البطريرك الراعي يزور رعية بشري ويترأس قداس عيد التجلي بدعوة من نائبي المنطقة |
| عند الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة 5-8-2011 وصل البطريرك الراعي الى مدخل بشري الشرقي ، يرافقه المطران فرنسيس البيسري ورئيس اساقفة بوخارست للطائفة اللاتينية هيوان روبو ، وكان في استقباله نائبا المنطقة ستريدا جعجع وايلي كيروز ورئيس البلدية انطوان الخوري طوق ورئيس لجنة جبران الوطنية طارق شدياق وفعاليات وكهنة وابناء بشري. وعلى وقع قرع الاجراس والزغاريد والتصفيق ونثر الورد والارز سار البطريرك الراعي ومستقبلوه الى كنيسة مار سابا مباركا المؤمنين الذين اصطفوا لتحيته. ثم تراس صلاة الصباح التي القى في بدايتها المطران البيسري كلمة قال فيها: ان البطريرك هو بين اهله في بيته وليس ضيفا مؤكدا ان بشري التي قدمت شبابها الغض على مذبح الوطن مستعدة للمزيد عندما تدعو الحاجة لذلك. وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة تناول فيها معاني عيد التجلي، مستذكرا المونسينيور يوسف طوق الذي خدم البطريركية المارونية 25 سنة امينا للسر وقال ما اجمل ان نلتقي في صباح هذا اليوم ونحن نحمل معنا المحبة والايمان لأبناء هذه الرعية الذين قدموا الشباب على مذبح الوطن فصح فيهم القول ماتوا لنحيا. ثم كان لقاء مع المكرسين من كهنة ورهبان وراهبات واكليريكيين في كنيسة مار يوحنا، وقدمت لجنة وقف الكنيسة الورود ومفتاح الكنيسة الاثري ثم بارك البطريرك المستشفى الحكومي مستشفى مار يوحنا وزار المرضى سائلا لهم الشفاء العاجل مثنيا على ما يقوم به الاطباء والموظفون لتخفيف الام المرضى وعذاباتهم. ومن المستشفى الى كنيسة السيدة حيث التقى غبطته مسؤولي الجمعيات والحركات الرسولية، ثم توجه الى دار البلدية فباركها والقى رئيس البلدية انطوان الخوري طوق كلمة أكد فيها أن جولات البطريرك الراعوية هي التزام بكنيسة البشر التي ننتظر أن تقوم في ظل رعايتكم الحكيمة بمبادرات خلاقة لتثبيت ابائها في ارضهم حتى لا تبتلعهم ديار الغربة. ورد البطريرك الراعي بكلمة شدد فيها على دور بشري الريادي على الصعيدين الوطني والكنسي داعيا الى تفعيل الشركة والمحبة في اطار العمل البلدي والتعاون لتأدية الخدمات لكل الناس وللانماء في كل المناطق. لافتا الى الدور الريادي للمسيحيين الموارنة في لبنان والشرق مشيرا الى انه دور يجب الحفاظ عليه عبرالتعاون البناء والتعاطي فيما بيننا بروح المحبة. وفي دار البلدية التقى غبطته هيئات المجتمع الاهلي والمدني وكان حديث حول الشؤون الوطنية والمناطقية التي تهم بشري والقضاء.وسلم رئيس البلدية البطريرك الراعي هدية تذكارية من الارز. وكانت كلمة ايضا للوكيل البطريركي في الخليج الخوري يوسف فخري وكلمة ترحيب بالبطريرك في دار البلدية وبعد ذلك غداء تكريمي على شرف غبطته والوفد المرافق في قاعة اوتيل شباط. قداس التجلي وعند الخامسة مساء ترأس غبطته قداسا احتفاليا في باحة كنيسة التجلي داخل غابة الارز عاونه فيه المطران البيسري والمطران روبو ولفيف من الكهنة بحضور رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائبين جعجع وكيروز والنائب السابق جبران طوق والوزير السابق الضاهر ورئيس البلدية ولجنة جبران الوطنية ورئيس رابطة المخاتير الكسي فارس والقائمقام رولا البائع والمحامي روي عيسى الخوري ورئيس محكمة التمييز القاضي انطوني عيسى الخوري والعميد جورج وهبة والسيدة روز وبيار