spot_img

ذات صلة

جمع

مهرجانات صيف قنات 2024

ككل سنة تتحدى لجنة مهرجانات قنات الأوضاع الصعبة، وتحرص...

مهرجان الطفل في بشري: منصة ترفيهية للأطفال والعائلات

يُعد مهرجان الطفل في بشري ، الذي انطلق قبل...

في عيد القديس شربل… البطريرك الراعي : ” لبنان أرض قداسة وليس أرض حروب ونزاعات وقتل”

توج البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفالات...

“مستشار اتحاد بلديات قضاء بشري لشؤون وادي قاديشا التراثية”

المهندس فراس الدكاش :

  ” مهامنا توجيه المشورة لكل ما يتعلق بأعمال الترميم والتراث والإضاءة على المخالفات في الوادي بغية الحفاظ عليه وإبقائه على لائحة التراث العالمي”

منذ متى استلمتم مهامكم مع اتحاد بلديات قضاء بشري ؟

في صيف 2021 تواصل معنا المهندس جان ياسمين ليعرض علينا مهمة إستشاري لشؤون وادي قنوبين التراثية لدى أتحاد بلديات قضاء بشري بتكليف من قبل مؤسسة جبل الأرز كوننا حاصلين على شهادة هندسة معمارية وماستر تخصصي بترميم الأبنية الأثرية والحفاظ على التراث من الجامعة اللبنانية. وبعد عدة إجتماعات مع رئيسة مؤسسة جبل الارز النائب سيتريدا جعجع ورئيس الاتحاد السيد ايلي مخلوف ورؤساء البلديات في المنطقة ومدير لجنة الوادي سابقاً المهندس رولان حداد وبالتنسيق مع المديرية العامة للآثار، باشرنا بتلك المهمة في خريف سنة 2021 كمستشار اتحاد بلديات قضاء بشري لشؤون الوادي التراثية.

ما هي المهام الموكلة اليكم في الوادي ؟

يخضع وادي قنوبين إدارياً لسلطة بلديات قضاء بشري وإتحاد البلديات أما تراثياً وثقافياً فهو مدرج على لائحة التراث العالمي، لذلك فهو موضوع تحت وصاية المديرية العامة للآثار وتخضع جميع الاعمال والنشاطات الواقعة ضمن حرم الوادي لمراقبة وموافقة المديرية. وعليه تقع مهمتنا كمستشار ومراقب لجميع الاعمال في الوادي وتحديد المخالفات والتنسيق مع جميع الافرقاء من مالكي العقارات في الوادي والسلطات المحلية والمديرية العامة للآثار. من مهامنا أيضاً توجيه المشورة لكل ما يتعلق بأعمال الترميم والتراث  والإضاءة على المخالفات في الوادي بغية الحفاظ عليه والعمل على إبقائه على لائحة التراث العالمي.

دورنا لا يلغي ولا يحل مكان المديرية العامة للآثار إنما يأتي داعماً ومساعداً للمديرية بالتنسيق معها تسهيلاً لشؤون المواطنين وذلك إيماناً من مؤسسة جبل الأرز بشخص رئيستها النائب جعجع الداعمة لمهمتنا، بأهمية هذا الوادي وضرورة المحافظة عليه بما يعود على أبناء المنطقة والجوار بمردود مباشر وغير مباشر من الناحية الاقتصادية  والسياحية والبيئية. وقد لاحظنا ذلك من خلال تنامي بيوت الضيافة في منطقة جبة بشرّي وكثرة المشاة في الوادي والزيارات الدينية للأديرة والمغاور. وما اهتمام المؤسسات المانحة العالمية كالاونيسكو والوكالة الايطالية على سبيل المثال بدعم وتأهيل دروب المشاة والأديرة إلا خير دليل على مدى أهمية وادي قاديشا محلياً وعالمياً.

ما هي المهمات التي تابعتموها في الوادي حتى اليوم  ؟

منذ أن استلمنا تلك المهمة، نتواجد اسبوعياً في مبنى إتحاد البلديات في الديمان أو في الوادي وعند أي وقت حين تقتضي الحاجة. كما أننا نضع إمكاناتنا بتصرف الجميع من بلديات وفاعليات ومسؤولين، ونحن جاهزون دائما للرد على اتصالات واستفسارات الجميع دون أي استثناء وفي أي وقت.

