الوزير دجو عيسى الخوري: ثلاثة مشاريع رئيسية سنباشر بتنفيذها في وزارة الصناعة وهناك امكانات  لفتح آفاق جديدة للاستثمار في منطقتنا

في عالمٍ تتداخل فيه الخبرة مع الطموح، ويُبنى النجاح على أسس من المعرفة والعلاقات الواسعة، برز اسم دجو عيسى الخوري من مدينة بشري كشخصية بارزة، حيث اختاره رئيس حزب القوات اللبنانية والنائب ستريدا جعجع وزيرا للصناعة. جمع بين الكفاءة العلمية، والخبرة العملية، والرؤية الاستراتيجية، وأظهر تميّزًا أكاديميًا عززه بخبرات مهنية متراكمة أهلته ليكون في مقدمة صنّاع القرار.   

لم يكن تعيينه وزيرًا سوى تتويجٍ لمسيرة حافلة بالإنجازات ونهجٍ إداريّ فاعل. كما عزز موقعه بشبكة علاقاته الواسعة، ما مكّنه من بناء جسور التعاون محليًا وخارجيا ً. واليوم، وهو يتولى مسؤولياته الوزارية، يمثّل الوزير دجو عيسى الخوري نموذجًا للمسؤول القادر على إحداث التغيير، مستندًا إلى خبرته العميقة وشغفه الدائم بخدمة الوطن والمجتمع.

في اللقاء الذي اجريناه معه، وضع الوزير دجو عيسى الخوري رؤيته للصناعة في لبنان، مسلطًا الضوء على التحديات والفرص، كما تحدثناعن قضايا تهمّ منطقة بشري، في مقاربة تجمع بين الواقع والطموح، والخبرة والرؤية المستقبلية.

كيف جرت عملية اختياركم لهذا المنصب ؟

بداية، لا يسعني الا ان أشكر الدكتور سمير جعجع وعقسلته النائب ستريدا جعجع، على ثقتهم بي واختياري وزيرا ً. عندما بدأ الحديث عن تشكيل الحكومة، وكلف القاضي نواف سلام بتأليفها، اجتمعت بالدكتور جعجع وعقيلته، حيث تحدثا معي في الموضوع، وطرحا عليّ فكرة التوزير. لم يكن بامكاني الا ان أشكرهما على الثقة التي اولياني اياها لاكون وزيرا ً عن حزب القوات اللبنانية .

هل اصبح لديكم تصور واضح مع خريطة طريق للنهوض بالقطاع الصناعي ؟ وما هي الاولويات التي ستعملون عليها لدعم الصناع اللبنانية ؟

بدأت فعليا ًبوضع خريطة طريق لهذا الموضوع، وهناك امور تحتاج الى أكثر  من سنة لانجازها، في حين ان هناك خطوات يمكن المباشرة بها سريعا ً. وقد حددت ثلاثة مشاريع رئيسية سنباشر بتنفيذها، وهي :

1. مكننة وزارة الصناعة : هذه اولوية بالنسبة لي، لذلك طلبت من شركة مختصة اعداد دفتر شروط  بهذا الشأن، ليعرض على الشركات المعنية التي ستقدم عروضها، ليتم اختيار الافضل منها والبدء بتنفيذ المشروع. تشمل المكننة تحديث اجراءات العمل داخل الوزارة (workflow process) ، وتحسين  التعامل مع الصناعيين، سواء لناحية تقديم الرخص، طلب الافادات اوتسديد المستحقات المالية. هذا التطويرسيسرع العمل، ويوفر الوقت، كما  سيحسن انتاجية الصناعيين ويحد ّ من امكانية الفساد ونحتاج الى 6 او 8 أشهر لتنفيذ المشروع.                                                                               
2. 2-اعادة هيكلة وزارة الصناعة : تعود تركيبةالادارات في مؤسسات الدولة الى عهد الرئيس فؤاد شهاب، وقد مرّ عليها الزمن، واصبحت بحاجة الى تحديث وتطوير. لتواكب متطلبات الاقتصاد والاسواق الحالية. لذلك، من ضمن  مشاريعي اعادة هيكلة وزارة الصناعة، بدءاً من بنيتها التنظيمية وتعزيز التواصل  بين اداراتها المختلفة بين والمصانع ونحتاج الى 6 او 8 أشهر لتنفيذ المشروع                                                                                                                            3- اجراء مسح شامل لمعامل في لبنان : للاسف، لا يوجد حاليا ً توثيق دقيق لكل المصانع العاملة في البلاد، كما ان هناك معامل تعمل من دون رخص. يستغرق هذا المسح الصناعي بين 6 او 7 أشهر، لكنه ضروري لتحديد مواقع وتجمعات المصانع، حتى الصغيرة منها، كما يساعد على التخطيط لانشاء مساحات صناعية صغيرة. الى جانب ذلك، أسعى لاطلاق حملة ” Rebranding ” ، لتعزيز صورة الصناعة اللبنانية، وانا شخصيا ً افضل استعمال شعار “صنع من كل لبنان “Made by Lebanon”.الذي يعكس فكرة ان ايّ منتج يصدر من لبنان، هو ثمرة جهود وتعاون بين مختلف القطاعات الصناعية والاقتصادية في البلد. فلا يجب ان ننسى ان أي مصنع ينتج مواد معينة، عنده تواصل وتعاطي مع العديد من المؤسسات بقطاعات مختلفة، ما يرسخ التكامل الصناعي بين مختلف مكونات الاقتصاد اللبناني.

