بدعوة من جهاز تفعيل دور المرأة في حزب القوات اللبنانية – بشري وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة عقد لقاء في قاعة المحاضرات في بلدية بشري حضره الى جانب النائب ايلي كيروز رئيس البلدية فريدي كيروز، منسق جبة بشري في القوات النقيب جوزيف إسحق، نائب رئيس لجنة جبران الوطنية جوزيف فنيانوس، منسق القوات في بشري المختار فادي الشدياق، أنطوانيت شاهين، رؤساء بلديات المنطقة وعدد من المخاتير ومدراء المدارس والراهبات ومنسقو القوات في القضاء وحشد من الأهالي وأعضاء جهاز تفعيل دور المرأة في بشري.
إستهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد القوات اللبنانية. ألقت أولغا جعجع كلمة حيت فيها الحضور وقالت: نحن في لبنان حيث طحنت الحروب والأزمات المتلاحقة جيلاً بعد جيل وقفت المرأة في كل مرحلة تواجه العاصفة سنبلة قمح كانت تلوي مع هبوب الرياح ولا تنكسر، أماً وأم شهيد، مناضلة، مدبرة في زمن القلة، رائدة في العلم والثقافة، وآداب المجتمع، ربة منزل وربة عمل، هي الإستثناء، هي القاعدة التي نبني عليها مداميك أمل بغد مشرق، هي المرأة اللبنانية الفريدة التي أضاءت الحاضر كالنائب ستريدا جعجع التي لها منا كل التقدير والإحترام، ومنهن المناضلات الشجعان كأنطوانيت شاهين التي سجلت صفحات ناصعة كتبتها بدمائها ودموعها حتى غدت القدوة والمثال.
فريدي كيروز
بعدها ألقى رئيس بلدية بشري فريدي كيروز كلمة قال فيها: نحتفل اليوم وبمناسبة عيد المرأة العالمي بإنجاز كان الفضل الكبير فيه لحزب القوات اللبنانية بشكل عام ولنائب جبة بشري إيلي كيروز بشكل خاص ألا وهو إلغاء المادة 522 من قانون العقوبات اللبنانية المادة التي تسمح للمغتصب الهروب من العقاب عبر الزواج من المرأة المغتصبة، ففي ظل الموت السريري للتشريع في لبنان حمل المشرع إيلي كيروز لواء الدفاع عن حقوق المرأة اللبنانية التي عانت وما زالت تعاني حتى يومنا هذا من الإنتقاص من حقوقها بالحياة بسواسية مع الرجل. لا عجب من نائب جبة بشري أن يلتزم هذا الخط وهو الذي عرفناه مدافعاً شرساً عن كل مظلوم وصاحب حق وقضية بوجه كل مغتصب للحقوق. وأضاف: فخر لنا في جبة بشري أن يكون لنا مشرع أول وسيدة إنماء أولى، هذه الجبة التي عانت كالمرأة اللبنانية إنتقاصاً من حقوقها، هذه الجبة التي صمدت وناضلت في ظل رياح الترهيب والسجن وقمع الحريات. أنتما اليوم صورة بشري الناصعة النقية التي كانت على مر تاريخها وحتى اليوم أم الصمود والنضال بوجه كل منتقص من حقوق جميع اللبنانيين على إمتداد ال10452 كلم مربع. فكما كنا في سنين الحرب وأيام النضال السلمي مقاومات ومقاومين بوجه كل معتد على حريتنا وأرضنا وكرامتنا هكذا سنبقى رائدات ورواد في سبيل إحقاق الحق وبناء المؤسسات للوصول الى بر الجمهورية القوية التي تحمينا جميعاً بسيف عدلها وقوة قانونها وقدرة مؤسساتها.
وختم شاكراً جهاز تفعيل دور المرأة في القوات على تنظيمه اللقاء ودوره في تفعيل وتنشيط دور المرأة في المجتمع البشراوي لتكون كما قال فيها جبران خليل جبران “وجه أمي وجه أمتي، فالمجتمعات والأمم لا تولد إلا من رحم النساء”.