  • قمنا بعدد من الجولات التفقدية سيراً على دروب الوادي للوقوف على وضعها الحالي (درب الديمان-وادي قنوبين، درب حدث الجبة-وادي قنوبين، درب حدشيت- دير الصليب- سيدة قنوبين، درب حصرون- مار اسيا، …) وتابعنا شؤون المواطنين من طلبات ترميم خرب وتحسين محيط المنازل، كما ونتواصل دائما مع نواطير الوادي للوقوف على أية مخالفات أو تعديات تضر بالوادي من الناحية التراثية والثقافية وما يحمله هذا الوادي من إرث ماروني لا مثيل له في العالم.
  • تابعنا سابقاً ترميم دربي المشاة في منطقة حصرون (حصرون- مار اسيا) وحدشيت (حدشيت- دير الصليب) اللتان رُمّمتا بهبة من “الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي”.
  • خلال تواجدنا في المنطقة، راقبنا أعمال ترميم المونّسات وطريق وادي قنوبين من مدخل الوادي نزولاً حتى الساحة وذلك من خلال التنسيق والإجتماعات عند الموقع مع مهندسي شركة حميد كيروز والإستشاري دار الهندسة ومع المديرية العامة للآثار طوال فترة الأعمال لحين التوقف في شهر كانون الأول مع اشتداد فصل الشتاء وسنعود للمتابعة فور استئناف الأعمال.
  • نقوم بالكشف دورياً على المشاريع المرممة سابقاً من قبل مؤسسة جبل الأرز (طواحين حدث الجبة وكنيسة مار يعقوب المقطع في بشري، محبسة مار سمعان العامودي ودرب المشاة في بزعون) ونتابع حسن المحافظة على تلك المواقع و نظافتها.
  • مؤخراً تابعنا موضوع تصليح القسم المهدم من القناة التابعة لكهرباء وادي قاديشا على أثر علمنا أن هناك أعمال بدأت دون إذن قانوني وقمنا بالتواصل مع المديرية العامة للآثار لتبيان الوضع. وقمنا بزيارنا الموقع خلال وبعد الإنتهاء من الاعمال وتم إبلاغ المديرية العامة للآثار.

هل هناك من مخالفات حصلت في الوادي منذ توليكم مهامكم  ؟

هناك مخالفات حصلت في الوادي بعضها قديم وبعضها جديد يتعلق مجملها بأعمال بناء سابقة وإضافات عشوائية     ومحاولات توسيع أو فتح طرقات جديدة. نحاول قدر الإمكان وقف تلك التعديات بالتعاون مع المعنيين ونعمل على توجيه المواطنين إلى ما يُبقي على طابع الوادي المقدس وبما يتناسب مع أهميته التراثية العالمية. كما وسنسعى جاهدين للحد من تلك المخالفات وازالة ما يمكن إزالته ومنع تكرارها وكل ذلك ممكن بإرادة صلبة ووعي ابناء المنطقة لضرورة الحفاظ على هذا الوادي الذي يعكس إنتمائهم و هويتهم المسيحية المارونية ومدى إرتباطهم بتلك الأرض الطيبة. ونثمّن الدعم المعنوي والإداري من قبل مؤسسة جبل الأرز بشخص رئيستها النائب ستريدا جعجع للإبقاء على هوية الوادي التراثية والدينية.

ما هي التعليمات الاساسية للاهالي للحصول على موافقة قانونية ، في حال قرر احدهم القيام بمشروع زراعي او تأهيل منزل مثلا ، او اي شيء آخر ؟ 

إذ أننا ندعو ونشجّع الجميع لإعادة إستثمار الاراضي الزراعية وتأهيل أو ترميم الخرب في الوادي، نتمنى من جميع المواطنين السير بالطريق القانوني والإداري أذ أن هذا المسار يسهل عليهم الأمور ويفيدهم من الناحية العملية  والعلمية من خلال استشارتنا ويضع بيدهم مسوغ قانون يحملونه عند القيام يأي عمل ما، وذلك عكس ما هو متداول أن القانون يعرقل اما الصحيح فهو أن القانون يسهّل والمخالفة تعرقل!

