ملف المخطّط التوجيهي والنظام التفصيلي العام لقضاء بشري، هو واحد من الملفات المهمة جدًّا التي كانت عالقة في أدراج وزارة الاشغال العامة والنقل وطواها النسيان. هذا الإهمال والتأخير جاءا لمصلحة أهالي المنطقة لأنّ المخطط الذي أُعدَّ للمنطقة اعتُبر مخطّطًا تهجيريًّا وظالمًا بكل ما للكلمة من معنى، خصوصًا بعد تصنيف وادي قاديشا ووضعه على لائحة التراث العالمي ومعه غابة أرز الرب. عندما تمّ انتخاب ستريدا جعجع وإيلي كيروز نائبان عن منطقة بشري، أعيد تحريك الملف من جديد، واستردّت الدراسات الموضوعة وأُحيلت إلى مجالس بلديات القضاء لإعادة دراستها وإجراء التعديلات المنطقيّة عليها. كما أحيلت ملفات البلدات التي لا يوجد فيها بلديات إلى الاتحاد وبالتنسيق مع قائمقام القضاء لإعادة دراستها أيضًا. وقد كُلف نائبي المنطقة المهندس جوزاف اسحق ليتابع هذا الملف. ولحسن الحظ انتُخب اسحق نقيبًا لمهندسي الشمال، ومن موقعه الجديد وبالتنسيق مع النواب ورؤساء البلديات بإشراف الدكتور سمير جعجع، انتهى أكثر من ملف بموافقة أعضاء المجالس البلدية، والباقي أضحى قيد الإنجاز. وبذلك يمكننا طمأنة أهلنا في جبة بشري بأنّ ملف المخطط التوجيهي الذي تسلمته أيادي أمنية، وُضِع في الإطار الصحيح بشكلٍ وفّق بين متطلّبات أهالينا ليبنوا في أملاكهم، وبين المحافظة على بيئة المنطقة وجمالها الطبيعي. من هنا كان لنا لقاء مع نقيب مهندسي الشمال السابق المهندس جوزاف اسحق، منسق القوات اللبنانية في منطقة بشري، للإضاءة على هذا الموضوع وغيره من الملفات التي يتابعها، من أجل طمأنة الجميع، ووضعهم في الصورة الحقيقيّة للمخطّط الذي قيل فيه الكثير، ولقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر.
– منذ متى بدأت العمل في ملف المخطط التوجيهي للمنطقة؟
بدأنا العمل جديًّا في ملف المخطط التوجيهي للمنطقة بعد وصول نائبي القوات اللبنانية ستريدا جعجع وإيلي كيروز إلى المجلس النيابي سنة 2005. قبل هذا التاريخ لم يُطالب أحدٌ بحقوق أبناء المنطقة في هذا الملف. والذي فاجأنا هو اختلاف نسب البناء في نفس المنطقة الجغرافية. عمليًّا منذ سنة 2006 بدأنا جديًّا العمل في هذا الملف. أول خطوة كانت استرداد الملف بكامله لكلّ بلدات وقرى المنطقة، حيث قدّمناه لرؤساء البلديات لإعادة النظر فيه، ووضع التعديلات التي يرَونها مناسبة ومفيدة للأهالي بشكل منطقي ومقبول.
هكذا بدأنا العمل ضمن إطار خطةٍ متكاملةٍ وضعناها بالتنسيق مع نائبي المنطقة ورؤساء البلديات وكبار المسؤولين في التنظيم المدني وبمواكبة دائمة للدكتور سمير جعجع، وقد نجحنا والحمد لله، وسنشرح تباعا الموضوع بالتفصيل.
– لنبدأ بمنطقة الأرز التي شهدت تعقيدات وتجازبات أكثر من غيرها.
