المتاحة لتحقيقه. ومن ثم كانت كلمة لرئيس مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية الدكتور طوني عيسى الذي تناول أهمية المشروع وإنعكاساته على التنمية المحلية في بشري. وفي ختام المؤتمر أقيم كوكتيل بالمناسبة.