 أولاً هناك مخطط توجيهي موضوع للمنطقة كلها يحدد المناطق الإرتفاقية ووجهة استعمالها حيث يمكن إتباع هذا المخطط  والتوجيهات المعطاة لمعرفة ما يجيزه وما لا يجيزه القانون.

ثانياً يمكن السير بأية مشروع من خلال التواصل معنا بعد إثبات الملكية أو الشراكة في أي عقار وموافقة جميع الشركاء والمالكين مع رفع طلب (أو إحالة من البلدية المعنية) إلى إتحاد البلديات شارحاً ومفصلاً المشروع المنوي القيام به من أي نوع كان مع كل الوثائق والخرائط القانونية. تتم مناقشة الافكار مع  المعنيين وتوجيههم حيث يجب كل حسب حاجته ومشروعه. نقوم بدورنا بمتابعة الموضوع مع المديرية العامة للآثار والجهات المختصة بغية الوقوف على قانونية المشروع المقدم وإمكانية السير به. تتم لاحقاً مراقبة كافة الأعمال في الوادي من قبلنا ومن قبل النواطير المكلفين لدى إتحاد البلديات والمديرية العامة للآثار لمنع أية مخالفة خارجة عن الموافقة المعطاة.

كون وادي قاديشا هو المعلم الماروني الوحيد المدرج على لائحة التراث العالمي، ماذا هي الاستراتيجية الواجب ان يتبعها كل من  الاتحاد ورؤساء بلديات البلدات المطلة على الوادي للحفاظ عليه معلما ً تراثيا ً وروحيا عالميا ً ؟

إن أية استراتيجية توضع للحفاظ على الوادي يجب أن تنبع من الإيمان والوعي بضرورة المحافظة عليه، هذا الإيمان هو نفسه الذي أعطى أهمية لهذا الوادي.

على اتحاد البلديات في قضاء بشري والبلديات المطلة على الوادي أولاً نشر الوعي لدي المواطنين لإظهار أهمية الوادي المقدس وضرورة المحافظة على طابعه التراثي النابع من الايمان والتراث المسيحي الماروني الذي نشأ في هذا الوادي وكيف عاش مسيحيو تلك المنطقة  واضطهدو وعاشو حياة شاقة في تلك الحقبة تشبه طبيعة تلك الأرض الوعرة والخطرة.

وُضع الوادي على لائحة التراث العالمي بسبب تميزه الثقافي والبيئي وأي خلل بتلك الميزات يعرضه للرفع عن تلك اللائحة. إن أكثر ما يعرض الوادي هي تلك المخالفات العمرانية والنشاطات التي تلوث النظر والسمع: فالأبنية المخالفة  التي تخرج عن النمط الموجود في قرية وادي قنوبين أو تلك الابنية الحديثة المطلة على الوادي والتي تتجاوز في بعض الاحيان الخمسة طوابق تخدش المنظر العام للوادي وتضر بالصورة البيئية وتخرج عن التناغم الطبيعي، أما النشاطات المختلفة وأبرزها وجود بعض المطاعم الكبيرة والتي بُنيت بطريقة عشوائية وغير قانونية مع ما يرافقها من صخب وموسيقى عالية تشذّ عن روحية الوادي المقدس التي هي اساس وجود هذا التراث المسيحي. أما المطالبة بفتح طرقات جديدة تسهل وصول السيارات، فذلك يضرب جاذبية الوادي في الصميم إذ أن أكبر عامل جذب في الوادي إلى جانب الأديرة و المغاور، هي دروب المشاة البعيدة عن التطور العمراني والتي تغوص في عمق الوادي وتأخذك إلى أماكن تجعلك تغرق في جمال هذا الوادي وتندهش كيف عاش اجدادنا في تلك المنطقة.

