دشن وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ونائبا بشري ستريدا جعجع وإيلي كيروز المبنى الجديد لثانوية بشري والتي سيطلق عليها إسم “ثانوية جبران خليل جبران”، بحضور النائب السابق جبران طوق، رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر، رئيس إتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، السيدة روز شويري، المحامي روي عيسى الخوري، رئيس بلدية بشري السابق الدكتور جورج جعجع، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، الأستاذ فوزي نعمة، منسق قضاء بشري في “القوات اللبنانية” النقيب السابق جوزيف إسحق، المونسنيوران فيكتور كيروز وجوزيف فخري والقيم البطريركي على الجبة الخوري طوني الآغا، رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها، مدراء مدارس وأفراد الهيئة التعليمية والإدارية في ثانوية بشري وحشد من الكهنة والراهبات وأبناء بشري.
إستُقبل الوزير بو صعب عند مدخل الثانوية وقص مع النائبين جعجع وكيروز الشريط التقليدي ثم أقيم إحتفال في القاعة الكبرى للمبنى الجديد إستهل بالنشيد الوطني اللبناني وتقديم الإعلامية دياماند رحمة جعجع .
بعد الكلمة الترحيبية للاستاذ جوزيف جبور، القى رئيس لجنة جبران الدكتور طارق الشدياق كلمة جاء فيها:
“نعم … هي لجنة جبران، كما تمّ ذكره، التي وهبت هذه الارض لبناء هذه الثانوية. الامر الذي بدأ منذ اربعين سنة تقريباً، وفي بداية الحرب اللبنانية في العام 1975، وتحديداً زمن اللجنة التي ترأسها المرحوم البروفيسور اميل جعجع. لقد رأت لجنة جبران الوطنية آنذاك اهميّة ان يكون في بشري ليس فقط ثانويّة، بل ايضاً مدرسة مهنيّة، فاستقدمت الآلات والتجهيزات الضروريّة لذلك من دول عدّة في اوروبا. وكان العزم ان تنشأ هذه المدرسة – المهنية – في العقار التابع لها حيث مؤسسة الرؤية العالميّة اليوم. لمن مستوعبات هذه التجهيزات التي تم استيرادها، تمّ ايضاً سرقتها من مرفأ بيروت ابّان الحرب المشؤومة، وكان هذا الفعل بداية المعاناة التي ستطول حتى هذه الايّام. وحدث ان اقرّت حكومة ذلك الزمن، تحديداً في العام 1974، مشروع تجمّع المدارس، فسارعت لجنة جبران لتقديم الارض هنا حيث ثانوية اليوم، والارض هناك للمهنيّة على ان تقام كلّ من المدرستين وفق مشروع تجمّع المدارس المذكور. لكن المشروع نفسه الغى في ما بعد لتطول المعاناة اكثر فاكثر. وبعد اكثر من عشرين سنة، وتحديداً في العام 1999، أبدت وزارة التربية رغبتها في بناء مدرستين شرط تقديم الارض هبة ليصار الى البناء، فما كان من اللجنة وقتها، وكانت برئاسة الاستاذ فؤاد حنّا الضاهر، وهي التي لُدغت من الحجر مرتين، ان طلبت الاطلاع على الخرائط الهندسيّة المعدّة للمشروع، وكان قد جهّزها لوزارة التربية المهندس سيزار عرنوق. وبعد الاطلاع والموافقة، تمّ مسح العقارين هنا، 2556 و2557، باسم وزارة التربية من ضمن بروتوكول لاقامة الثانويةّ المطلوبة. وكان ذلك في حزيران من العام 2000، وككلّ المشاريع في زمن الحرب، خطا هذا المشروع بسرعة فائقة نحو الادراج ليقفل عليه. وكان يجب ان ننتظر العام 2005 حيث جرت اول انتخابات نيابيّة بعد انسحاب الجيش السوري، وكذلك العام 2009، ليقوم سعادة نائبي بشري بفتح الادراج المقفلة ونفض الغبار عن مشاريع كثيرة وغربلتها من جديد ثمّ ادراجها في استراتيجيّة انماء شاملة بدأت منذ العام 2005. والامر لم يكن من دون عقبات. فقد