في العام 1946 صدر مرسوم وزاري يحمل الرقم 5642 لتوسيع ساحة مار سابا، في قلب بلدة بشري حيث كانت محاطة بالمنازل القديمة المتراصة. لكن المشروع لم يبصر النور يومها لاسباب غير معروفة.
عندما قرر البطريرك الماروني مار انطون بطرس عريضه، ابن مدينة بشري، تشييد كاتدرائية مار سابا من حسابه الخاص، طلب من البلدية استملاك المنازل هناك لصالح بناء صرح كنسي اعتبر يومها من أكبر الكنائس في الشرق، بالاضافة الى حديقة عامة مجاورة له.
مبادرة البلدية ومشروع المهندس بيتر الخوري
في إطار سعي بلدية بشري لتجميل المنظور العام للمدينة وبعد تنفيذ مشروعي تجميل السوق التجاري ودهن الابنية عبر مشروع مشترك بين بلدية بشري وهيئات مانحة أخرى. بعدها انتقلت لتنفيذ مشروع إعادة إحياء ساحة مار سابا.
يقول المهندس بيتر الخوري:” بدأت فكرة إعادة تأهيل ساحة مار سابا كمشروع جزء من جهود إعادة إحياء مدينة بشري سياحيًا واقتصاديًا، من خلال إنشاء روابط تخطيطية بين مكونات المدينة والساحات لجعلها مركزًا نابضًا بالحياة. وقدمت المشروع كأطروحة تخّرج من الجامعة اللبنانية في 2009، وتطورت الفكرة مع مرور الوقت، خاصة بعد انضمامي للعمل في بلدية بشري. شكلنا فريق عمل مكون من لجنة الهندسة والتخطيط لتطوير المشروع كجزء من مشروع تطويري للمدينة، وقدمنا الفكرة في مؤتمر نظمته البلدية في 2018″ .
وتابع:” استمرت البلدية باستكمال مسعاها لتنفيذ هذا المشروع الحيوي، ونجحت في تأمين دعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ( UNDP ) وتمويل من من الحكومة الألمانية ( KFW) بقيمة نحو٢٠٠٠٠٠$. وبعد محاولات عديدة ومتواصلة، أدرك الممول أهمية المشروع وقسّم تنفيذه على مراحل، فموّل المرحلة الأولى. وبعد موافقة المجلس البلدي، بدأ الـ UNDP بالتنسيق لتصميم وتنفيذ المشروع، وتم إطلاق مناقصة تبعاً للمعايير العالمية المطلوبة، وفازت شركة CER بالعقد. وتحت اشراف مهندسو UNDP والمهندس بيتر الخوري، انطلقت أعمال المشروع أوائل خريف ٢٠٢٣ وانتهت مطلع عام “٢٠٢٤.
وختم خوري: ” إن هذا المشروع هدفه خلق فرص عمل للشباب البشراوي من خلال تطوير وتجهيز وتحسين البنى التحتية للمساعدة على استحداث مؤسسات تجارية وسياحية لإنعاش قلب البلدة.”