بعد سنتين من التوقف بسبب ازمة كورونا، استعاد مهرجان الزهور الخامس في حصرون نشاطه على امتداد ثلاثة ايام في 7 و8 و9 تموز2023. وقد استقطب مئة عارض وحرفي من جميع المناطق اللبنانية، وقد غصّ السوق الأثري بالوافدين من مختلف المناطق، قاصدين “وردة الجبل” للمشاركة بالمهرجان وقضاء ساعات من الفرح واللهو والتمتع بجمالات المنطقة التي ارتدت زينة من الشماسي الملونة، إضافة إلى الورود والأكشاك التي حوت الأشغال اليدوية ونتاج أرض حصرون والجوار والحرفيات على أنواعها ومونة الضيعة وما لذّ وطاب من صناعة البيوت الجردية. وقد ناهز عدد المشاركين الـ110 مشاركين، وهو رقم قياسي نسبة إلى السنوات الماضية.
وفي الكلمة التي القاها رئيس البلدية المهندس جيرار السمعاني، اكد :” أنّ “البلدية تسعى من خلال التطوير السنوي للمهرجان إلى استقطاب أكبر عدد من الزوار من المناطق اللبنانية كافة، وهدفنا هو الإنماء المحلي لا سيما وأنّ نحو 60 في المئة من العارضين في الأكشاك الممتدّة على طول السوق الأثري هم من أبناء حصرون، وهذا ما يشجّع الحركة الاقتصادية في البلدة ويجعلنا نتمسك بالأرض”.
وعلى خلفية أحداث القرنة السوداء، قال: “نفتتح مهرجان الزهور بغصة كبيرة لخسارة شابين من خيرة شباب بشري هيثم ومالك طوق قدموا دمهم للدفاع عن أرضهم.”.
وكشفت رئيسة اللجنة رنا لويس سمعاني، عن أن “المهرجان الذي استمر لمدة 3 أيام متتالية من نهار الجمعة 7 تموز حتى نهار الأحد 9 تموز، حقق نجاحًا ساحقًا رغم الظروف الصعبة الناتجة عن الحادثة الأليمة التي وقعت في القرنة السوداء. واستقطب عددًا كبيرًا من المغتربين والسياح والمواطنين من كل أنحاء لبنان”.
وأشارت في حديث لموقع IMLebanon، إلى أنه “من خلال مهرجان الزهور، أطلقنا الموسم الصيفي في البلدة. وبعد انتهاء المهرجان، أبقينا المظلات الملونة معلقة في سماء السوق الأثري”.
وأوضحت سمعاني أن “المعرض ضم 110 مشاركين وهذا رقم قياسي نظرًا للسنوات السابقة، وغالبيتهم من حصرون، وركّزنا على أصحاب الأعمال الصغيرة الذين ينتظرون المهرجانات بهدف تحقيق انتشار أوسع وتعريف الزوار على منتجاتهم”، لافتة إلى أنه “كانت من أولوياتنا مساعدة أبناء البلدة في تصريف إنتاجهم والتجذّر في أرضهم”.
وتابعت: “افتتحنا يومنا الأول بـParade وDJ”. ويوم السبت فتح السوق أبوابه عند الساعة العاشرة صباحًا، وكانت حصة لمحبي الطهي من خلال Live cooking session مع الطاهية إيزابيلا الدويهي، أما لمتابعي الموضة فقد قدمت إبنة البلدة المصممة ريتا ليشع عرضًا خاصًّا لمجموعتها Eredita’s. وأنهى الفنان اللبناني رودولف الخوري اليوم الثاني بحفلة غنائية رائعة”.
واردفت: “أما الأحد فقد اختُتم المهرجان بعرض قدّمه سائقو دراجات Vespa في شوارع المدينة. وحظي الأطفال بحصة كبيرة من نشاطات متنوعة وعروض ترفيهية مع Tiny Fests. ومساء، أشعل الفنان اللبناني نيكولا كبة أجواء البلدة”.
وعن الانتقادات التي طالت البلدية بعد إصرارها على إقامة المهرجان رغم وقوع حادثة القرنة السوداء، شددت السمعاني على أن “تحضير المهرجان بدأ منذ حوالى الأربعة أشهر، لذلك لم نستطع إلغاءه، فلدينا التزامات مع أصحاب الـStands والفنانين والفرق الموسيقية وشركة الإضاءة والصوت، كما أنه سبق ودعينا المواطنين والسياح عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون والراديو، فالرجوع عن المهرجان كان شبه مستحيل”، مؤكدة أنه “لو كان محصورًا بأبناء البلدة فقط لكنّا حتمًا استغنينا عنه”.
وفي ختام حديثها، توجهت سمعاني بالشكر إلى كل من ساهم بنجاح هذا العمل، معتبرة أنه “لولا جهود أعضاء البلدية ولجنة المرأة ومساعدة شباب البلدة لما حقق المهرجان هذا النجاح المبهر، خصوصًا في ظل هذه الأوضاع وبعد حادثة القرنة السوداء التي أجبرتنا على تأجيل بدء العمل على الأرض ليومين، لأن حصرون التزمت التزامًا تامًّا بالحداد العام”.