تمّ الغاء مشروع بناء المهنيّة، فسعى النائبان الى تحويل المبلغ المرصود لاتمام بناء الثانوية التي نفتتحها معاً اليوم”. وختم:”…. الامر الذي اودّ التاكيد عليه، فهو ان لجان جبران المتعاقبة وحتى اللحظة كانت امينة لوصيّة جبران نفسه. لقد اراد ان يكون ريع حقوقه الادبيّة والفنيّة لانماء مدينته للخير العام، فكنّا جميعاً وما زلنا ملتزمين تلك الوصيّة. الثانويّة هذه هي للنفع والخير العام. اكثر من ذلك، ان كلّ لبهيئات الاداريةللجان جبران الوطنيّة تصبح فور تشكلها جبرانيّة الهوى والنزعة. وعليه لقد عملت بما قاله لها وللملايين، انه “عندما تريدون ان تعطوا، اعطوا من قلبكم ونفسكم وروحكم، اعطوا حتى الوجع”. ونحن اعطينا ونفسنا وروحنا عشرة آلاف وواحد وسبعين متراً مربعاً لبناء الثانوية”.
ثم ألقى رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر كلمة قال فيها:” إنه لمن سعادتي وحسن حظي أن أزور بشري، مرةً على الأقل كل عام، وأن ألتقي بهذه الوجوه النيرة في مناسبات تتعلق بالتنمية والخدمات العامة . فمرة نلتقي في عز الصيف، ومرة في عز الشتاء، واليوم على أبواب الخريف … وهكذا، تستقبلنا بشري في كل مرة بثوب جديد، فيه دهشة جديدة وألوان وضعت عليها يد الخالق لمساتها الأخيرة… نلتقي اليوم، لتدشين صرح تربوي جديد هو ثانوية بشري الرسمية التي هي حاجة ماسة لهذه المنطقة التي تعتبر الطاقات البشرية فيها من أهم روافد التنمية بالإضافة الى السياحة والزراعة. فبشري أنجبت للبنان وللعالم شخصيات فذة على الصعد التربوية الثقافية والإبداعية ولطالما إعتبرت هذه الأودية مهداً للطباعة والقراءة منذ فجر التاريخ”.
وأضاف:”إن الإستثمار في التربية هو من أهم ما يمكن أن تقوم به المجتمعات لتحقيق التنمية المستدامة، وينبغي أن تنصب جهودنا ليس فقط على تأمين منشآت مناسبة للتعليم، وإنما أيضاً على جعل التعليم متوفراً على أساس تكافؤ الفرص، وعلى تعزيز التعليم النوعي الذي يساهم في بناء مجتمع المعرفة وفي الإندماج الإجتماعي ، وعلى تعليم يساهم في التنمية الاقتصادية، من هذا المنطلق، نعتبر هذا المشروع من أهم الإنجازات لمنطقة بشري خاصةً وأنه يترافق مع مشاريع متكاملة في مختلف القطاعات”.
وتابع :” ان مجلس الإنماء والإعمار ينفذ حالياً مشروع تأهيل المبنى الملحق بمستشفى بشري الحكومي الذي سيساهم في رفع مستوى الخدمات الصحية في المنطقة، كما أننا حصلنا على قرض جديد من البنك الإسلامي لإستكمال مشروع طريق الديمان وتحويرة حصرون بعد أن أنجزت طريقا حدث الجبة وتحويرة بشري، كما أن قطاع المياه والصرف الصحي سيشهد قريباً إطلاق مشروع ممول من الصندوق العربي يشتمل على منظومتين لمياه الشرب والصرف الصحي بالتزامن مع التحضير للحصول على قرض جديد من الوكالة الفرنسية للتنمية لإستكمال منظمة الصرف الصحي في مختلف قرى وبلدات القضاء. وكنا قد دشنا، منذ أكثر من سنة، المحطة النموذجية للصرف الصحي في محلة الحريم التي تعمل حالياً وفق ما كان مرتقباً”، لافتاً الى “ان كل هذه المشاريع ما كانت لتوضع على السكة الصحيحة لولا المتابعة الدؤوبة من نائبي المنطقة اسيدة ستريدا جعجع والأستاذ إيلي كيروز اللذين لا يوفران جهداً لإزاحة العقبات من أمام أي مشروع يخدم منطقة بشري . فالشكر لهما ولبلديات المنطقة وفعالياتها على التعاون الممتاز مع مجلس الإنماء والإعمار الذي بدوره ينسق جهوده مع الوزارات المعنية بهذه المشاريع”.
