spot_img

ذات صلة

جمع

مهرجانات صيف قنات 2024

ككل سنة تتحدى لجنة مهرجانات قنات الأوضاع الصعبة، وتحرص...

مهرجان الطفل في بشري: منصة ترفيهية للأطفال والعائلات

يُعد مهرجان الطفل في بشري ، الذي انطلق قبل...

في عيد القديس شربل… البطريرك الراعي : ” لبنان أرض قداسة وليس أرض حروب ونزاعات وقتل”

توج البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفالات...

اكتشافات الجمعية اللبنانية للابحاث الجوفية ضفتّا وادي قاديشا تحتويان اكثرية الاديار والصوامع والمحابس الاثرية

أثناء زيارته لدير قنوبين سنة 1688، أفاد الرحّالة Jean de La Roque  أنّ الرهبان ذكروا له وجود حوالي 800 مغارة في ضفّتي وادي قاديشا، وأنها كانت مأهولة بالنساك في العصور الغابرة. هذا الرقم ليس مبالغًا به، فالتجويفات الصخرية في الوادي المقدس، مع وادي قزحيا والمحيطة، ربما زاد مجموعها عن العدد المذكور سابقًا. لكن هذه المغاور والكهوف لم تكن كلها محابس للنسك، بل كانت أيضًا ملاجىء محصّنة ومهيّئة لاستقبال الأهالي في زمن الحروب والويلات التي عصفت في الجبّة خلال العهود التاريخية المتلاحقة. أمام هذا الكمّ الهائل من المغاور، كان لا بدّ من استكشافها، وذلك حبًّا وشغفًا بالتاريخ والمعرفة، خاصة فيما يعود إلى هذه المنطقة الغنية بتراثها والتي احتضنت البطريركية المارونية والعديد من الطوائف من سريان وأحباش وملكيين وحتى المتصوفين من الطوائف الإسلامية. دون أن ننسى الطوائف والشعوب المتلاحقة التي سكنت هذا الوادي قبل المسيحيّة منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الفترة الرومانية (وأخص بالذكر الايطوريين).

إنّ المميّز والأهم في تاريخ وادي قاديشا هو التراث المسيحي الذي يعود إلى أوائل الوجود المسيحي في جبل لبنان. نذكر على سبيل المثال مخطوط britsh library 14542 العائد إلى سنة 509 م، والذي يذكر الحدث في جبل لبنان (في هذه المرحلة كان جبل لبنان يمتد من جبة بشري إلى جبة المنيطرة). الجمعية اللبنانية للأبحاث الجوفية قامت بمسح ميداني لوادي قاديشا، ونشرت أبحاث علمية عنه بعد توثيق منهجي لأكثر من 100 موقع طبيعي وتاريخي، من أديار وكنائس ومحابس وبيوت وطواحين ومدافن، وبالأخصّ المغاور والتجويفات الصخرية.

إنّ الأديار والصوامع بالإضافة إلى المغاور المحصّنة والملاجىء الصخرية، تبقى أكثر المواقع تمييّزًا وأهميّةً من الناحيتين التاريخية والأثرية.

الأديار والصوامع في وادي حولات حدشيت – ومحيطها

هذا الوادي الصغير متفرع من الوادي الأساسي، وقد قمنا باستكشاف جميع الكهوف والتجويفات فيه.

كنيسة مرت شمونة: بناء أثري داخل تجويف صخري. منذ سنين حصلت كارثة أثرية، إذ أزيلت الرسومات الجدارية العائدة للقرون الوسطى والتي كانت تزيّن الكنيسة.

دير الصليب: بناء داخل كهف طبيعي ضخم، جدران البناء مزيّنة برسومات تعود إلى العصور الوسطى. على الجدار أيضًا كتابات سريانية ويونانية وعربية. من بين الكتابات العربية  المسيحية واحدة نادرة تعود لأحد النساك وهو يوسف الجراني. استطاعت الجمعية اللبنانية للأبحاث الجوفية، إظهار الكتابة السريانية، بعد تنظيف الملاط الجصّي تحت رسم المصلوب، وهذا الرسم يختلف بأسلوبه عن بقية التصاوير داخل الكهف. الرحالة إبن جبير في سرده عن سنة 1184 م أتى على ذكر التعبد الذي كان قائمًا بين المتصوّفين المسلمين والنساك المسيحيين في جبل لبنان. والسؤال الذي يُطرح هنا: هل الكتابات العربية الموجودة في دير الصليب تعود إلى هذه المرحلة؟ من الصعب التأكيد، لأنّ زوار هذا المكان دوّنوا فوق هذه الكتابات الأثرية أسماءهم وتعليقاتهم، مشوهين تلك النصوص النادرة.

spot_imgspot_img