بعد أربع عشرة سنة على غيابه، شاء الشاعر أنطوان مالك طوق وعلى طريقته أن يوجه دعوة باسم والده الغائب – الحاضر، لحضور حفل توقيع ديوان لوالده عنوانه “دفا”، وضمّ قصائد غزل وأخرى وجدانية وعاطفية لم تنشر من قبل. وديوان جديد للابن عنوانه “قبيله …. وما حدا”، ضمّ قصائد في المرأة والحب والحياة. والإصداران الشعريّان هما بالعامّيّة اللبنانيّة.
نهار الجمعة 29 أيلول 2014 عند الساعة السادسة مساء غَصّت صالة أوتيل شباط في بشري، التي زيّنتها لوحة تمثّل وجه مالك طوق بريشة الفنان رودي رحمه، بحشد من أهل الثقافة والشعر والأدب، وممثّل عن الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، أتوا وفاءً للشاعر الأب وتكريمًا للشاعر الابن، وللاستماع إلى جديدهما من الشعر.
افتتح اللقاء بمعزوفة موسيقيّة لـ “شوبان” أدّتها العازفة جوزيه ماري عبّود، ثم تكلّم صديق الشاعر الراحل الشاعر شيبان سعادة فأفاض في الحديث عن ذكرياته مع مالك طوق وقصائده، وعرض بلغة عاطفية بعضًا من سيرته مع الشاعر الأب، معلنا تميّزه عن شعراء عصره منذ بداياته الشعريّة مع ديوانه الأوّل “عناقيد”. كذلك، نوّه بما قدّمه الشاعر الابن من جديد للقصيدة العاميّة.كما ألقى أبياتا كتبها للمناسبة. وجاء في قصيدة “وَرد أسمر” من ديوان الشاعر مالك طوق:
“أنا جنَّيت بيـ شِعرَك… دخيلَك…
أنا جنَّيت- قالتلي- وما فيّي
مهما جَرِّب… من البال شيلَك
بَدّي ياك ما تِبخَل عليّي
حَرام تمَوِّت بْـ إيدَك عَليلَك
بدّي عيش بيـ دِنيه غَنيِّه
وشِعرَك دِنِيتي…
ألله وَكيلَك”.
وأنا جَاوَبت – بدّي تجِنّ أكتَر
وتوسَع دِنيِتَا مليون مَرّه
“لَيكي! طَمّني البال المشَوشَر
هَودي دفاتري دَفتر ودَفتر
هَيدي الموقَدِه جَمره وجَمره
وبَعد بيِكتَرو الجَمرات بُكره
غِلّي بْـ دِنْيتِك… جِنّي…
وْعَا فِكرَه
إنتي وَرد… إنتي وَرد أسمَر
وَنَا ما قطفت إلّا
وَرود سَمرا”.
ثم تكلم الشاعر قزحيا ساسين الذي كان له وقفة عند كلّ من الديوانين، ورسمَ بالمحكيّة صورة الشاعر مالك طوق من خلال “دَفا” وصورة الشاعر أنطوان مالك طوق من خلال “قبيلِه… ومَا حَدا”، مُسلطًا الضوء على ما قدّمه مالك للقصيدة ليكون الجسر الذي نقلها من ضفة الزجل إلى ضفة الشعر، وعلى ما أنجزه أنطوان من إضافات على القصيدة العاميّة على مستوى بنيتها وجماليتها وتخليصها من الهدر اللغوي. ثمّ ألقى الشاعر أنطوان بركات، وبعده الإعلامية ديامان رحمه جعجع باقة من قصائد الشاعرين. وقدّمت المشاركين الإعلامية جويل فضّول.
وفي الختام أزاح الدكتور عصام خليفة الستارة عن اللوحة الفنية، وانصرف الحضور إلى كوكتيل أقيم في المناسبة والشاعر أنطوان طوق إلى توقّع الديوانين بالأصالة وبالنيابة.
فكان الاحتفال بديوان “دَفا” للشاعر مالك طوق، وديوان “قبيلِه… ومَا حَدا” للشاعر أنطوان مالك طوق. والإصداران الشعريّان هما بالعامّيّة اللبنانيّة. صحيح أنّ الشاعر مالك طوق غادر دنيانا من أربعة عشر عامًا تاركًا نتاجه في الشعر والرسم بعهدة ابنه انطوان الذي شاء أن ينشر له ديوانًا جديدًا، لكنّ هذه المناسبة – المفاجأة الغير متوقعة، جاءت “استحضارا لمالك طوق لا استذكارًا وإرجاعًا له لا رجوعًا إليه” كما ذكرت مقدمة الحفل الإعلامية جويل فضول.
أمّا قصيدة “جوع معتّق” من ديوان الشاعر أنطوان مالك طوق فتضمّنت:
تخَبَّيت بِـ خْيالي…
ولَ عندِك جيت
وعا لَهْف قلبي ما سألِت حالي
شو رَح يخَبّي خْيال بيلالي…
وشو حْكيت؟ مش فايِق بَقا شو حكيت
فايق عا حَكْي لْ كان بيـ بَالي
إحكيه… بَس خْجِلْت… يَمّا نسيت…