وختم الجسر:”شكراً مرة جديدة، على دعوتي الى هذه المنطقة التي أحبها وأحب ذكرياتي فيها، وأكثر ما يسعدني هو أن يقال، يوماً ما، إنني ساهمت في وضع بحصة صغيرة تسند خابية الجمال التي إسمها … بشري” .
النائب إيلي كيروز رحّب بدوره بالوزير بو صعب وقال:” لا بدّ لي أولاً في غرّة هذا اليوم الجميل، باسم زميلتي وباسمي وباسم جميع أبناء بشري والجبّة, أن ارحب بمعالي الوزير, ابن ضهور الشوير, أن ارحب به ضيفاً عزيزاً كريماً في بشري, مدينة الأرز و جبران، جارة السماء وحارسة الوادي المقدّس، فأهلاً بك رجل علم وانفتاح ومبادرة، لنقدم معاً نموذجاً في التعاون الجدّي بما يتجاوز الخلافات والحسابات السياسية الضيّقة. يا معالي الوزير، اذا كان من الصعب علينا ان نجافي الحقيقة، فليس من الصعب علينا أن نعترف لبو صعب بحسن الآداء وروح المسؤولية كما أرحب بالمهندس نبيل الجسر وهو الجسر الذي يساهم في مدّ الجسور وبناء الصروح على مساحة الوطن.”
وأضاف:” أريد في هذه المناسبة أن أشكر جميع الذين ساهموا منذ البدايات في تحقيق هذا المبنى الجديد، كما أشكر جهد وتعب ومتابعة وتنفيذ ومواكبة كلّ الذين عملوا من أجل الوصول الى هذا المبنى. وأشكر بالتأكيد مجلس الإنماء والإعمار ممثلاً برئيسه والصندوق العربي لجهة تأمين التمويل المطلوب للمشروع.”
وقال كيروز:”إن المبنى الجديد يمثّل إنجازاً تربويّاً لبشري والجبّة، ويأتي بعد عقود من الأحلام والإنتظار. انه حلم يتحقق الى جانب أحلام أخرى. اليوم نفتتح المبنى الجديد في ذكرى اليوبيل الذهبي لإنطلاقة التعليم الثانوي الرسمي في قضاء بشري في العام 1964. لقد مضى بكل بساطة خمسون عاماً على إنشاء الثانوية. فللثانوية فضل كبير على جيلنا وأجيال سبقتنا وأجيال جاءت بعدنا. للثانوية ادارة وأساتذة، فضل على جميع الذين تخرجوا فيها، ولاسيّما على الأهل من ذوي الدخل المحدود. لقد تخرج من هذه الثانوية وعلى مدى سنوات المعلّم والطبيب والمحامي والمهندس والصحافي والروائي والعديد من المبدعين والناجحين. لقد سبقت الثانوية التعليم الثانوي الخاص في بشري والجبّة. ويسعدني اليوم أن أقول بأنني انتسبت الى الثانوية ودرست على مقاعدها لسنتين متتاليتين. وأعيش اليوم حنيناً الى تلك الأيام.”