بدأنا بملف الأرز منذ سنة 2006، واحتجنا إلى ست سنواتٍ من العمل المتواصل، كون الأرز منطقة سياحية. بدأت العمل مع الدكتور جورج جعجع، وكنت أرافقه إلى مجلس التنظيم المدني ونلتقي بالمسؤولين هناك ونبحث تفاصيل التعديلات الواجب إدخالها على المخطّط لأنّ النظام الموضوع في المرسوم كان غير منطقي ومُجحف بحقّ الكثير من الملّاكين في الأرز. وهناك كان البناء مسموحًا في منطقة وغير مسموحٍ في أخرى. وقتها علمنا أنّ هناك اتفاقاتٍ ضمنيةٍ حصلت لوضع المخطط كما كان عليه بحجة المحافظة على البيئة في الأرز. لم ينتَهِ المشروع خلال ولاية الدكتور جورج جعجع، فتابعناه مع البلدية الجديدة برئاسة الأستاذ انطوان طوق، ودعت البلدية رئيس التنظيم المدني إلى زيارة بشري والأرز للاطلاع ميدانيًّا على الوضع. وأجرينا التحسينات المطلوبة على المخطط. الذي قمنا به كان توحيد نسبة البناء بما يتناسب مع بيئة الأرز، وأضفنا منطقتَين جديدتَين أصبح البناء مسموحًا فيهما: تمتد الأولى من مدخل الأرز الشمالي من عند مفرق نهر النبات على طريق الأرز وحتى ما بعد الجهة المقابلة لمخفر الدرك وحتى ارتفاع 1950م تقريبًا، وأصبحت نسبة البناء فيها 10\20. والمنطقة الثانية تقع ما بين بشري وبقاعكفرا، وبذلك نكون قد أضفنا ملايين الأمتار على المخطط. أمّا المنطقة المحيطة بغابة الأرز فأبقيناها كما هي. وبكلّ ضميرٍ مرتاح يمكننا القول بأنّ النظام الذي توصّلنا إلى وضعه في الأرز هو مثالي وعادل للجميع ويتلاءم مع بيئة الأرز ولا يشوّهها. واليوم البلدية تدرس التعديلات على المخطط الموضوع للطرقات الداخلية في الأرز، ونحن نتابعه ونواكبه مع المسؤولين في التنظيم. وعند الانتهاء من الموافقة عليه، سيصدُر مرسومٌ حوله، بعدها يُحال إلى التنفيذ. وأريد هنا لفت النظر إلى أنّ العمل في هذه الملفات يأخذ وقتًا نتيجة الروتين في مؤسسات الدولةً هذا إذا لم يكن يوجد خلافات سياسية ومصالح شخصية. لكن نحن في المنطقة ومنذ تسع سنوات أنعم الله علينا بقيادة سياسية واعية غيّرت مفهوم العمل السياسي عندنا بحيث أصبح هناك انسجامٌ تام من أعلى الهرم وحتى القاعدة، وهذا ما انعكس خيرًا على أبناء المنطقة وعلى مصالحهم الإنمائية والبيئيّة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
– ماذا عن المخطط التوجيهي لمدينة بشري؟
سنة 2004 صدر المخطط التوجيهي لمدينة بشري والبلدات التي تمتد من بان وحتى قنيور ومعهم طورزا، وكان سيئًا للغاية، وذلك بحجة حماية وادي قاديشا. يومها سمّي هذا المخطط بالتهجيري نظرًا لتشدّد واضعه لناحية نسب البناء والتراجع عن حدود طرف الوادي. يومها، أي سنة 2008، لما علم اتحاد البلديات بالأمر، حاول إعادة النظر في المخطط لتعديله، ودفعوا مبلغ 300 مليون ليرة لأحد أصحاب المكاتب من المنطقة، لكن مع الأسف لم تأتي مساعيهم بأيّ نتيجة. انتُخبت نقيبًا للمهندسين سنة 2008، وكلفني نائبَي المنطقة بالاهتمام بملف المخطّط التوجيهي للمنطقة ككل، بالإضافة إلى البلدات التي كانت موضوعة قيد الدرس وهي: قنات وبيت منذر وبرحليون ومزرعتي بني صعب وعساف.. عقدت عدّت اجتماعات مع مدير عام التنظيم المدني يومها الأستاذ فادي النمار، وعرضنا الموضوع بكامله على المجلس الأعلى للتنظيم، وكان هناك رأيان، واحدٌ يقول بإبقاء المخطّط كما هو حفاظًا على البيئة وعلى الوادي المصنّف على لائحة التراث العالمي. والثاني، ونحن معه، يقول بضرورة الحفاظ على البيئة وعلى الوادي، مع إيجاد حلّ لأهالينا في المنطقة ليتمكّنوا من تشييد منازل لهم ولأولادهم، وإلّا فإن ّ95% من مساحات بلدات وقرى المنطقة غير مسموح العمار فيها، وهذا أمر لا يقبل به أحد.
بعد اجتماعات متكررة في المديرية العامة للتنظيم، شكّلنا لجنة لتعاونّي مؤلفة من المهندس زياد عقل وممثل عن مجلس الانماء والاعمار هو المهندس إبراهيم شحرور ومدير عام وزارة البيئة. أعدنا دراسة المخطّط، واتفقنا فيما بيننا على تعديله وتحسينه، وطلبنا من كل بلديّة أن تعيد دراسة المخطّط وتطلب التعديلات التي تراها مناسبة، ومن ضمنها الحفاظ على البيئة.
