بعد الترحيب بالحاضرين القى رئيس البلدية ايلي مخلوف كلمة جاء فيها:
“لقد بات حضوركم يا صاحب الغبطة والنيافة من مباهج عيد مار شربل، ومن أسمى المشاعر بفرح الإحتفال به، ومحطةً تلبّي انتظارنا السنوي لنعمة اللقاء بكم، أباً ورئيساً تنشر فيض الشركة والمحبة في القلوب، وتعمّمه ليصير فيضاً من الشركة الوطنية المحصّنة بمحبة اللبنانيين. بهذا الفرح العميم المفعم بالأمل والثقة بكنيستنا وبوطننا نستقبلكم يا صاحب الغبطة، نحن أبناء بقاعكفرا، تشاركنا وجوه قيادية مسؤولة سياسية وإدارية وأمنية، يجمعهم الإيمان بمار شربل، والمحبة لشخصكم والولاء لمقامكم. فباسم خادم الرعية الخوري ميلاد مخلوف ومخاتيرها سمير داوود ونعيم شليطا وليشع كرم ، وسائر هيئاتها وأبنائها أرّحب بالجميع ترحيب الأخوّة الصادقة، شاكراً حضورهم ومشاركتهم الطيبة”. وتابع :” لَكَم يؤسفنا ويؤلمنا أن ترافق العيد، هذه السنة أيضاً، مجموعة هواجس وأزمات تقارب الجراح في القلب، إنها هواجسُ سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية. في السياسة يستمر الفراغ الرئاسي، وفي الإقتصاد يستمر الإنهيار، بخاصة على الطبقات المحتاجة، وهي أكثرية الشعب اللبناني، وفي الأمن تتفاقم الأخطار بتزايد معدلّات الجريمة على تنوعها، نتيجة لتفلّت السلاح وعجز الدولة عن المحميات الأمنية، ووجود أكثر من مليوني نازح سوري ولاجىء فلسطيني. إنني أتناول هذا الأمر بأبعاده الوطنية بالرغم من خطة تنظيم الوجود السوري في قضاء بشري، التي حققناها من خلال البلديات، وأرخت جوّاً من الارتياح في القضاء”.
واضاف:” في الإجتماع نزيف هجرة يهدد أرضنا بالفراغ من شبابها ، تحت وطأة البطالة والحاجة وانعدام الفرص وانسداد الآفاق المستقبلية.إننا نطرح هذه المعضلات، ونعمل، على مستوى البلديات المعدومة الإمكانيات، لمواجهتها برفع صوتنا وراء صوتكم يا صاحب الغبطة في ثوابتكم الوطنية، وفي مساعيكم المحلية والخارجية لإتمام الاستحقاق الرئاسي، وفي رسائلكم واتصالاتكم حول مشكلة النزوح السوري الى لبنان. … واردف:” إن حجم الأزمات الوطنية المذكورة لم يوقفنا عن العمل، على المستوى البلدي، بالرغم من الإمكانيات المعدومة؛ فتستمر بلدياتنا بمهام الضرورة في مجالات النظافة والسلامة العامة وجمع النفايات، ودعم البنى التحتية للقطاعين الزراعي والسياحي، وتأهيل الطرق الفرعية، وتعزيز عمل الشرطة البلدية، والتعاون لتسهيل عمل بعض المرافق الرسمية والإدارات العامة، التي تشبهنا في المعاناة من ضعف الإمكانيات، ودعم العديد من المبادرات الثقافية المتصلة بتراث المنطقة، منطقة الأرز والوادي المقدس، الروحي والوطني”. واضاف: ” ان إرادة الصمود فوق أرض لبنان هي الأقوى في نفوسنا، وإرادة إنماء منطقتنا هي أبرز مؤشرات الصمود والإنتصار على الأزمة. ويتحقق هذا من خلال تعاون صادق مخلص بين بلديات القضاء والمخاتير وسائر الهيئات، تدعمنا فيه وتضاعف ثماره سعادة النائب ستريدا جعجع بمواكبتها وسعيها الحثيث لاطلاق وتنفيذ مشاريع التنمية العامة في المنطقة، فلها منّا الشكر والتقدير. كما نقدر اهتمام سائر المسؤولين في قطاعات الإدارة والأمن والخدمة العامة، وجهودهم في سبيل تطور ونمو هذه المنطقة المميزة من لبنان. وليس لنا أن نُغفل الدعم الإقتصادي البارز الذي وفّره أهلنا في بلدان الإنتشار، ولا يزالون يوّفرونه، وفاءً منهم لوطنهم الأم”.
قداس عيد مار شربل 20 تموز 2024