وأردف:” في السنوات التي سبقت الحرب الاهليّة، كانت الثانوية تدرّس قبل الظهر وبعده بسبب ضيق المبنى. ولعلها من الثانويات القليلة في لبنان التي لم تدمرها الحرب ولم تؤثر على مستواها التعليمي. فالتحية والتقدير لجميع الأساتذة الذين تعاقبوا والذين درّسوا وربّوا في أصعب الأيام وصولاً الى أساتذة اليوم.”
وأكّد كيروز “ان تصميمنا من أجل انجاز هذا الصرح، كقوات لبنانية وكنواب، يأتي في سياق إهتمامنا بالإنسان وبإنسان بشري والجبّة، لا سيما في هذه الأزمة الرديئة، أزمة القتل والعنف. إن القوات اللبنانية هي في المحصّلة التزام بالأنسان والحرية. وتدعو القوات اللبنانية الى الالتزام بكل ما يؤدي الى تعزيز الحرية وكرامة الإنسان، كما التعددية في الدين والثقافة وحق الاختلاف في لبنان والشرق. إننا نريد لإنساننا أن ينمو، كما جاء في الكتاب المقدس ، بالقامة والحكمة والنعمة.”
واضاف:” عوني أؤكد أن الإنسان هو عنوان رهاننا الإنمائيّ والتربية في صلب هذا الرهان. لذلك ومنذ نجاحنا في الإنتخابات النيابية في أيار 2005 أدركنا أهميّة المسألة الإنمائيّة في منطقتنا، وبالرغم من الأولوية التي أعطيناها للسياسة، للهموم السياسيّة الكبيرة والخطيرة، في لحظة سياسيّة حاسمة كما فيها وجود لبنان بمقوماته الجوهرية على المحك، وفي لحظة أمنية حافلة بالتفجيرات الكبرى والإغتيالات الكبرى. غير أن السياسة وعلى أهميّتها، لم تستحوذ على كلّ إهتماماتنا، لأننا جئنا الى المسؤؤلية النيابية من المعاناة الطويلة، من هموم الناس ولأننا نعرف بالخبرة اليومية حاجات بشري والجبة الملحّة. لذلك أجرينا نوعاً من المسح الشامل لتلك الحاجات ووضعنا جدولاً بالأولويات ووعدنا بتحقيق ما نطمح اليه من أحلام. وميزتنا أننا نحقق أحلامنا: فمن المستشفى الحكومي وغرفة العمليات الى دورة قاديشا، ومن مشاريع المياه الى الحدائق العامّة، ومن تأهيل الطرقات العامة الى محطة التكرير النموذجيّة، ومن تأهيل محلّة الضهرة في بشري الى مشروعي الصرف الصحي ومياه الشفّة في الأرز وبشري وحدشيت وصولاً الى المشاريع التي نحضّر لها، ونعدّ لانجازها من مشروع الصرف الصحي لكل القضاء الى المركز الثقافي – الاجتماعي في مار جرجس، ومن السدود في الأرز وحدث الجبّة الى بيت الطالب الجامعي في ضبيّة الذي بدأنا العمل فيه والذي كنا نخطط لإنشائه منذ الثمانينات…”
ورأى كيروز”ان مجتمعنا المعاصر يحتّم على المدرسة الرسمية أن تواجه اليوم تحديات جمّة، يرتبط أهمها بقدرتها على صياغة التربية الشاملة وانجاز التعلم النوعي وتحقيق التعلم للجميع والجودة الشاملة في العمل التربوي. وعلى مستوى المواطنية، فان المدرسة الرسمية مدعوة الى توفير تربية مواطنية لتلاميذها، ليتمكن المواطنون جميعهم من أن يقوموا بدورهم في حياة الجماعة السياسية، وبذلك تسهم في خلق مناخ من الحرية والتعاون والمساواة أمام القانون واحترام حقوق الانسان وفي ارساء نظام سياسي يشرك الجميع في القرارات الوطنية وبناء الدولة القوية والعادلة.”