بالنسبة إلى بشري المدينة، وبعد سنة ونصف من العمل المتواصل، أصبحت نسبة الإعمار فيها على الشكل التالي: من محلة مار اليشاع مروًا بكوع بيت جعجع لجهة اليمين، كانت نسبة العمار 20/40 فأصبحت 25/50. أمّا المنطقة العليا التي تصل إلى محلة الرملة، فأصبحت 20/40 بدل 15/30. المنطقة التي تقع تحت الطريق العام بقيت كما كانت عليه 20/40 لأنّها ضمن حرم الوادي. محلة الحريم التي كان العمار فيها ممنوعًا، أصبحت نسبتها 10/10. أما جهتي مدخل حدشيت فقد كانت النسبة 20/40 وأصبحت 25/50. طريق الأرز القديمة على الجهتين أصبحت نسبة العمار فيها 25/50 بدل 20/40. فوق طريق الأرز الجديدة وعلى الجهتين أصبحت النسبة 15%. منطقة نبع مار سمعان التي كان نسبة العمار فيها 5% أصبحت 10%. ومنطقة مار تادروس أصبحت نسبة العمار فيها 15/30 بدل 10/20. ضميريًّا، وقفنا نحن والنواب والبلدية موقفًا واحدًا وموحّدًا لجهة مصلحة الأهالي.
– ما هي البلدات والقرى التي أنهت التعديلات على المخطط وقدمتموه إلى التنظيم المدني؟
البلدات والقرى الذين انتَهوا من إعادة دراسة المخطط التوجيهي وقدمناه إلى التنظيم المدني هي: بقاعكفرا – حدشيت – حصرون – بريسات ( بعد موافقة القائمقام ) – طورزا (ما عدا القسم الموجود في حرم الوادي، ويحتاج إلى موافقة الأونيسكو ومديرية الآثار) – مزرعة بني صعب (بموافقة المختار والقائمقام) – الديمان (حصل التعديل سنة 2009، ونحن بانتظار المختار لمساعدته في حال ارتأى إجراء تعديلات على المخطط) – حدث الجبة (حصل التعديل سنة 2009)، وهناك منطقة يجب إعادة النظر فيها ونحن بانتظار قرار البلدية.
أمّا البلدات التي قدّمت مخطّطها ولا نزال نفاوض حوله مع التنظيم المدني للحصول على موافقته فهي: بان (أصبحت في مراحلها الأخيرة) – قنيور (أصبح المخطط في التنظيم المدني، ويحتاج إلى بعض الوقت لأنّ قسمًا كبيرًا من أراضيها يقع ضمن حرم الوادي). والبلدات التي لم تنته بعد من التعديلات هي: بلوزا (أراضيها ملك البطريركية المارونية) – بزعون – بقرقاشا (البلدية في صدد تحضير التعديلات على المخطط). وهناك بلدات وقرى غير مصنَّفة بعد وموضوعة تحت الدرس بانتظار قرار البلديات والمخاتير فيها، وهي: عبدين (نسبة العمار فيها حاليًّا 25/50) – برحليون ( البلدية في صدد تحضير التعديلات على المخطط) – قنات (نسبة العمار فيها حاليًّا 15/30) – بيت منذر (نسبة العمار فيها حاليًّا 15\30) – مزرعة عساف (مختار البلدة يُحضّر التعديلات) – بلا – والمغر ( نسبة العمار فيهما حاليًّا 25/50) ولا يوجد أيّة مشاكل فيهما.
