يضيء هذا الكتاب على صفحات تاريخية من بلدة حصرون، البلدة التي تغنى بها الشاعر الفرنسي لامارتين ولقبها بـ ” وردة الجبل “.
مؤلف هذا الكتاب جاك السيد، ليس صحافيا ولا روائيا أو مفكرا او مؤرخا ً ، انما حبه لبلدته دفعه بالكتابة عنها . لقد انتظر ان يصادف شخصا يكتب عن تاريخ حصرون، كما الكثيرين الذين كتبوا عن قراهم وبلداتهم، لكن للاسف هذا الأمر لم يحصل. عام 2014 قرر القيام بهذه المهمة وبدأ بالكتابة. مهمته لم تكن سهلة، لكن اصراره على الكشف على تاريخ حصرون كان اقوى، فبدأ بالبحث عن المراجع والمصادر التاريخية بالمكتبات وعند الاصحاب والمعارض، كي يكون عمله موثّقا.
الدافع الاكبر عند جاك السيد هو :” أن نكتب كي يقرأ الجيل الجديد ويتعلّم من التاريخ، لأنّ الشعوب التي لا تُحافظ على تاريخها ، يكون مصيرها الزوال، ونسيان الماضي يؤدّي إلى فقدان المستقبل”.
استمر العمل في الكتاب سبع سنوات، وثق 150 مرجعا ومصدرا تاريخيا، شملت روايات من بعض كبار السن الحصارنة قبل رحيلهم. فتحول الكتاب الى مرجع تاريخي يحاكي الأحداث التي مرت بها حصرون وابناؤها عبر كل العصور، أي منذ نشأة البلدة وتكوين المجتمع الحصروني الماروني، حتى يومنا الحاضر. يمكننا ان نتعرّف من خلاله، على التاريخ الكنسي والاقتصادي والاجتماعي والزراعي والانمائي والسياسي وعلى المعالم الأثرية والدينية في حصرون، بالاضافة الى تاريخ ونشأة الجمعيات الاجتماعية والروحية، وتاريخ الهيئات الادارية والخدماتية وانشاء المدراس والى قسم كبير عن رجالات الدين وعلماء حصرون، ون شفيع البلدة وحاميها القديس “مار لابي الرسول”.
باختصار، يقول مؤلف الكتاب : ان “كتاب صفحات من تاريخ حصرون” هو كتاب حنين للماضي. هو قصة ارض وشعب. ارض نفتخر بالانتماء لها، وشعب نعتزّ بالتحدّر منّه. هو كتاب الوفاء لحصرون ومن القلب إلى القلب. كما ان معرفة الماضي والتراث في عمقه التاريخي وبمظاهره المتعددة، تعتبر الشرط الاساسي لادراك الهوية والحضارة ولتنمية الشعور بالانتماء . وبقدر ما نحب نؤمن ونتحرر”.
وكانت لجنة وقف رعية حصرون، قد أطلقت برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالنائب البطريركي على أبرشية الجبة وأبرشية زغرتا – إهدن، خلال لقاء أقيم في باحة أوتيل “شمعون”، المجلد الأول من سلسلة ” ذاكرة حصرون”، تحت عنوان “صفحات من تاريخ حصرون”، الذي أعده ابن بلدتها جاك فيكتور السيد، بإشراف الخوري الدكتور جورج يرق ومراجعته، وذلك بتاريخ 27 آب 2022. وقد تحدث خلال اللقاء كل من : سيادة المطران النفاع، الدكتورعصام خليفه، الخوري الدكتور جورج يرق، الخوري القاضي انطونيوس جباره ومؤلف الكتاب