وتابع:” انطلاقاً من هذه الروح ، اني أدعو انسان هذه الأرض، لا سيما الجيل الجديد، الى التمييز بين فعلين يمكن تصريفهما في الحياة: فعل الأمتلاك وفعل الكينونة. وأنا منحاز الى فعل الكينونة لأني أريد أن أكون أن أكون أكثر وبوفرة. اني ادعو انسان هذه الأرض الى حياة لا تدور على نفسها ولا يستهلكها استقرار أو نجاح أو عمل أو مركز أو علم أو مال أو لذّة، الى حياة لا تستحوذ عليها الأشياء التافهة والأهتمامات السطحية. اني أدعو انسان هذه الارض، لا سيما الجيل الجديد، الى أن يتطاير نحو الأعلى والأرقى والى أن يكون جوهريّاً.”
وختم كيروز:”معالي الوزير، بمناسبة افتتاح هذا المبنى الجديد، أتمنى أن نتعاون لتوفير كلّ مستلزمات فتح مرحلة متوسطة للتخفيف من أعباء الأهل الذين يرزحون تحت الأقساط المدرسية في ظل هذه الضائقة الاقتصادية. وفي الختام أشكر القوى العسكرية التي واكبت هذا الحفل.”
الوزير الياس بو صعب القى كلمة استهلها بالتأكيد أن التدافع الذي حصل كان عفوياً لملاقاته وقال:”إسمحوا لي أن أوضح عن الذي صدر من الإعلام عن الإشكال الذي حصل بين مرافقين سعادة النائب السابق د. طوق ومرافقين سعادة نواب القوات اللبنانية هذا الكلام غير صحيح أنا كنت موجوداً في المكان لأن الذي حصل هو تدافع أهل بشري من محبتهم ظهرت محبة زائدة من يريد أن يقترب مني أكثر ولا لحظة كان خلاف بل هو تسابق على المحبة وهذه هي بشري التي نعرفها… وأريد أن أشكر بشكل خاص سعادة النائب ستريدا جعجع والنائب إيلي كيروز وإصرارهم على دعوتي كي أكون بينكم في بشري وأنا وبشري لنا قصة سوف أرويها لكم بعد قليل، وأرحب بكم وأشكر حضور الجميع د. طوق سعادة الرئيس السابق لبلدية بشري وأيضاً الرئيس الحالي وجميع الحاضرين أشكركم على حضوركم فرداً فرداً “.
وقال بو صعب:”إن كانت التنمية البشرية تنطلق من التربية فإن حضورنا معكم اليوم لإفتتاح ثانوية بشري الرسمية هو حلم تحقق لأبناء مدينة بشري وقضائها وهو مركز أساسي لتحقيق التنمية المتسدامة التي تنطلق من التربية والتعليم لتشمل الإقتصاد والبيئة وديمومة الثروات في المجتمع وأبرزها الثروة البشرية، وتستحق بشري أن يكون لها صرح تربوي يحتضن الجميع من دون تمييز بالفكر أو في الموقف السياسي أو التوجه الثقافي والوطني لأن المدرسة الرسمية هي للجميع وهي التي تحتضن الكل وتقدم العلم من دون منة من أحد ومن دون أقساط مدرسية، والمدرسة الرسمية هي القطب الجامع لكل القوى الحية في المجتمع وهي كذلك في أرقى دول العالم إذ تتعاون البلديات مع الحكومات والأهالي في بناء المدارس الرسمية وتجهيزها ومتابعتها، إن هذه التوجهات تم إعتمادها في بشري إذ أن لجنة جبران الوطنية قدمت منذ سنة 1973 قطعة الأرض التي بنيت عليها هذه الثانوية، وإستأجرت وزارة التربية منذ سنوات مبنى مدرسة الآباء الكرمليين ليكون ثانوية رسمية مؤقتة ريثما تتم عملية البناء إلا أن الحلم لم يتحقق في حينه، واليوم يلتئم شملنا في مدينة بشري الرابضة على سفاح جبال المكمل تحرسها نضال أرز الرب لكي نفتتح هذه الثانوية الرسمية بعدما حظيت بمتابعة وملاحقة نواب المنطقة حتى تم تأمين التمويل من طريق مجلس الإنماء والإعمار وبمساهمة مالية من الصندوق العربي وبإحتضان ومواكبة ودعم من بلدية بشري وهنا نوجه تحية لرئيس بلدية بشري السيد أنطوان فخري وجميع أعضاء المجلس البلدي الذي سوف تتابع مسيرة هذا الصرح التربوي والذي سوف يكون للجميع ويشكل حلقة الربط بين عائلات بشري ويؤمن فرصة متساوية لتأمين التعليم الرسمي المجاني للجميع كما يرسخ سكن العائلات في مدينة بشري شتاءً فلا تضطر الى السكن في مدن أخرى لتعليم أولادها”.
