الموضوع الرابع: شبكات الكهرباء في منطقة بشري
يومَ خرجَ سمير جعجع مِن مُعتقلِهِ في 26 تمّوز 2005 وأخرَجنا معه بالفعلِ ذاتِهِ من السجنِ الكبير الّذي كُنّا قد وُضِعنا فيه لنسلك دربَ المقاومة السلميّة ، ونبدأ معركةَ إنماءٍ لا زالت مستمرّة حينَها، قُدّر لي أن أكونَ من فريقِ عملِ نائبَي بشرّي، مُساهماً ومُتابعاً للملفات الخدماتية وخاصةً الكهرباء. أن تنهضَ بجٌبّة بشرّي كهربائياً، أمرٌ صعب ، وصعب جداً، بشبكةٍ أنشأت سنة 1927 ، ومهملةٍ طيلةَ عقود، وبمؤسساتٍ وصناديقَ فارغة، ومجالسَ مفلسة بل مديونة. رغم ذلك، حاولنا وأنجزنا التالي :
- تأهيل خط الجبّة 35 كيلو فولت، والذي يتضمّنُ مدّ شبكةٍ كهربائيةٍ جديدةٍ، بمحطّاتها وأعمدتها وأسلاكها ، والتي أصبحت جميعها على الطريق العام ، بعد أن كانت داخلَ الاملاكِ الخاصة ممّا يُسهّل عمليّة الصيانة وإصلاح الاعطال .
- إنشاءُ خطّين جديدين لتغذية بلدة بشرّي بدلاً من الخط القديم الذي كان يغذّي البلدة وتعرّضه الدائم للأعطال .
- إنشاء محطّة في بلدة بزعون تبعد عدّة كيلومترات عن خط التوتّر لتغذية منطقة مبخا .
- تقوية خط الربط الذي يربط المعامل المائية ببعضِها البعض في وادي قنوبين ويؤمّن التغذية الكهربائية للقضاء ، وذلك نظراً للأعطال التي كانت تحدث بسبب احتكاك الأسلاك بالأشجار .
- مدّ شبكات توتّر منخفض من الكابلات المجدولة ( Torsadé ) والتي أبدت فعاليتها في تخفيف الاعطال وإستُبدِلت الشبكات النحاسية بأخرى مجدولة ( Torsadé ) . بَلَغَ طول الشبكات الممدودة 70 كلم . والحبل عالجرّار .
- إنشاء عشرات محطّات التوزيع في القضاء .
- تأهيل المعامل المائيّة الأربعة وتركيب وحدات جديدة في معملَي بشرّي وأبوعلي من قِبلِ شركاتٍ أجنبيةٍ أوروبيةٍ والتي عَمِلت على تأهيل بعضِ الوحدات التي وُضعت في الخدمةِ منذ أمدٍ بعيد ، لا سيّما معمل بشرّي سنة 1927 ومعمل أبو علي سنة 1930 ، مع الإحتفاظِ بالمنشآت عينِها وزيادةٍ في قدرة الأنتاج .
- وتماشياً مع الخطّةِ الموضوعةِ لتفعيلِ السياحةِ في المنطقة وتحسّباً لزيادةِ الطلبِ على الطاقة الكهربائية ، عَمِلت قاديشا على شراءِ محوّلٍ إضافيٍ بقدرةِ 10000 ك.ف.أ. لتركيبه في معمل بشرّي ، ناهيك عن تركيب آلاف العدّادات الكهربائية وتنفيذ آلاف مهمّات الصيانة.
- وأخيراً إنجازُ دراسةٍ لمشروعِ الفرزِ الجديدِ في الأرز لتزويده بشبكةٍ ومحوّلٍ بقدرة 2500 ك.ف.أ الصديق، المُهندس كمال حايك،الأخ المُهندس عبد الرحمَن الموّاس ،المُهندسون والفِرق الفنيّة في كهرباء قاديشا،نحن سعينا وأنتم استجبتم . كل ما ذكر آنفاً والبالغ قيمته 10,000,000$ عشرة ملايين دولار ، لم يَكُن ليتمّ من دونِ تعاونِكم وتعبِكم . شكراً وألف شكر لما بذلتموه ولا زِلتم.