– هل لك أن تضعنا في آخر المستجدات المتعلّقة بدورة قاديشا؟
لقد خطونا خطوةً متقدمة على طريق الانتهاء من دورة قاديشا بأكملها، تمثلت آخر خطوة بموافقة المجلس النيابي على صرف الاعتمادات المتعلقة بتحويرة حدث الجبة – حصرون – بشري. وللتاريخ نسجل للنائب ستريدا جعجع انجازًا لم يحصل في تاريخ المجلس النيابي. فقبل انتهاء دورة المجلس النيابي بخمسة أيام لم تكن لجنتي المال والموازنة والأشغال قد وافقتا بعد على تحويل المشروع إلى الهيئة العامة في المجلس النيابي، فقامت بسلسلة اتصالات مع أعضاء اللجنتين، ونزولاً عند طلبها اجتمعت اللجنتين نهار الجمعة ( اللجان عادة لا تلتئم يوم جمعة)، وأقرّا المشروع وحوّلاه إلى المجلس، الذي أقرّه بدوره، وقد بلغت قيمة الالتزام 17 مليون دولار أميركي، وصدر القرار في الجريدة الرسمية، وانشاء الله ستبدأ الاشغال في هذه التحويرة هذا الصيف. يبقى موضوع الوصلة عند بقرقاشا، وبسبب وجود طعن في مجلس شورى الدولة حولها، فنحن على تواصل مع رئيس مجلس الإنماء والإعمار لإنهاء الموضوع ووضع خرائط جديدة بالتنسيق مع البلدية، لننتقل بعدها إلى الاستملاكات وإنهاء الطريق. تحويرة المغر – عبدين لزّمت ويبقى صرف الاعتمادات اللازمة لها. أخيرًا نحن بانتظار تلزيم المسافة الممتدة من قنات وحتى بيت منذر، والتي لا تتجاوز تكلفتها الأربعة ملايين دولار أميركي، لتصبح دورة قاديشا منتهية، وننتقل بعدها إلى تحضير القسم الأخير منها والذي يمتدّ من حدشيت وحتى مدخل إهدن.
– متى ستباشرون تنفيذ بيت الطالب؟
لقد انهت مؤسسة جبل الأرز كافة المعاملات الرسمية، والرخصة القانونية جاهزة، وبتاريخ 4 حزيران 2014 عقدنا اجتماعًا في معراب حضره عددٌ من المهندسين من دار الهندسة والشركة المنفّذة ضمّ إلى جانب نائبي المنطقة كلًّا من: عقل عقل – باتريك بستاني – إيلي كرم – أندريه كنعان – إيلي شديد – جوزيف أبي نادر – فادي صليبي. بحثت خلاله كافة التفاصيل حول المشروع، ووضعت روزنامة زمنية لمراحل التنفيذ. سنباشر الحفر أواخر حزيران، ووضع حجر الأساس قبل المباشرة في التنفيذ. يحتاج هذا المشروع إلى حوالي سنتين ونصف ليصبح جاهزًا لاستقبال طلاب المنطقة.
– ماذا عن الحديقة العامة في بشري والمركز الثقافي؟
الحديقة ستُدشّن هذا الصيف إن شاء الله، والعمل فيها جارٍ على أتمّ وجه. أمّا المركز الثقافي فسنبدأ بتنفيذه الربيع المقبل، وهو يسلك طرقه القانونية لنستحصل على الرخصة القانونية المطلوبة.
– متى سيبدأ العمل بمشروع شبكة مياه الشفة والصرف الصحي في الأرز وبشري فيه؟
هذا المشروع أُقرّ وهو قيد التلزيم ويضع مجلس الإنماء والإعمار الملاحظات الأخيرة عليه، وسيبدأ تنفيذه هذا الصيف، خصوصًا وأنّ كلفة تنفيذه البالغة 20 مليون دولار أميركي محجوزة.
– ما هو سبب التأخير في البدء بتأهيل الطابقَين في مستشفى مار ماما؟
التأخير ليس تقني، إنّما عائدٌ لأسبابٍ إدارية وروتينيّة موجودة في مؤسسات الدولة، لكن وقبل أن يصدر عددُ المجلة يكون المتعهد قد باشر بالتنفيذ. كلّ الأمور مُيسرّة إن شاء الله، ولا تنسى أنّنا نعمل في ظروف غير طبيعيّة. لكن رغم ذلك، وبفضل النائب ستريدا جعجع، أمورنا الإنمائية تسير على أحسن وجه.