رئيسة مكتب جهاز المرأة في بشري
ألقت رئيسة لجنة المرأة في بشري ماريان سعد كلمة قالت فيها: نجتمع اليوم في إطار عمل دائم مع جهاز تفعيل دور المرأة في القوات اللبنانية، وقضية المرأة هي قضية الإنسان … ولكن مع كل التطورات هناك قوانين جائرة وظالمة في الكثير من المجتمعات التي تميز بين المرأة والرجل. وما زالت المرأة اللبنانية تنشد العدالة والمواطنة، تناضل من أجل إصلاح القوانين المجحفة بحقها، وأن تنظر إليها الدولة إسوةً بالرجل في الحقوق والواجبات ولا تكون مجرد رقم . تحقق الكثير وبقي هناك الكثير لم يتحقق كإستحداث قوانين لحماية المراة المعنفة، تفعيل دور الإعلام بتغيير الصورة النمطية للمرأة. وهناك أيضاً الكثير من المواد المجحفة بحق المرأة والتي مضى عليها الزمن ولم تعدل .
وأضافت: ولإنصاف المرأة كان هناك شخص سمع وعمل على إيصال صرختها، ولبى النداء فكان لها المعين، بحث، ثأر، دافع عن قضيتها، ولا يزال حتى اليوم يدرس كل المواد المتعلقة بإجحافها ويحاول أن يكون لها السند. ماذا نقول عنه؟ أهو العقل المدبر؟ أم المشرع؟ أم الثائر؟ أو راهب القضية كما نسميه. هو الذي لا يناور، ينتقي كلماته بعناية. راهب بلباس مدني. قدم العديد من الإقتراحات والقوانين المجحفة بحق المرأة وما يزال يدرس العديد منها هو نموذج الرجل النضالي والمثالي وهنا تسقط كل الألقاب أمام المحبة الملتزمة، فلا نائب ولا أستاذ يكفيان أمام قضية الإنسان التي أخذها على عاتقه بصمت ومحبة .إنه في رحلة النضال سيرة طويلة إقترنت بالوعي والإدراك والإيمان.
وختمت: هذا هو الدافع المهم الذي حمله على تقدم مسيرة الذين آمنوا إيماناً مطلقاً بأن المجتمعات والأوطان لا تبنى إلا على أساس الحب المسؤول، ولم يبخل قط بعطائه لتكون أفعاله إنسانية ومنسجمة مع العدالة. وكان القانون الذي ترجم مخاض المشقة، قد ولد على يديه، له منا تحية إكبار ومحبة .
منسق مدينة بشري
ألقى منسق بشري المختار فادي الشدياق كلمة نوه فيها: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة لا بدّ من توجيه تحيّة إكبار الى أمّهاتنا، والى كلّ إمرأة عاملة ومناضلة، ومكافحة في سبيل عائلتها وبيتها ووطنها. كما لا بدّ من توجيه تحيّة إجلال الى أمّهات رفاقنا الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم ليبق لنا وطن نعيش فيه بكرامة وحريّة.
وأضاف: في هذه المناسبة أحببت أن أقول كلمة من القلب عن صديقنا ورفيقنا إيلي كيروز، وأنا أعرف تماماً أنه لا يحبّ أن يتكلم أحد عن سيرته أو عن نضاله ، لأنه شخص متواضع ويحبّ العمل بصمت بعيداً عن البهرجات والأضواء والإعلام. لكن الذي سيقال هو حقيقة ، الكل يراها، وليس عيباً إذا سلطنا الضوء عليها، خصوصاً إذا كان هذا الشخص مميّز بأخلاقه وأفكاره ونضاله.