نتمنى على البلديات التخفيف من تلك المخالفات والحد من البناء على حدود الوادي والسعي مجتمعة تحت راية إتحاد البلديات وبدعم من الجمعيات التراثية والبيئية المهتمة لتعديل المخطط التوجيهي بسرعة وتوسيع حدود الوادي والمنطقة الارتفاقية التابعة له إلى أبعد نقطة ممكنة، كما ونتمنى على كل بلدية الاهتمام بموضوع النفايات والمياه المبتذلة ومعالجتها للحؤول دون وصولها الى سفوح الوادي وإلى المياه الجوفية. كما أن تفعيل دور نواطير الوادي و تحفيذهم على القيام بدورهم الرقابي هو غاية في الأهمية مع ما نشهده من توجه للمخالفة و قطع الاشجار في تلك الاوضاع المتفلّتة و عدم مراعات القوانين. أما التنسيق الدائم و المستمر مع المديرية العامة للآثار فهو من الضروريات حيث أن المديرية هي المرجع الأساسي لكل ما يتعلق بشؤون الوادي التراثية.

وإذ نتمنى على جميع المالكين ضمن حرم الوادي وعلى رأسهم البطريركية المارونية وكافة المسؤولين المحليين تفهّم الوضع الحسّاس للوادي من الناحية التراثية وأهميته العالمية ونطلب منهم مراجعتنا أو مراجعة المديرية العامة للآثار عند أي مشروع تأهيل، ترميم، إضافة أو تدخل في أية أرض ضمن حرم الوادي وفي أي بناء أو معلم تراثي و نحن جاهزون لأية استشارة واضعين خبراتنا في خدمتهم وخدمة تراث الوادي المقدس.

ما هي المهمات التي ستتابعونها في المرحلة المقبلة ؟  وهل  هناك من مشاريع ترميم اواعادة تأهيل جديدة  قيد التحضير؟

في ظل الاوضاع الإقتصادية الراهنة تبدو المشاريع الجديدة مائلة للجمود قليلاً خاصة في ظل غياب التمويل الداعم لمشاريع التأهيل والترميم، إنما سنُبقي على جهوزيتنا وحضورنا لتلبية أي طلب يردنا بما يختص بشؤون الوادي التراثية. وقد كنا سابقا وبالتنسيق مع مكتب المهندس جان ياسمين وبلدية حصرون بشخص رئيسها المهندس جيرار سمعاني، حضّرنا دراسة لترميم منزل قديم في حصرون وتأهيله لاستقبال زوار دروب حصرون إنما تعثر التمويل وتوقف المشروع حتى إشعار آخر.

سنعود لمراقبة الأعمال على طريق وادي قنوبين فور إستئناف الأشغال وسنتابع مشاريع التأهيل والترميم القائمة على دروب الوادي والتي قد تتم قريباً.

لدينا أفكار لتحسين الساحة عند شركة الكهرباء استكمالاً لمشروع تأهيل طريق الوادي والمونسات وسنسعى أيضاً لوضع كتيّب توجيهي يساعد المواطنين في الوادي على كيفية ترميم منازلهم و الخرب بعد حصولهم على الموافقة اللازمة.

سنُبقي على الحضور أسبوعياً في مقر إتحاد بلديات قضاء بشري وعند الضرورة في أي مكان من الوادي للإجابة على طلبات المواطنين ومساعدتهم ولمتابعة كل المستجدات واضعين مجدداً كل إمكاناتنا بخدمة أبناء منطقة جبة بشرّي ووادي قاديشا وسنسعى للتنسيق الدائم والمستمر مع المعنيين بكل ما يتعلق بشؤون الوادي التراثية وسنكثف زياراتنا التعارفية لكل فعاليات المنطقة.

إن المهام المعروضة أعلاه هي على سبيل المثال لا الحصر وقد يمتدّ تحقيق بعضها لعدة  أشهر إنما سنسعى بكل ما أوتينا من قوة وعزم لتحقيق الأفضل وبسرعة رغم الامكانات الضئيلة والصعوبات الإقتصادية التي تواجه الجميع واثقين أن وادي قاديشا سيبقى منارة تراثية عالمية بفضل تمسك ابناء منطقة حدث الجبة بأرضهم و بإيمانهم.

spot_imgspot_img