– كونك من المتابعين للحركة الإنمائية في منطقة بشري ومنسّق القوات اللبنانية فيها، هل لك أن تختصر لنا الصورة العامة التي وصلت إليها منطقتنا من خلال تجربتك؟
من خلال تجربتي المتواضعة، يمكنني القول أنه يومًا بعد يوم أكتشف مدى أهميّة وجود القوات اللبنانية في منطقتنا، وبالتالي في لبنان، والأهم من ذلك هو انتسابنا إلى القوات اللبنانية. لأنّ الحالة التي أوجدَتها القوات في المنطقة والسياسة التي تتّبعها فيها، جعلت منها منطقة موحّدة، حيث يزداد تعاضد أبنائها يومًا بعد يوم، ليس فقط في المنطقة بل خارجها أيضًا، ويؤكّد هذا التعاضد الانتصارات في الانتخابات التي نخوضها على مستوى النقابات، وسأعطي مثلاً على ذلك:
انتصارنا في نقابة مهندسي الشمال في طرابلس، يوم ترشحت أنا على مركز نقيب باسم القوات اللبنانية، أول من وقف إلى جانبي ودعمني وخاض معركتي هم مهندسو القوات في مدينة بشري بالدرجة الأولى وبالتالي في المنطقة. وفزنا بفضل تضامننا في أحلك الظروف وأصعبها دون أن يفكر أحدٌ منهم بأنّني من حصرون. خضنا المعركة بروح نضالية حيث يجمعنا تاريخ القوات اللبنانية ودماء شهدائها. ومنذ شهر تقريبًا خضنا معركة أصعب من السابق ودعمنا رفيق لنا من بلدة مجدليا من منطقة قضاء زغرتا هو المهندس ماريوس بعيني وفزنا في مركز النقيب. وقفنا إلى جانبه وكأنّه واحدٌ من منطقتنا أي من بشري أو من حدشيت أو من حصرون أو بقاعكفرا. وهذا بفضل القوات اللبنانية. أيّ شخصٍ يمثّل تفكيرنا وأهدافنا ويحمل نفس القضية التي نعمل من أجلها، نقف تلقائيًّا إلى جانبه وندعمه بعد التنسيق مع مرجعيّتنا. إنّ التغيير الحاصل في منطقتنا كبيرٌ جدًّا رغم أنّ البعض لم يستوعب حتى الساعة ما أهميّة هذا الذي يحصل. من خلال متابعتي للكثير من الأمور التي يكلّفني بها نائبي المنطقة أو الحكيم، بُتُّ أشعر جديًّا بأنّ الحزبيّين باتوا مهتمّين لكلّ أمرٍ يحصل في المنطقة، وهذا نتيجة روح العمل الجماعي الذي زرعته القوات اللبنانية من خلال السياسة التي تتّبعها في منطقتنا، أي من خلال عدم التفرقة بين بلدة وبلدة أو قرية وقرية، ومن خلال عدم التمييز بين العائلات، وعدم احتكار المشاريع لبلدة معينة وحرمان الأُخر منها. لو لم يكن هناك قوات لبنانية في منطقتنا، لكان وضعنا سيّءٌ للغاية وعلى مختلف المستويات. إبن بشري، الدكتور سمير جعجع، هو اليوم محور السياسة في لبنان، هو مرشح لرئاسة الجمهورية من أجل إنقاذ الجمهورية والبلد. أليس هذا فخرٌ للمنطقة؟ مثلما نفختر بجبران خليل جبران ونعتزّ بالقديس شربل أو بالبطاركة الذين قدّمتهم منطقتنا للكنيسة وللبنان، هكذا اليوم نفخَر بالحكيم ابن هذه الارض المقدّسة. إنّ التاريخ الذي نعيشه اليوم مع الحكيم، تاريخ لا يعرف أحدٌ متى سيتكرر!
– ماذا تقول لأبناء منطقتنا في نهاية هذا الحديث؟
أدعوهم لأن يعَوا جدّيًّا مدى أهمية القوات اللبنانية وينتسبوا إلى الحزب، لأنّه السبيل الوحيد الذي نحقّق من خلاله أمانينا في المنطقة ونشهد على إنمائها وتأمين مستقبل أولادنا ومستقبل وطننا. لأنه اذا عدنا لنعمل بشكلٍ منفرد، وإذا عادت روح التفرقة، فإنّنا ولا بلا أدنى شكّ سنعود إلى عصر الانحطاط الذي كنا نعيشه في السابق. علينا أن نتعلم من تجاربنا السابقة والحاضرة لنرى الفرق. هناك انسجامٌ وتواصلٌ اليوم من رأس الهرم وحتى القاعدة، فانظروا كيف هي النتيجة. من النواب إلى رؤساء البلديات واتحاد البلديات إلى المخاتير إلى منسقي القوات والجمعيات الأهلية، جسمٌ متكاملٌ يعمل بانتظامٍ وتنسيق، والنتيجة حتى اليوم وخلال مرحلة قصيرة أكثر من جيدة جدًّا. أعود وأكرّر دعوتي لأبناء منطقتنا الأعزاء، لأن يستغلّوا هذه اللحظة التاريخية التي نعيشها مع القوات من أجل مصلحتهم ومصلحة منطقتهم، وأن يعوا دور القوات اللبنانية وأهمية وجودها واستمراريّتها، وينتسبوا إليها لنشكّل معًا قوةَ تغييرٍ تستمر سنواتٍ وسنوات.