ورأى بو صعب أنه “في ظل الانقسام السياسي الذي يطبق على لبنان كما تفضلتم في الكلام وقلتم ممكن أن يكون إختلاف في السياسة، والعالم يقولون وزير التربية والتعليم العالي وزير تكتل التغيير والإصلاح لماذا صعد الى بشري ليفتتح ثانوية، والثانوية في أرض بمعقل للقوات اللبنانية مع وجود وإحترام لكافة الأفرقاء الموجودين من الأفرقاء السياسيين الآخرين إنما بصراحة انها قناعة راسخة لدي عندما كلفني الجنرال عون بهذه المهمة كلفني بها لأن الوزارة هي خدمة للجميع لكافة اللبنانيين لا يوجد تفرقة في السياسة في العمل بالإنماء، لا فرق بين مدينة وأخرى وقرية وأخرى، المهم يجب الجميع أن يعرف أن الوزير موظف لدى الشعب اللبناني وبشري تصب في قلب الشعب اللبناني، أريد أن أقول لكم ما هي علاقتي في بشري وكيف بدأت. أنا منذ سنوات عديدة وقبل أن أعمل في الشأن العام كان لدي عدة زيارات على بشري والأرز بشكل خاص لدي صديق إسمه جوزيف غصوب متزوج من بشري شقيقة سعادة النائب إميل رحمة أوجه لهم تحية هم من عرفوني أولاً على الأرز وعلى بشري ومنهم تعرفت على عدة شباب من بشري وكانوا يقولون هؤلاء شباب من القوات اللبنانية ولكن كانت فترة صعبة على القوات اللبنانية لأنها كانت محظورة لم تكن تعمل والدكتور جعجع كان لا يزال في الحبس فهؤلاء الشباب الذين تعرفت عليهم ومنهم من يزيد محبته لي اليوم الذي حصل في الخارج. وقد تعرفت في ذلك الوقت على رئيس البلدية الشيخ سعيد طوق وتكلمت مع الشيخ سعيد أن نأتي بمشروع سياحي كبير على بشري وكان جوابه لا نستطيع أن نعمل شيئاً إلا بعد أن يفرج عن الحكيم وهذه للمرة الأولى أخبركم إياها وبعدها أكملنا العمل عندما تعرفت على سعادة النواب وهنا أريد أن أقول شيئين الأول أريد أن أقول للأستاذ الجسر أو نأخذ النائب ستريدا الى المتن أو أن تجد طريقة أن تعاملنا بها كما تعامل أهل بشري… عندما نتكلم عن الحرمان دعونا نتكلم عن الحرمان التربوي، عندما إستلمت وزارة التربية كنا نسمع عن الحرمان في مناطقنا وفي مناطق كثيرة في لبنان إنما ما يتعلق في التربية بالذات أستطيع القول أن مناطقنا هي الأكثر حرماناً من بشري الى ضهور الشوير وتحية من ضهور الشوير الى أهالي بشري .”
