دخل الفراغ الرئاسي في لبنان اسبوعه العشرين في ظل ضبابية مطلقة تحيط بالوضع اللبناني، الذي بات يربطه كثيرون بتطورات الوضع في غزة والمنطقة. لقد مرّ عشرون شهرا على الفراغ في سدة الرئاسة، كما مرّ عام كامل على آخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية دعا إليها الرئيس نبيه بري، والتي كانت الجلسة الثانية عشرة، وبلا نتيجة !!.
تشير الاحداث الى ان الانتخابات الرئاسية خرجت عن “سكتّها اللبنانية”، ولم تعد مجرد حدث أو إستحقاق داخلي خاضع لمعادلات وحسابات سياسية و”رقمية”. كما لم تعد خارطة طريق الخروج من الازمة الرئاسية رهنا بعملية حوار أو تشاور في بيروت أو في أي مكان آخر. ولذلك نرى الاطراف الداخلية تتحّرك في الوقت الضائع، وتطرح مبادرات بلا حلول جدّية، بينما تدور المبادرات والزيارات الخارجية في حلقة مفرغة.
اذا، ستظل الازمة الرئاسية رهينة لوضع إقليمي مترابط الحلقات والجبهات والساحات، وسيظل الوضع اللبناني عالقا في “ردهة الانتظار” وسط مرحلة دقيقة، متشابكة الخيوط ومعقدة، مفتوحة على المفاجآت وبدون سقف زمني او أفق سياسي واضح.
بالمقابل، نرى المسؤولين في السلطة عاجزين عن حلّ الملفات العالقة، وما أكثرها، ومنها ملف الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، الذي تحول الى قنبلة موقوتة تهدد الكيان اللبناني.
وعلى وقع الارقام المقلقة وتزايد جرائم القتل والسرقات والتعديات، حملت “القوات اللبنانية” ملف النازحين السوريين غيرالشرعيين، ورفعت الصوت عالياً، واجرت سلسلة لقاءات مع المسؤولين في لبنان وفي الخارج، كان آخرها ارسال رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع كتاباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، شارحا ً فيه المخاطر المترتبة عن هذا الوجود، وطارحاً حلاً عملياً لوضع حد لهذه المشكلة.
بدورها قامت النائب ستريدا جعجع بسلسلة زيارات الى المسؤولين شملت رئيس الحكومة وزيري الداخلية والتربية، قائد الجيش اللبناني، مدير عام الامن العام، ومدير عام قوى الامن الداخلي. وطرحت عليهم المشكلة، وطلبت من وزير الداخلية القاضي بسام مولوي “مساعدة البلديات عبر التعاون مع قوى الامن الداخلي على تطبيق المراسيم السابقة الصادرة عن الوزارة، مشددة على ان لبنان ليس بلد لجوء بحسب القوانين الدولية، بل بلد عبور”. وقدمت مثالاً حياً عن منطقة بشري، حيث استطاعت بالتنسيق مع اتحاد البلديات ورؤساء البلديات والمخاتير، تنظيم الوجود السوري غير الشرعي والحد منه في شكل كبير”.وكما كانت “القوات اللبنانية” العمود الفقري في الدفاع عن لبنان الكيان في كل الازمات التي تعرض لها، هكذا ستتعامل مع ملف النزوح السوري غير الشرعي في لبنان، ولن تدع احدا ً يضع يده على لبنان تحت اي ذريعة، مهما طال الزمان.
في منطقة بشري، يستمر تنفيذ المشاريع الانمائية رغم الوضع السياسي والاقتصادي المتأزم. النائبة ستريدا جعجع تتابع المشاريع وتجول عليها للتأكد من صحة تنفيذها. بالاضافة الى زياراتها المتكررة لمستشفى انطوان الخوري ملكه طوق الحكومي، جالت مؤخرا ً على الطرق التي اعيد تأهيلها وصيانتها في قضاء بشري. اما فيما يتعلق بمشروع ساحة مار سابا، فالعمل جارٍ لتحويلها الى ملتقى تراثي وسياحي، وهذا الامر هو من ضمن استراتيجية بلدية بشري القائمة على تنفيذ مشاريع تنشط الحركة الاقتصادية والسياحية في بشري والارز. كل هذه الجهود تعتبر ايجابية ومشجعة للتنمية المستدامة في المنطقة.
غازي جعجع
