لقد كشفت جلسة المجلس النيابي الأولى لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، كما جلسة اليوم وما بينهما، انحطاطاً سياسياً لدى البعض واصراراً حاقداً على استغلال أسماء بعض ضحايا الحرب اللبنانية، في حملة ظالمة على رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع.
إن هذا الواقع يستدعي استعراض النقاط التالية:
أولاً: إن غياب الفريق الآخر يشكل تخلفاً عن واجب دستوري وتعطيلاً لعملية الإنتخاب في خروج على ممارسة مجلسية قديمة بالنسبة الى الكتل النيابية وعلى تمنيات غبطة البطريرك الماروني بالنسبة الى الأحزاب المسيحية.
ثانياً: إن الحرب اللبنانية التي شارك فيها كل اللبنانيين والتي انجرّينا إليها بسبب غياب الدولة دفاعاً عن لبنان وعن الشرعية في لبنان، قد انتهت. لقد انتهت بكل أحداثها وأهوالها وانزلاقاتها. ولا حاجة ولا جدوى من العودة إليها بشكل معتور وجزئي عند كل استحقاق أو خلاف أو مفترق سياسي وبهدف التصويب على القوات اللبنانية وعلى سمير جعجع.
ثالثاً: إن اتفاق الطائف قد وضع حداً نهائياً لحقبة الحرب في لبنان وأرسى مصالحة وطنية شاملة بين كل اللبنانيين وشكّل عنواناً لمرحلة جديدة. وفي هذا السياق، ندعو الى تشكيل هيئة وطنية عُليا لتنقية الذاكرة الجماعية اللبنانية والمصارحة والمصالحة، والتي تشكل خطوة جديّة للخروج من حقبة الحرب وتداعياتها.
رابعاً: إن القوات اللبنانية قد تشرفت ودشّنت في تاريخ لبنان المعاصر حقبة المقاومة اللبنانية، فسجلت خلال سنوات نضالها الطويل بطولات وتضحيات ما زالت ماثلة في ضمير اللبنانيين الشرفاء، من مواجهة السلاح الفلسطيني الى مقاومة الإحتلال السوري، وصولاً الى كتابة فصل جديد من استقلال لبنان جنباً الى جنب مع كل القوى والتيارات والشخصيات اللبنانية السيادية. وبالتالي فإن القوات اللبنانية وسمير جعجع لا يحتاجان الى شهادات في الوطنية من أي كان خصوصاً من فريق حفل تاريخه وحتى حاضره بكل أنواع الإرتكابات .
خامساً: إن التحامل على سمير جعجع لا يتعلق فعلياً بما ينسبه البعض إليه زوراً وإنما هو اعتراض على موقفه السياسي الثابت من النظام السوري ومن الأزمة السورية ومن عناوين الدولة والكيان والسلاح والدفاع عن لبنان.
سادساً: إني أدعو الى الإلتزام بروح اجتماعات بكركي والتي عبّر عنها المطران سمير مظلوم عندما دعا الى الكفّ عن استحضار مفردات الحرب كما دعا الى الرد والتنافس بالسياسة وليس عبر التهجم الشخصي.
سابعاً: إن لدينا الكثير لنردّّ به ومع ذلك فإننا نكتفي بالدعوة مرة جديدة الى اعتماد خطاب عقلاني ورصين والى الابتعاد عن منطق الإتهام الباطل والمراوحة العقيمة في الماضي الذي لن يفيد شيئاً في واقع الأمور.
30/04/2014