غصت قاعة مسرح الجامعة اللبنانية الأميركية LAU في قريطم ، بمحبي جبران خليل جبران والمشاركين في المؤتمر الدولي عن مئوية “النبي”، لمتابعة قراءات ممسرحة لترجمة جديدة للنبي أعدها الشاعر هنري زغيب.استمر المؤتمريومي الاثنين والثلثاء ( 17 و 18 تموز 2023)، بمشاركة متخصصين دوليين ولبنانيين تناولوا كتاب “النبي” في ذكرى مئويته.
تزامن يوم جبران النبي بإطلاق مدير مركز التراث اللبناني في الجامعة الشاعر هنري زغيب صاحب الدعوة صياغة جديدة للنبي من منشورات الجامعة، وتبع ذلك قراءات ممسرحة من نسخة النبي المترجمة من زغيب الخامسة والنصف بعد ظهر اليوم الإثنين في مسرح كولبنكيان في حرم الجامعة نفسها، وهي أمسية من إعداد واخراج لينا خوري واداء الممثل الكبير رفعت طربيه، وشارك معه طلاب قسم المسرح في الجامعة ومعهم موسيقياً الاستاذ ايلي برّاك.
في الجلسة الافتتاحية تحدث كل من : رئيس الجامعة الدكتور ميشال معوض، الدكتور فيليب سالم ( هيوستن، الولايات المتحدة الاميريكية) والشاعرة مي الريحاني ( واشنطن ).
كما تحدًث مدير متحف جبران في بشري جوزيف جعجع عن ظروف “النبي” في متحف جبران، وذلك بعد عرض فيلم مصًور عن المتحف وما رافقه من مشاهد حيًة عن طبيعة بشري،وادي القديسين والارز الخالد. وجاء في كلمته :
“كان خليل جبران كنزا للأفكار والرؤى حول حياة الإنسان. تجسد إبداعاته الفنية كما الادبية إنسجام بين الحكمة والجمال وهي مصدر ثقة بالنفس وقوة عاطفية نشرها لملايين الاشخاص حول العالم. مثلما يتحدث نبي جبران عن كل جوانب الحياة وحقائقها : عن الحرية والالتزام، عن الزواج والاولاد، عن الألم والبهجة، عن الحب والموت، عن الخير والشر، هكذا يفعل الفنان نفسه، تخلق أعماله المكتوبة تناغم مع رسوماته ولوحاته، إنجيلا جديدا من الإيمان الحديث. يقف عند مفترق طرق بين الشرق والغرب، تخاطب أعماله الأدبية والفنية البشرية جمعاء وتقودنا في الوقت نفسه كافراد الى المكان الأكثر قداسة – قلب الإنسان-
أما المكان الارضي الذي كان مقدسا بالنسبة له، هو”موطن قلبه” والمناظر الطبيعية لمسقط رأسه، بشري. لم يغادرها قط أو بالتأكيد لم يغفل عن وطنه- أرض القديسين والارز الراسخ. شوقه اليها قاده الى ما وراء الأفق ، ورؤى لا يمكن الوصول اليها تتجلى بلوحاته ورسوماته. لطالما كان فن جبران موضوعا غامضا ومعقًدا للنقاش، لقد حير الكثيرون وطرحوا نظريات حول إلهاماته ودوافعه. رأى بعض النقاد جوانب مثيرة للجدل في فنه. الحقيقة هي أن جبران كان طموحا في سعيه وراء الكمال لاعتقاده انه قادرعلى اعادة خلق العالم من خلال فنه”.
وتابع ” مراحل الفن الجبراني يمكن اختصارها بخمس فترات: من البدايات اي من سنة 1898 وحتى سنة وفاته 1931. ففي قراءة شاملة للوحات جبران، لا بد من التوقف عند ابرز عناوينها:
-الطبيعة القوية والانسان عنصر اساسي مكوًن في الطبيعة.
-الاجيال المتعاقبة.
-صور النساء: من إيميلي ميشال وجوزفين بيوبادي الى ماري هاسكل ليبقى حضور وجه كاملة رحمه حاضراً متجلياً بنور روحها.
-الصلب: ومن شعور جبران الحقيقي بأن يسوع هو أخوه الاكبر وعند رؤية وجهه كان يتخيل نفسه ينظر الى المرآة.
-الى الذات الانسانية، وشعلة الحياة: انها يد الخالق المتجلية في يد ماري هاسكل رمز الحب والعطاء…
إضافةً الى استعراض مراحل المعارض التي اقامها جبران في حياته، وسلسلة المعارض اللاحقة التي أقيمت من سنة 1999 وحتى تاريخه، مروراً بأهم الفترات من خلال إقامت الندوات، المحاضرات والمؤتمرات العالمية التي خلدت اسم جبران وجعلته حياً نابضاً في الذاكرة.