وتابع موجهاً كلامه للنائب كيروز قائلاً: أستاذ إيلي بكلّ صدق، لك عندنا إحترام كبير وتقدير، والتاريخ سوف يذكر أنك ركنا ً من أركان مسيرة النضال القواتيّة المليئة بالتضحيات والشهداء، وألالم والظلم والقهر. هذه الطريق هي وحدها التي تخلق رجالات في المجتمع قادرة على التغيير. التاريخ سوف يذكر أنك ركنا ً من أركان الثورة الإنمائيّة التي تشهدها منطقة بشرّي، مع زميلتك ستريدا جعجع، وبوصولكما لسدّة المسؤوليّة تغيّر معكم تاريخ بشرّي وتاريخ المنطقة، وإنمحت عقود من الحرمان والتخلّف السياسي عاشته المنطقة طوال تاريخها الحديث. التاريخ سوف يذكر مواقفك بالدفاع عن حقوق المرأة وإصرارك مع كلّ المعنيين على إستعادة حقوقها ومكانتها في المجتمع والحياة. التاريخ سوف يذكر تواضعك وإنسانيتك وأن امثالك هم الذين يرفعون قيمة المركز الذي يشغلونه الى اعلى وليس العكس .
وختم: “بورك البطن الذي حملك، وأنت بالنسبة لنا مثالا وقدوة، فهنيئا لبشري بك أولاً ، وهنيئا ً للقوات اللبنانيّة بأمثالك. فمسيرتنا لا تزال طويلة، وقد تكون في بدايتها، لذلك فالنضال مستمرّ، وكلّ أمنيتنا أن يصبح عندنا أكثر من إيلي كيروز”.
النائب كيروز
أكد كيروز أن القوات اللنبانية إختبرت تجربة القمع والتعذيب وهذه التجربة دفعتها للتماهي مع كل إنسان تنتهك حقوقه ومع كل المظلومين في الأرض. ودعا بالتكاتف وتنسيق الجهود مع الحركة النسائية اللبنانية من أجل إنجاز حقوقهن وحمايتهن من كل أشكال العنف.
وقال: أود أولاً أن أشكركن على حضوركن. وأود ثانياً أن أؤكد أننا نحن الذين إختبرنا في حقبة سوداء تجربة القمع والتعذيب، فشكلت هذه التجربة مدعاة للتماهي مع كل إنسان تنتهك حقوقه ومع كل المظلومين في كل الأرض. إن إهتمامنا بقضية المرأة يأتي وبعد المسار الطويل والمضني الذي بدأته الحركة النسائية اللبنانية منذ العام 1949، للتأكيد على الهم المشترك في ساحة إنصاف المرأة اللبنانية وحمايتها من كل أشكال العنف والدفاع عن كرامتها وحريتها وسلامتها وحقوقها، وللدعوة الى التكاتف وتنسيق الجهود لتحقيق أكبر عدد ممكن من الإنجازات في أقل وقت ممكن.
وأضاف: منذ إنتخابي في العام 2005 نائباً عن القوات اللبنانية في البرلمان اللبناني، وإنطلاقاً من إيماني بكرامة الإنسان وحقوقه وحرياته الأساسية، والتي ليست مطلقاً منةً من أي فرد أو حزب أو حكومة أو نظام، آليت على نفسي أن أخوض غمار حقوق الإنسان في لبنان وخصوصاً الإنسان المرأة ومن باب التشريع بعد أن تيقنت من القصور الهائل في البنية القانونية اللبنانية غير الداعمة للمرأة والإفتقار الى التشريعات التي تحمي المرأة اللبنانية. وإني أثق بأن للقانون، بصورة عامة، دور ريادي في تغيير وتطوير الثقافات والذهنيات والمواقف. وإنسجاماً مع هذا الهم الإنساني، تقدمت في العام 2012 بإقتراح قانون لإلغاء عقوبة الإعدام، كما تقدمت في العام 2013 بإقتراح قانون لإلغاء القضاء العسكري في لبنان. ويواجه الإقتراحان صعوبات في المجلس النيابي اللبناني. ولقد توقفت وبسبب تجربتي الحزبية، عند حقوق الإنسان الموقوف والسجين، وما يتعرض له من تعذيب في مراكز الإحتجاز اللبنانية. وفي التشريع، ومن بين كل المجالات، إخترت أن أبدأ بقانون العقوبات اللبناني الذي يمثل درجة من الخطورة العالية. لقد فوجئت بعدد النصوص في قانون العقوبات المكرسة لواقع التفاوت وعدم المساواة، والإستمرار في الإبقاء على هذه النصوص بالرغم من إنقضاء كل هذه السنوات على إبرام الإتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. ولقد سعت الحركة النسائية اللبنانية الى وضع جردة بالقوانين اللبنانية التي تحتاج الى المراجعة في ضوء الإعلانات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، غير أن هذه الجردة لم تستكمل لغاية اليوم. لقد قمت بتحديد النصوص القانونية المكرسة للإجحاف بحق المرأة والذي يظهر في مواضع عدة في قانون العقوبات، أي في جرائم الشرف وفي أحكام الزنى والخطف والإغتصاب والإغواء وفي تزويج المعتدى عليها من المعتدي، وذلك بهدف تنزيه قانون العقوبات من كل نص مجحف بحق المرأة اللبنانية.
