بعد مغادرته القاعة العامة لمجلس النواب فور انتهاء عملية التصويت في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، سئل النائب العماد ميشال عون عن رأيه في بعض الأوراق التي حملت أسماء ضحايا اتُّهم سمير جعجع بارتكاب جرائم بحقها، فأجاب العماد عون متسائلاً:
“هل اتُّهم بارتكابها أو أنه حوكم على ارتكابها؟ إن للناس ذاكرة وقد عبرت بطريقة ما عن مشاعرها وتفكيرها.”
وتعليقاً على كلام النائب العماد ميشال عون، يهمّني أن ألفت الرأي العام اللبناني الى النقاط التالية:
أولاً: إن العماد عون يناقض نفسه بنفسه وبشكل فاضح في مسألة المحاكمات التي استهدفت الدكتور سمير جعجع في حقبة الوصاية السورية على لبنان. إن العماد عون وفي حديث الى جريدة الشرق الأوسط أجرته معه ريما صيداني بتاريخ 9 شباط 2004، قال حرفياً “إن سمير جعجع دخل السجن كتصفية سياسية ولم يكن يجب أن يدخله أساساً”. وأضاف العماد عون في الحديث عينه “أن سمير جعجع كان مجرد كبش فداء لأنه غيّر مساره ولم يتابع باتفاق الطائف.”
ثانياً: إنني أستغرب شديد الإستغراب وبعد حديثه الى الشرق الأوسط، اعتماد العماد عون على المحاكمات والأحكام المفبركة والجائرة بحق الدكتور سمير جعجع هو الذي كان من أبرز ضحايا عهد الوصاية السورية على لبنان.
ثالثاً: كنت أتوقع من العماد عون، انسجاماً مع نفسه، أن يرفض أو أن يستهجن على الأقل لجوء بعض نواب تكتله، الى استغلال أسماء الضحايا الذي لا يمثّل تعبيراً عن المشاعر كما قال، بقدر ما يمثّل ذهنية مشينة وهابطة لا تليق بممثلي الشعب اللبناني وتشكل إهانة للضحايا أنفسهم ولذويهم وللحقيقة.
رابعاً: إني أدعو النائب العماد ميشال عون الى الحفاظ على روح اجتماعات بكركي بين الأحزاب المسيحية والتي هدفت في الأساس الى الإبتعاد عن كل تحريض وكل إثارة لمزيد من الإنقسامات على الساحة المسيحية.
في 24/04/2014