الشويري وفعاليات وحشود شعبية من كافة قرى القضاء. وكانت كلمة للمطران البيسري وفيها: ذاتَ يومٍ زارنا، زار بشري المغفور له الرئيس الهراوي. وكلّفني البشراويّون آنذاك كما اليوم بأن ألقي كلمة باسمهم فقلتُ له في ما قلتُ: اخلَع نعلَيكَ من رجلَيك، فإنّ الأرض التي تطأ أرضٌ مقدّسة. أمّا أنتم يا غبطة السيّد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، فأينما حللتم، اليباس يغدو اخضراراً، والأدناس تغدو طهارة، والأرض المقدّسة تزيد قداسة. فأنتم يا صاحب الغبطة أنتم في غابة أرز لبنان، أنتم في غابة أرز الربّ الطيّب الشذا. والقى غبطته عظة بعنوان وتجلّى امامهم، وصارت ثيابه بيضاء كالثلج وفيها: ” حدث تجلي الرب يسوع على الجبل العالي يهدف الى اربعة : اثبات الوهيته، واستباق مجد قيامته من الموت، وكشف مصير من يمشي على خطاه، والاشارة الى مجيئه الثاني بالمجد في نهاية الازمنة. وكما تجلى امام التلاميذ وثبّت ايمانهم به، وانتزع الشك من نفوسهم، يتجلّى امامنا في سرّ القداس الذي نحتفل به في كابلّة الرب هذه، في غابة الارز الذي بشموخه وصلابته يعبّر عن سمو الله وقداسته وحكمته ومحبته، كما يقول الرب في كتبه المقدسة: ارتفعت كالارز في لبنان. فالقربانة البيضاء، المحوّلة الى جسده، مرموز اليها بثيابه التي ابيضّت كالثلج. وكلام الرب في الانجيل الذي يتلى علينا في كل قداس ومناسبة، ونقراه بروح التأمل والصلاة، واضح الحقيقة وناصع النور الهادي للعقول والضمائر والقلوب والارادات، مثل ثياب يسوع البيض في التجلي. اذن المسيح الرب في تجلّ دائم امامنا كما تجلى امام بطرس ويعقوب ويوحنا ” . كما كانت كلمة للنائب ستريدا جعجع رحبت فيها بصاحب الغبطة، كما رحبت باسم الجميع برئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، الذي بالرغم من انشغالاته الوطنية ووضعه الامني الدقيق، أصر على حضور هذه المناسبة. وتابعت: نرحب بكم يا صاحب الغبطة لاول مرة بطريركا في جبة بشري، بقدر ما ترحبون انتم بنا ايضاً، فانتم لستم من اهل البيت فحسب، بل انتم رب البيت. من كرسي قنوبين الى مقر الديمان الصيفي. اسمحوا لي يا صاحب الغبطة بالنيابة عن اهل جبة بشري، ان اجدد باسمهم التمسك الدائم بالخط الوطني للكنيسة المارونية، الخط الذي تعبرون عنه بمواقفكم وتوجيهاتكم، فانسان هذه المنطقة، الملتصق بالصخر، والمتطلع الى السماء القريبة، عنيد في مواقفه المبدئية وصلب في الدفاع عن الحق والحقيقة، ومعطاء وطيب القلب على رغم الظروف الظالمة والاهمال الطويل.لقد بدأتم يا صاحب الغبطة عهدكم بجمع الموارنة في بكركي في لقاءات متتالية للقيادات المارونية، ما اشاع الارتياح العام، ونتمنى لكم كل التوفيق في تثمير النتائج لاستكمال مبادراتكم، كما في توسيع اطار جهودكم لتشمل جميع المسيحيين وجميع اللبنانيين، تأكيدا على دوركم الوطني الجامع، وهو ما تجسدونه خير تجسيد. صاحب الغبطة، ان القوات اللبنانية وقفت وتقف دائما مع خط بكركي الذي يعلو فوق كل السياسات و الحسابات، كما دافعت عن بكركي وسيدها مرجعية ثابتة على مدى القرون، يأتي الجميع اليها ولا تذهب الى أحد. ومن هنا من عرين الموارنة، من قلعة الصمود، من افياء ارز الرب، نقول لكم في اول زيارة الى المنطقة راعيا وبطريركا لانطاكيا وسائر المشرق، نحن الى جانبكم، نحن معكم ونحن ابناؤكم في الشركة والمحبة، شركة الايمان ومحبة الوطن.عشتم يا صاحب الغبطة،عاشت جبة بشري، عاش الارز، عاش لبنان. |