وتابع: سأكتفي بإستعراض سريع لإقتراحات القوانين التي تقدمنا بها. لقد تقدمنا بإقتراح قانون في 31/8/2010 لإلغاء المادة 562 من قانون العقوبات وهي المادة التي تتعلق بما عرف خطأ في الثقافة اللبنانية بجرائم الشرف. ولقد أقر مجلس النواب اللبناني هذا الإقتراح. وتقدمنا بإقتراح قانون لتعديل المواد 487 و488 و489 من قانون العقوبات المتعلقة بجرم الزنى لإزالة التمييز وعدم المساواة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل في هذا الجرم، من حيث شروط تحقق الجريمة ومن حيث أدلة الإثبات ومن حيث العقوبة المفروضة. ولقد جاء القانون 293/2014 ليأخذ بهذه التوجهات. وتقدمنا بإقتراح قانون في 11 تموز 2016 لإلغاء المادة 522 من قانون العقوبات. ولقد حول رئيس مجلس النواب الإقتراح الى لجنة الإدارة والعدل النيابية التي واظبت على مناقشته. وواجه الإقتراح صعوبات في اللجنة. غير أن التعديل الأخير أتى في لجنة الإدارة والعدل ليمثل تطوراً معيناً، غير أنه لا يمثل كل طموحي. إن هذه المادة جاءت لتعفي مرتكب الجرائم على العرض من الملاحقة القانونية في حال تم تزويج المعتدى عليها من المعتدي. لقد أتت هذه المادة لتعالج في الواقع مشكلة أهل المعتدى عليها وعائلتها وعشيرتها من حيث ما يعتبرونه هم مساساً بكرامتهم وشرفهم. إن الزواج بين المعتدي والمعتدى عليها لا يشكل تعويضاً أو حلاً للضرر الجسيم الذي تتعرض له المرأة من جراء الإعتداء عليها. وهنا يمكن أن نستعيد حادثة إنتحار “أمينة الفلالي” (16 عاماً) في العام 2012 في المغرب بعد ستة أشهر من تزويجها من الشاب الذي إغتصبها. الأمر الذي خلق ثورة في الرأي العام المغربي والدولي وأدى الى إلغاء النص القانوني الذي يعفي المغتصب من الملاحقة القانونية في حال تم الزواج من الضحية.
وختم: إننا نعمل على إستكمال الخطوات التشريعية كما يلي: إقتراح قانون بجرم الإغتصاب دون إستثناء الزوجة، أي أنه يجرم المغتصب حتى ولو كان زوجاً للضحية. إقتراح قانون لحماية الأطفال من التزويج المبكر بمبادرة من التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني. إقتراح قانون يجيز للوالدة دون إذن الولي فتح حساب مصرفي بإسم أولادها القاصرين. إصلاح قانون 293/2014 وتنقيته من الملاحظات.
في نهاية الاحتفال قدمت سعد درعاً تكريمية بإسم اللجنة الى النائب كيروز.