الموضوع الرابع: بيت الطالب الجامعي – ضبيه – 1
ايها الحضور الكريم
قبل سنوات نزل شاب من بشري ليدرس في بيروت.
كانت الظروف صعبة. وقد تَعب كثيرا قبل ان يجد مسكنا، تشاركه مع بعض رفاقه. تعهد الشاب بينه وبين نفسه أنه يوما ما، اذا سمحت له الظروف، سيبني مشروعا سكنيا يكون بيتا لطلاب بلدته والجوار، متى نزلوا ليدرسوا في الجامعة.
ايها الاصدقاء
دارت الايام بحلوها ومرّها. بنضالاتها وسجنها .
ولم ينس الشاب وعده.
وها هو سمير جعجع يفي بعهده،
وها هو “بيت طلاب جبة بشري” قيد الانجاز، يرتفع شاهدا على الوفاء والالتزام
فتحية للحكيم… تحية للذي لم يخلف وعدا وعهدا.
وتحية مماثلة، الى شريكة حياته ورفيقة نضاله النائب ستريدا جعجع، التي أدارت وتابعت وتعبت لتحقيق هذا المشروع وانجازه بالسرعة والدقة والاتقان الذي هو عليه. فهذه السيدة تؤمن بالانماء وتعرف جيدا أنه مدخل الى الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
لقد استطاع سمير وستريدا، خلق الظروف المناسبة لتحقيق هذا المشروع وشاركهم فيه كثيرون بدءا من مؤسسة جبل الارز المشرفة الى مكتب الدراسات ” دار الهندسة” الى شركة ابنية المنفذة التي اديرها، الى المتعهدين من الباطن الى الموردين وكل من عملوا فيه ليكون نموذجيا”.
لقد تم استخدام افضل المواد وتأمينها بالكلفة. ونفذت الاشغال من دون اتعاب أو أرباح. فالذين عملوا في هذا المشروع آمنوا بهدفه الانساني ، الاجتماعي والوطني.
فنحن، ايها السيدات والسادة، ننتمي الى مدرسة تفهم الشأن العام خدمة ورسالة.
نحن نؤمن ان السياسة عمل نبيل في خدمة الناس لتحسين حياتهم والاهتمام بهمومهم اليومية.
نؤمن ان السياسة توفر للشباب فرصا للتعليم وتخلق لهم لاحقا فرص عمل.
نؤمن أن السياسة تبني وتمد الجسور.
نؤمن أن السياسة رؤية وتخطيط للغد بانفتاح وبُعد نظر.
اعرف ان كثيرين منكم يرددون ان هذا ليس واقع الحال.
فمع الاسف، السياسة، عند البعض، فساد وافساد ومصالح خاصة وغنى غير مشروع.
لكن ذلك ليس قدرا. يمكننا ان نغيّر وسنغيّر.
سنغيّر بالمساءلة والمحاسبة وملاحقة الفاسدين ومحاكمتهم.
سنغيّر بشباب اليوم وبالاجيال القادمة، وهم رصيد لبنان وسنده. هم الغد الآتي، ومصدر كل تجدد .
سنغيّر بالعلم والتربية، وبهما سنتطور ونواكب الحداثة.
فالتربية هي القيم التي تربينا عليها واعطتنا هويتنا وأصالتنا وجعلتنا ما نحن عليه.
والعلم هو سلاحنا في كل الازمنة.
من شواطئنا انطلق الحرف ورددت جبالنا صدى التعليم وحملت اديرتنا اول مطبعة الى الشرق، وبالعلم انتشرنا في العالم ونجحنا بفضل اردتنا الصلبة ومبادراتنا الخلاّقة.
وبالعلم سنواصل النجاح. سيتخرج شبابنا ليبنوا لبنان.
منهم من سيهاجرون كبعض اسلافهم، وحيثما حلوا سيحملون معهم ارثا من الحضارة اللبنانية.
ايها الاصدقاء
هذا المشروع يتحدث عن نفسه. هو قدوة للقوى السياسية كي تتنافس على ما فيه مصلحة شباب لبنان ومستقبلهم.
هو تشجيع على بقاء الناس في ارضهم فلا ينزحون عنها مع ابنائهم.
هو ايمان بلبنان وشباب لبنان.
وبمثل هذا الايمان نحن متمسكون.
