ايلي يحشوشي
ماذا يمكن أن يحصل عندما يلتقي الجمال والفن والذكاء والإشعاع والبطولة؟
ماذا يمكن أن يحصل عندما تلتقي كبيرة حراس هيكل الأرز وأميرته؟
الأكيد المؤكد أنها لحظة تاريخية ستبقى في الذاكرة ولن تمحوها الشيخوخة والموت. فهي لحظة انخطاف ولحظة حياة.
تعال معي لنعرف بعض تفاصيل هذا اللقاء.
الحارسة: أهلا بك في الأرز. انتظرنا طويلاً هذا اللقاء.
الأميرة: وأنا أتلهف منذ زمن لهذا اللقاء، فذروة فني لا تكتمل إلا هنا. واسمحي لي أن أشكرك لأنك كنت المدماك الأساس للحفاظ على هذه الثروة.
الحارسة: اطمئني فلبنان وطن الحياة باقٍ، لبنان وطن الفرح باقٍ، لبنان وطن الفن والحضارة باقٍ، لبنان وطن العيش المشترك باقٍ، لبنان وطن الأرز الضاربة جذوره في عمق التاريخ والجغرافيا باقٍ، وسينتصر.
الأميرة: لقد استيقظت باكرًا اليوم فوجدت نفسي بين أحضان جبال شاهقة وغابة أرز لا أعرف عمرها، وفوقي سماء صافية، شمس تلمع ونسمة جبلية تروي قلبي، فقلت: “يسعد صباحك هالحلو يال إنت للدنيا صباح”.
الحارسة: نعم إنه أرز الرب… ونحن مؤتمنون على الحفاظ على لبنان وأرز لبنان، رمز عنفواننا ومجدنا وعلمنا. إننا شعب يحب الحياة ولا يعرف معنى اليأس والاستسلام.
الأميرة: لولا الأرز بيحكي شو كان بيقول؟ إن الحروب التي مر بها لبنان، الانتدابات والاحتلالات والخوف من الموت والمجاعة، كيف استطعنا تحمّل الموت وانتظاره؟ كيف قاوم وطننا؟ إنه الشعب اللبناني المحب للحياة الذي تخطى بقدرة الله كل الصعوبات والمحن.
الحارسة: نحن مسؤولون أن نستثمر في نشر مفاهيم الحرية والفنون والفرح في لبنان الذي يعاني، وفي هذا الشرق المظلم الغارق في التطرف والعنف والعبثية والإرهاب. نحن مغروسون في هذه الأرض كما جذور الأرض ضاربة في الأعماق، ولا شيء يعلو فوقنا غير السماء ورب السماء.
الأميرة: أنت كبيرة حراس هيكل الرب، وأرز الرب. نفسي مطمئنة وروحي سوف تحلق عاليًا هذا المساء، وعلّني ألتقي بروح جبران.
الحارسة: إنها اللغة الأجمل الى قلبي… لغة الروح.
وصلت الأميرة الى غابة أرز الرب واكتمل مدماك المجد. وعادت كبيرة حراس هيكل الأرز لتستعد لجولات وجولات من الإبداع والرقي.
وتبقى في العين حسرة. فحكيم هيكل الرب لم يكن حاضرًا بجسده، ولكن نبض قلبه لم يفارقنا. فبيض الأيام أمامنا وسنرفع الكأس سوية لمجد لبنان
