مثلما تعطي الارض الطيبة أجود الثمار ، هكذا المجتمعات فيها رجالات كبار ، ناجحون في الحياة ، يعطون بسخاء ، فتزهر الارض اليابسة خلفهم ، ولا يرغبون في إذاعة فضائلهم . هؤلاء الرجال مثل الاشجار التي تعطي الثمر لكي تحيا ، ومثل الينابيع التي لا يمكنها أن تمنع مياهها من التفجـّر لتروي عطش الناس والارض . ” هؤلاء يعطون مما عندهم كما يعطي الريحان عبيره العطر في ذلك الوادي “، و” بمثل أيدي هؤلاء يتكلم الله ، ومن خلال عيونهم يبتسم على الأرض ” .
السيد سليم الزعني ابن بلدة قنيور ، الوادعة ، والرابضة على كتف وادي قنوبين ، رجل أعمال ناجح ، ورجل خير ، نشاطاته عديدة في مجال الخدمات الانسانية والانمائية ، منها دعمه لمستشفى “سان جود ” ، وتمويله مد ّ شبكة مياه في بلدته قنيور وبيت منذر . يتجنب الظهور الاعلامي ، لان ما يقوم به في حياته نابع من إيمانه المسيحي ومن تربيته العائلية ، وهو متعلق بأرضه وبأهلها ، وقد وفقه الله في حياته العملية ، لذلك يقوم بدوره على قدر ما تسمح به امكاناته . يحب منطقته كثيرا ، ولا يتوانى عن دعم أي نشاط أو عمل يبرز تمايزها ، ويعطيها حقها ، وينصف شعبها ، ويحافظ على موقعها المميز جغرافيا ً وتاريخيا ً وبيئيا ً وروحيا ً . هو بصدد التحضير لمشروع سياحي كبير في بلدة حدث الجبة ، تديره شركة عالمية وفي هذا المجال له ملاحظات كثيرة حول الوضع السياحي في المنطقة ، وخصوصا ً في الارز . فالارز هو الوجهة السياحية المميزة في المنطقة وفي لبنان ، ويتذكر منذ طفولته ، حيث كان يمضي مع أهله معظم أوقاتهم فيه ، أن رؤساء دول زاروا الارز واستقبلوا في اوتيل لبنان الكبير ، بالاضافة الى سفراء ووزراء وقادة عديدين . ويقول ” العالم كله زار الارز ، ولا يمكن تشبيه أي منطقة أخرى به . لكن للاسف هناك تقصير كبير في مجال الخدمات ، وعندي أصدقاء كثر قالوا لي بعد زيارتهم الارز ، لن نكررها : والسبب هو طريقة التعاطي معهم ، وهذه الامور تضرّ بسمعة الارز والمنطقة . وهبنا الله طبيعة مميّزة ، من القرنة السوداء وحتى وادي القديسين ، وما بينهما ، لكن لا نعرف قيمتها الحقيقية ، ولا نحافظ عليها كما يجب ، والمسؤولية هنا تقع على الجميع من دون استثناء “. ويضيف السيد سليم ، ” كثيرون يعتبرون أن مرتكز السياحة الاساسي عندنا قائم على الاجانب ، وهذا مفهوم خاطىء ، السياحة عندنا مرتكزها الشعب اللبناني بالدرجة الاولى ، ويأتي الاجانب بالدرجة الثانية ، لأنّ سياحتهم موسمية ، بينما اللبنانيون يحبون السياحة داخل وطنهم ، وهذا الامر واضح للعيان ، لذلك ، يجب الانتباه الى هذا الامر ،واعطائه الاهتمام الكافي .
نظرته الى المرأة
موضوع المرأة مهم جدا ً في حياة السيد سليم
الزعني ، ولا يحمل الجدل ، فالمرأة تشكل النصف الآخر للرجل ، كما أنها تشكل نصف المجتمع . وهو متأثر بتربية والدته ، التي كانت تؤدي دورا ً أساسيا ً وفاعلا ً في التربية ، وفي المنظمات غير الحكومية ، منذ الاربعينيات . من هنا ، عندما سنحت له الفرصة بترشيح سيدة الى مركز في الشأن العام ، اختار بالتوافق مع أهل قنيور السيدة ايلان سينه لمركز المختار ، وفازت بالتزكية . كما اختار طبيبة أسنان عضوا ً في المجلس الاختياري . وعن علاقته بالنائب ستريدا جعجع ، يقول انها تعود الى سنة 2005 يوم انتخبت نائبا ً ، والتعاون بينهما مستمر لما فيه خير المنطقة . والمتتبع للاوضاع الانمائية في قضاء بشري ، يشهد على بدايات تحوّل ايجابية وواعدة فيه في غير مجال ، بعد سنين من الحرمان . ويعتبر أن من أولويات المشاريع القائمة في القضاء ، الانتهاء من دورة قاديشا ، لأنها تساهم في تنشيط الحركة السياحية ، كون منطقتنا بعيدة جغرافيا ً. وحول ما يقال عن وادي قاديشا ، وما يطرح من مشاريع . يعتبر السيد سليم الزعني أن من واجب الجميع العمل للحفاظ على تصنيفه على لائحة التراث العالمي مهما كلف الامر، لأنّ هذا التصنيف هو ” باسبور ” العبور الى كل أنحاء الدول ، ليطـّلع العالم على تراث الموارنة وتاريخهم الذي نشأ في هذا الوادي المقدس . ويختم ، ان منطقة بشري غنية جدا ّ بطبيعتها ، وتراثها التاريخي والروحي ، وبرجالاتها ، لذا ، علينا الحفاظ على هذا التراث بكل الوسائل الممكنة .