واستطرد:”أما الأهم من ذلك فهو التكاتف والتعاون والتعالي على المصالح الضيقة من أجل لبنان كما تكلمت يا سعادة النائب سيما وأن الموجة التكفيرية التي تندفع نحونا وتختطف أبناؤنا عسكريين كانوا أم مدنيين هي موجة لا تميز بين مواطن وآخر، هي لا تميز لا بين 8 ولا 14 آذار، هي لا تميز بين مسلم وبين مسيحي ولأجل ذلك نحن حريصون أن نضع كل هذه الخلافات على حدى ونعمل وحدنا كلبنانيين بمواجهة هذه الموجة التكفيرية التي تشكل خطر حقيقي على وجودنا وعلى لبنان الذي جميعنا مجتمعون عليه مسلمين ومسيحيين . هذه الموجة التكفيرية كما قلت لا تميز بل تعتمد الرعب والذبح والترويع لمصلحة الجهات التي قامت بتوظيفها وإستثمار جرائمها من أجل تعميق الإنقسامات في المنطقة، وأنا لا أخفي عليكم وجميعكم تعلمون أنني في الوزارة أتعامل مع جميع الأفرقاء كلبنانيين، وكما قالت ديامون القوات اللبنانية حقيقة موقفهم لم يكن مخفياً تكلم عنه الدكتور جعجع في المقابلة التي أجراها معه وليد عبود على ال أم تي في حين قال : “نحن الى جانب وزير التربية بالعمل الذي يقوم به لأن هذا العمل هو للمصلحة الوطنية وللبنان بشكل عام” . وأنا إتصلت بسعادة النائب وطلبت منها أن أتكلم معه وشكرته على موقفه الذي كان معلناً من قبل أيضاً لأنه حينما بدأت أعمل في ملف التربية أدركت أن هذا الملف لا يعني لا تيار وطني حر ولا تكتل تغيير وإصلاح ولا تيار المستقبل ولا إشتراكي هذا ملف وحده، هذا الملف يعني جميع اللبنانيين سواسية لذلك كنت أتواصل مع الجميع كي نستطيع إيجاد حل يناسب جميع الطلاب اللبنانيين من كل الأفرقاء وكل الأطياف السياسية . وهذا هو العمل الذي يجب أن يحصل في كافة الوزرات .”
وتابع :” أريد أن أقول شيئين العمل الذي قام به نائبا بشري والمشاريع التي عددتموها يستطيع الانسان أن يعدها في دقائق بسيطة وهذا سهل ولكن لا أحد يعلم ما قيمة العذاب وكم يكون طويلاً قبل أن يصل الى النتائج ، الأستاذ الجسر يعلم أنني كنت أريد منه جسراً في جل الديب وكم كنا نتشاجر من أجل هذه القصة ولكن أريد أن أقول لك أنك تريد أن تأتي الى طرابلس وتأتي الى بشري ولكن ستمرون في جل الديب وهذا نفق جل الديب لا مهرب منه ونحن اليوم قررنا إلغاء النفق ونبني اثنين، وعلى الوعد الذي أعطيتنا إياه يوجد لدينا ثلاث أو أربع أسابيع لنستلم الخرائط التنفيذية أو أتكلم مع النائب ستريدا جعجع أو تأتي لي بهم …”
وأردف:”أريد أن أوجه تحية الى جميع الذين عملوا في الماضي كي تقف هذه الثانوية على رجليها وتصبح الثانوية التي نعرفها اليوم، نواب بشري السابقين الدكتور طوق وتحية الى والد روي عيسى الخوري ولكل المدراء الذين مروا في هذه الثانوية وللجنة جبران ولجميع الأشخاص المعنيين والذين عملوا كي تصل بشري الى هذه المرافق المهمة وتصبح هذه المدينة فعلاً بكل خدماتها…”
وقال بو صعب:” في 2005 كان لدي زيارة مميزة وكانت ليلة عاصفة على الأرز عندما خرج الدكتور جعجع وكان موجود في منزل في الأرز وكنت برفقة شخص عزيز وغالي وأحبه كثيراً أنا وأنتم واليوم زوجته معنا وهي السيدة روز الشويري، كنت مع الأستاذ أنطوان شويري وصعدنا لكي نرى كيف يمكننا أن نساعد بشري والأرز كي تسير هذه المشاريع وتأخذ مكانها بأجمل جبال في لبنان لا بل بالشرق الأوسط والله يرحم أنطوان الشويري والذي تعرفت اليه في دبي والذي نعتبره جميعاً إن كان في دبي وإن كان في الإغتراب وإن كان جميعكم في لبنان هو عرابنا جميعاً. أنا لا أستطيع أن أكون في بشري إلا وأن أوجه تحية لروح أنطوان شويري والى روز الشويري ولكل الإرث الذي من الأستاذ أنطوان”.
