لقد تغير لبنان في العمق، وضاع في ظل التعقيدات الاقليمية التي لا سابق لها، والتي ستزداد
تعقيدا ً مع استمرار حرب غزة. ويعود ضياع لبنان الى ان قراره مصادر، ومؤسسات الدولة
مشلولة، وعدم انتظام الوضع الدستوري فيه، والأزمة تواصل مسارها الانحداري وقد وصلت
إلى قعر الهاوية.
فمنذ عام ونصف لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية، ويبدو ان استمرار الفراغ الرئاسي
مرشح لان يطول، حيث ترفض جماعة الممانعة انتخاب رئيس إلّا وفقا ً لشروطها، كما انها
يريد مقايضة رئاسة الجمهورية بما يحدث في المنطقة.
الازمة السياسية في لبنان صعبة للغاية وخطيرة ومعقدة، والمشكلة الرئيسية تكمن في بعض
رجالات السياسة، الذين حولوا لبنان الى حقل تجارب خدمة لمصالحهم الشخصية ومصالح
بعض القوى الاقليمية والدولية.
صحيح ان الظروف صعبة، وهي تتطلب الصمود والصلابة والاستعداد للتحولات الجارية في
المنطقة، والامل ليس مفقودا ً وستنتظم الاوضاع في البلاد، طالما هناك قادة سياديين Top of Form
ومعارضة، وعلى رأسها حزب القوات اللبنانية، يخوضون معركة حقيقية للدفاع عن لبنان
الكيان، ويمنعون سقوطه، ويقفون بالمرصاد لكل المحاولات التي تهدد مصيره. لانه في النهاية
لن يصح الا الصحيح، ومن لم يتعلم من دروس التاريخ، سيصبح خارج التاريخ والجغرافيا.
على وقع الازمات التي نعيشها في لبنان، نرى المشاريع الحيوية في قضاء بشري مستمرة
والتي تعود بالنفع على اهالي المنطقة وعلى القطاع السياحي. فقد انتهى المشروع الممول من
البنك الدولي، والذي شمل اعادة تأهيل ثلاث طرق في مزرعتي بني عساف وصعب مرورا ً
ببلدة قنات، والوصلة من برحليون حتى حدث الجبة، وطريق وادي قاديشا حتى معمل
الكهرباء. ويعود الفضل بتسريع اقراره وملاحقة ملفاته مع المراجع المختصة لنائبي المنطقة
ستريدا جعجع وجوزاف اسحق سنة 2019. كما شمل المشروع صيانة الطريق الرئيسية من
بلدة طورزا وصولا الى بلدة بان. وقد بلغت كلفته 4.600.000 دولار اميركي.
مشروع آخر من ضمن مشاريع بلدية بشري قد أبصر النور، وهو تأهيل ساحة مار سابا لاعادة إحياء مدينة بشري سياحيًا واقتصاديًا، من خلال إنشاء روابط تخطيطية بين مكونات المدينة والساحات لجعلها مركزًا نابضًا بالحياة. وقد بلغت كلفته 200.000 دولار اميركي، بتمويل من الحكومة الألمانية ( KFW) . اما المشروع الاهم، فهو مستشفى انطوان الخوري ملكة طوق – بشري الحكومي، الذي شارفت الاعمال التفصيلية فيه على الاتتهاء، وسيبدأ باستقبال المرضى خلال شهر ايار المقبل.
باختصار، في حين يعاني لبنان من تحديات لا حصر لها وأزمات عديدة، وتتأثر العديد من المشاريع التنموية في أنحاء البلاد بالشلل السياسي والاقتصادي، تتجلى الإرادة والقدرة على التحرك والتطور في منطقة بشري، بفضل ديناميكية النائب ستريدا جعجع، وسعيها الدائم للتنمية المستدامة وتنفيذ مشاريع انمائية تحتاجها المنطقة.
غازي جعجع
Top of Form
