جبران خليل جبران يعود الى نيويورك يعد مغادرتها بتابوت
بدءاً من 24 نيسان 2023 فتحت الأمم المتحدة أبوابها لزوار معرض” The Prohet” الذي استمر 3 لمدة أيام. ويأتي هذا المعرض لمناسبة مرور أول 100 عام على صدور كتاب “النبي” للكاتب والرسام اللبناني جبران خليل جبران، الراحل في 10 نيسان 1931 بعمر 48 عاماً ضحية لمرض السل وتليّف الكبد في نيويورك، حيث عاش آخر سنوات اغترابه في الولايات المتحدة.
جبران الذي غادر مرفأ نيويورك جثمانا في تابوت نقلته باخرة لدفنه في 1932 ببلدة “بشرّي” عاد إلى نيويورك عبر مخطوطات ولوحات ووثائق وأدوات رسم كان يستخدمها، وتم نقلها من متحفه الخاص في البلدة لعرضها بمقر المنظمة الدولية في المدينة، حيث من المرجّح أن يشاهد الزوار فيديو هو الوحيد لجبران حتى الآن. وأهم المعروض أيضا، هي 23 لوحة من أعماله، كما و7 دفاتر مخطوطة بيده، بينها اثنان لكتاب “النبي” نفسه.
كتاب “النبي” الذي ألفه بالإنكليزية، وتمت ترجمته إلى 105 لغات، والمعروف عنه أنه “بين الأكثر مبيعا بالعالم كل عام” ففيه برز كفيلسوف، مع أنه تلقى تعليما محدودا منذ هاجر في 1895 طفلا عمره 12 عاما مع عائلته إلى بوسطن.
وقد انتقلت المعروضات من «متحف جبران» في بشري (شمال لبنان) إلى أميركا، لتُعرض في مبنى الأمم المتحدة، لمدة ثلاثة أيام. ويقول مدير متحف جبران، جوزيف جعجع: “إن المعرض يحضَّر له من قبل حلول الوباء، وشاءت الظروف أن يتأجل تكراراً، ليصبح جزءاً من احتفالات مئوية (النبي). ووصلت اللوحات قبل ما يقارب الأيام العشرة من الافتتاح إلى أميركا، كي ترتاح، وتمضي فترة التأقلم المناخي قبل أن يعاد فتحها وتعليقها. وفترة الانتظار هذه والتأقلم مع المكان الجديد، ضرورية للأعمال التشكيلية، كي يمكن تحريكها والتعامل معها دون أن تكون حساسة وقابلة للتلف بسرعة، وتصيبها الأعطاب». وانتقل جعجع إلى نيويورك ليشرف على المعرض ويرافق الأعمال حتى عودتها إلى بشري.
المعرض هو من تنظيم مدير المتحف جوزاف جعجع والصحافية اللبنانية في نيويورك سمر نادر، وبتمويل ورعاية من «جامعة البلمند» في لبنان و”الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم – مجلس أميركا”.
واللوحات المعروضة تدور على ثلاثة محاور رئيسية: 12 لوحة منها هي من كتاب «النبي». والمجموعة الثانية رسمها جبران من وحي وادي قاديشا، والطبيعة الساحرة في بلدته بشري التي تركها مهاجراً إلى أميركا وهو في سن الثانية عشرة، وبقيت مصدر وحي وإلهام له في أعماله كتابة ورسماً. ويمكن لأي زائر للبلدة، أن يدرك مدى تأثر الفنان بهذه المشاهد الجبلية المهابة في موازاة الوديان السحيقة. أما المجموعة الثالثة من اللوحات فهي للنساء اللواتي تعرف إليهن جبران في نيويورك، مثل ماري هاسكل التي كان لها دور أساسي في مسيرته الإبداعية وشارلوت تيلر وأخريات. وكان واللافت في المعرض الحضور الديبلوماسي الكثيف على صعيد كافة الدول ، والمميز أيضاً كمية الحضور اللبناني من مختلف الولايات الأميركية ، والتغطية الإعلامية لوسائل إعلام محلية ودولية .
شهد المعرض في الأمم المتحدة في نيويورك اقبال كثيف، بحيث شهد المعرض كثافة بالحضور تزيد عن قدرة الصالة الاستيعابية في يوم الإفتتاحية. واللافت في المعرض كان الحضور الديبلوماسي الكثيف على صعيد كافة الدول ، والمميز أيضاً كمية الحضور اللبناني من مختلف الولايات الأميركية ، والتغطية الإعلامية لوسائل إعلام محلية ودولية .