وتابع :” تحية لمدير ثانوية بشري الأستاذ جوزيف جبور والأعضاء والأساتذة الذين معك ومجلس الأهل والآن طلب إضافةً الى هذه الثانوية أن نفتتح متوسطة في بشري ولم تضيع فرصة السيدة ستريدا وقالت لي هل نستطيع إعلانها الآن أقول لك الآن نعلن بأننا سنفتتح متوسطة في بشري، أريد أيضاً أن أقول وهذه الأفكار بدأت تتداول عندما بدأ الحديث على المنبر لقد سمعنا في المقدمة أن هذه الأرض قدمتها لجنة جبران خليل جبران تشاورت مع سعادة النائب ستريدا جعجع ومن ثم تكلمت مع الدكتور طوق والسيدة ستريدا قالت لي أيضاً رئيس لجنة بشري تكلم في هذا الموضوع ، والآن نتكلم معك يا حضرة المدير لنقول لك أن نواب بشري سيعملون رسالة كي يصدر قرار من وزارة التربية بتسمية هذه الثانوية بثانوية جبران خليل جبران”.
وتطرق بو صعب الى الوضع السياسي، فقال :” نحن مقبلون على موسم إنتخابات نيابية وأحببت أن أوضح شيئاً، فقد حصل التباس في الإعلام بأن هيئة الإشراف على الإنتخابات لم تتألف وهذا يمكن أن يؤثر على الانتخابات النيابية . للتصحيح فقط هذه الهيئة تأخرت 25 يوماً وبالتالي إذا لم تكلف منذ يومين لم يعد شيئاً يقدم أو يؤخر لأنه هذه الهيئة كان يجب أن تتألف في 8 آب 2014 ، وبالتالي الذي يصدر عن كلام أن وزراء تكتل التغيير والإصلاح أوقفوا أو عرقلوا لأنهم مصرون على إسم أو طلبوا تبديل إسم هذا الكلام غير دقيق، نحن طرحنا الأسماء بإنتظار الجواب ولكن هذا أمر طبيعي في الحكومة وهذا أمر خاضع للنقاش مع الوزراء ومع دولة رئيس مجلس الوزراء الذي هو دائماً حريص على التفاهم والتوافق وأنا أشهد له وأوجه تحية له . وبالتالي نحن نصحح النقطة التي أثاروها في الإعلام كي لا يعتقد الناس بأن البعض يريد إنتخابات نيابية والبعض الآخر لا يريد …”
وختم بو صعب بالقول:” أبارك لمدينة بشري الأبية مدينة جبران خليل جبران ومدينة الأرز الخالد عبر الدهور بإفتتاح هذه الثانوية التي سيصبح إسمها ثانوية جبران خليل جبران، وأدعو الأهالي الى تسجيل أولادهم فيها ولاحقاً في متوسطة بشري كما أهنىء لجنة جبران الوطنية وبلدية بشري والنواب والشخصيات والمسؤولين السابقين والحاليين وجميع الذين بذلوا جهداً لكي يصبح هذا الحلم حقيقة كما أوجه تحية تقدير الى الصندوق العربي للتنتمية على تأمين التمويل والى مجلس الإنماء والإعمار ممثلاً برئيسه المهندس نبيل الجسر على الجهود التي أدت الى إتمام البناء”.
وفي الختام، تلا المونسنيوران كيروز وفخري والكهنة صلاة التبريك وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.