قصتي مع المستشفى طويلة، فقد عشتها على مراحل مختلفة، منذ أكثر من 44 عاماً. كنت في سنوات شبابي اتردد الى بشري، وكنت اتواصل مع العديد من شخصيات البلدة، ومن بينهم السيد انطوان الخوري ملكه طوق. وكنت اعرف منه لماما ً انه بصدد بناء مستشفى في بشري ويريد السفر الى اوستراليا لهذا الغرض. لكن بسبب الاحتلال السوري للبنان في ذلك الزمان، اضطررت للابتعاد عن بشري. وعلمت لاحقا ً ان السيد انطوان الخوري قد بنى مستشفى، ووصلت الاشغال فيه الى مرحلة معينة ثم توقفت.
عندما تولى النائبان ستريدا جعجع وايلي كيروز مسؤولية المنطقة، كنت اتابع عرضا ً كل الامور التي كانت تحصل في المنطقة، بحكم تواجدي وزوجتي في المنزل. وتأكدت ان السيد انطوان الخوري ملكه طوق لم يتمكن من اكمال المستشفى بسبب وافته. بالاضافة الى ان المستشفى يحتاج الى امكانات مالية كبيرة غير متوفرة، وكان ذلك اواخر فترة الحرب.
مرت السنوات، وجاءت ازمة كورونا، وتبين لنا مدى حاجة بشري والمنطقة الى مستشفى. في شهر اذار من العام 2020، اتخذت النائبة ستريدا جعجع قرارا ً باكمال المستشفى، وتقدرت التكلفة الاولية لتأهيله بنحو مليون ونصف المليون دولاراميركي. بدأت بجمع التبرعات، وبوشر العمل في المبنى، وتبين انه بحاجة الى تدعيم ضد الزلازل، بعد مرور40 عاماً على بنائه. اضطرت النائبة جعجع الى تأمين التكاليف الاضافية. خاصة مع تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان وانخفاض قيمة العملة االوطنية.
باختصار، يمكنني الجزم بانه قد وضعت جهود كبيرة لتأهيل المستشفى، وزادت التكاليف اربعة اضعاف ما كان متوقعاً له. فأكملت النائب جعجع مهمتها مع الفريق الذي يعاونها وبفضل العديد من الخيرين.
اود ان احيي النائبة جعجع على جهودها من اجل تحقيق هذا المشروع – الحلم، والذي سيظل علامة ثابتة في بشري والقضاء على مرّ الزمن.
الشكر والتقدير لكل الذين ساهموا بسخاء في هذا المشروع الانساني.
اهنىء ادارة وموظفي المستشفى ايضاً، لانه اصبح لديهم مستشفى يلبي تطلعاتهم، وما يزيدنا فرحاً هو وجود ادارة جيدة وعلى قدر المسؤولية .
مبروك لاهالي بشري والمنطقة، فان هذا المشروع، سيزيد من صمودكم في ارضكم.
