spot_img

ذات صلة

جمع

قرار جديد من مجلس شورى الدولة لصالح بلدية بشري.

صدر عن بلدية بشري البيان التالي : بعد أن تقدمنا...

حملة فحص اسنان مجانية لتلاميذ المدارس الرسمية

تحت عنوان "صحتك خط أحمر"، وضمن الندوات الطبية التي...

شكر وتقدير الى العاملين في مركز جرف الثلوج في الأرز

التقت النائب ستريدا جعجع في معراب رئيس مركز جرف...

” صحتك خط أحمر “

القوات اللبنانية مركز بشري وبالتعاون مع مستشفى بشري الحكومي...

وطن جبران يحتضر … والعالم يحتفل بمئوية كتابه ” النبي”  

كتب جبران تحفته الأدبية الشهيرة “النبي” قبل قرن من الزمان (1923-2023)، وهي ما تزال في سطوعها، وتتصدّرالمكتبات العالمية بلغات عدة. وقد قالت ماري هاسكل عن “النبي” يوم صدوره :” … سيكون هذا الكتاب في المستقبل أحد رموز الأدب الإنكليزي. وفي ساعات الظلمة التي سنمرّ بها، سنفتحه لنكتشف أنفسنا من جديد، ولنجد أيضا في نفوسنا السماء والأرض ثانية. إنه من بين ما خطه الإنسان أكثر الكتب إمتلاء بالمحبة….”. وقال فيه الناقد الإيرلندي جورج راسل: “انه أحد أجمل أصوات الشرق في الغرب”….

يوم كتب جبران مقالته الشهيرة عن لبنان بعنوان ” لكم لبنانكم ولي لبناني”، عبّر فيها عن الأسى كله الّذي حمله في نفسه تجاه من جعلوا لبنان ساحة صراعات طائفيّة ومذهبيّة وحزبيّة، وتحالفات سياسيّة مقيتة شوّهت جمال لبنان. كان يعرف جيدا أن وطنه الجميل لبنان هو فسيفساء، وأن على جميع اللبنانيين أن يتعايشوا متصالحين مع أنفسهم ومع سواهم، وإلا وقعت الكارثة.

والكارثة حلت منذ عقود وما تزال مستمرة ومستعرة. وقال لمن لا يريدون لبنان على حقيقته التاريخية :  

“لبنانكم حيلة يستخدمها الثعلب عندما يلتقي بالضبع، والضبع حينما يجتمع بالذئب، لبنانكم صراع بين رجل جاء من المغرب ورجل جاء من الجنوب،

هو حكومة ذات رؤوس لا عداد لها،

ومرافئ وبريد وتجارة،

وكَذِب يحتجب وراء نقاب من الذكاء،

وخُطَبٌ ومحاضرات ومناقشات،

وموظفون وعمال ومديرون،

ووفود ولجان،

ومربعات شطرنج…”

اليوم، لبنان الذي حولته المنظومة الفاسدة الى دولة يتيمة بين الدول، وشعب بائس بين الشعوب، لم يعد يليق بلبنان جبران الذي اراده، ولا هذه السلطة جديرة بإعادة الدولة الى مكانتها.

يعيش لبنان، وسط حمى الأزمة الرئاسية المستعصية، وفي هذه المرحلة المفصلية والدقيقة والخطرة، نراهم  يفتشون عن اسم رئيس ويريدون الباسه مواصفات، كأنهم يفصلون ثوباً على قياس رجل لا يليق به. المشكلة انهم لا يريدون رجل دولة  قادراً على انقاذ البلاد والعباد، وقادراً على اتخاذ قرار ويمتلك الحكمة والصلابة والنزاهة لادارة البلاد.

لا يا سادة، ان القضية ليست قضية تعداد للاسماء، ولا عملية بحث عن ابرة في كومة من القش، بل القضية هي قضية قيام دولة على يد رجل دولة ( وهو موجود)، يحمل على منكبيه امانة وواجبا وطنيا. لبنان في حاجة الى رئيس للجمهورية من طينة الرجال الحكماء والابطال، يتمتع بمناقبية استثنائية لظروف استثنائية.

للتذكير: يوم ترك جبران بلدته ووطنه وهاجر الى بلاد الاغتراب، حمل بقلبه وفكره اسم بشري ولبنان الى العالمية، وبعد مماته حمل العالم معه الى لبنان وبشري، إنها أمثولة فاتعظوا.

غازي جعجع

spot_imgspot_img