انا الان اعمل على حل الاشكالات الموجودة عند الصناعيين على الصعيد الوطني، وبعكس ما يقال، ان لبنان ليس بلد خدماتي فقط، بل يمكن ان يكون بلدا ً منتجا ً. ولدينا الكثير من الامكانات التي تساعدنا على ان نكون منتجين.

انتم من منطقة عانت الكثير من الحرمان والاهمال، ومع وصول نواب من القوات اللبنانية الى المسؤولية ، شهدت بشري ومنطقتها نهضة انمائية كبيرة. كيف تقيمون هذه الانجازات خصوصا ً على صعيد البنى التحتية والمستشفى الجديد ؟

لا شك ان بشري ومنطقتها شهدتا تحولا ً كبيرا ً منذ العام 2005، بفضل الجهود التي بذلها نواب القوات اللبنانية وعلى رأسهم النائب ستريدا جعجع. جاءت “مهرجانات الارز الدولية” لتتوج هذا التحول، واضعة القطاعين السياحي والاقتصادي في المنطقة ومحيطها في مصاف متقدمة. كذلك، فان ما تقوم به لجنة جبران الوطنية لا يقل اهمية،  اذ تعيد الى بشري رونقها من خلال الارث الثقافي والفكري لجبران خليل جبران. ان ” مهرجانات الارز الدولية” تلعب دورا ً محوريا ً في استقطاب الزوار من الخارج للتعرف على منطقة بشري، وهنا تقع على عاتقنا  مسؤولية تحفيزهؤلاء الزوار للعودة والاستثمار فيها. منطقة بشري تتمتع بامكانات كبيرة لم تستغل بالكامل  بعد، وبرأيي لا نزال نعمل دون مستوى هذه الامكانات، رغم النهضة التي شهدتها. فيها. لذلك، علينا مواكبة الجهود التي تبذلها النائب جعجع، والعمل بالتوازي مع ما تحققه من انجازات، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في منطقتنا. علينا العمل على ايجاد الاشخاص الذين يملكون الامكانات المادية والعلاقات مع الخارج من ابناء منطقتنا، وتشجيعهم على العودة اليها، من اجل اقامة مشاريع واستثمارات فيها لتنميتها.     

هل ستجرى الانتخابات اليلدية والاختيارية  وفقا ً للمعطيات المتوفرة لديكم ؟

علمت أنه تقنيا ً لم يعد بامكان الدولة اجراء الانتخابات في موعدها، وهناك حديث

عن تأجيل تقني لمدة شهرين او ثلاثة.

القوات اللبنانية ستخوض الانتخابات البلدية كالمعتاد  في منطقة بشري. هل ستشاركون اقتراعا ً وتدعمون لوائحها ؟

     بالتأكيد، وهذا امر بديهي. سأكون الى جانب رؤساء البلديات وسأضع امكاناتي الشخصية وموقعي الحالي في خدمتهم. واود الاشارة هنا الى ان مجتمعنا في المنطقة يعتمد بالدرجة الاولى على الزراعة، لكن هناك مجالات يمكن تطويرها عبر التصنيع. لهذا السبب، سأبحث في هذا الموضوع الشهر المقبل، لمعرفة كيفية الاستفادة من الامكانات المتاحة، وما يمكن انتاجه محليا ً لتعزيز التنمية الاقتصادية. وانا على ثقة بأن اي مصنع او معمل مهما كان حجمه، بمجرد انشائه في المنطقة، سيساهم في بقاء وتجذر اهل المنطقة في ارضهم. وبدلا ً من ان يضطر الاهالي الى مغادرة قراهم وبلداتهم، وينزحوا الى المدن ، يمكننا خلق فرص عمل تحفزهم على البقاء في ارضهم. وتجدر الاشارة الى ان منطقة بشري تعد من اقل المناطق التي يوجد فيها معامل او مصانع .

ماذا تقول لاهلك في بشري ؟

قد لا اجد الكلمات التي تعبر عما يجول في خاطري تجاههم من محبة واحترام. تذكرت هنا ما كان يردده والدي رحمه الله امامي، وسأذكر المقطع الاخير مما كان يقوله : ” .. ما حدا يقرّب صوب مدينتي بشراي ، جمعها المجد من أربع بواب” .                     

اشكرهم على عاطفتهم تجاهي، وان شاء الله أكون على قدر المسؤولية التي القيت على عاتقي. علينا ان نعمل كثيرا ً لننمي مدينتنا ومنطقتنا، وسألقاهم في القريب العاجل.