” مسيرة الكوميديا بلبنان حكاية نضال كبيرة مرق عليها كبار تاركين ذكريات مش ممكن تموت وضحكات بعدو صداها بقلب كل بيت. فاتوا عا قلوبنا لمسة أمل وصارو الناس مآمنين إنو مقابل كل دمعة كان في بسمة تمحيها. منذ إنطلاق تلفزيون لبنان والمشرق عام 1959، صار الكل يقعد قدام صندوق الفرجة، يتابع البرامج والأخبار. صحيح كان الراحل فيليمون وهبة يحكي ويضحّك الناس، لكن تاريخ 10 تشرين الأول 1960 كانت فعلياً الإنطلاقة الحقيقية للكوميديا بلبنان، مع أول ظهور لـ”أبو سليم الطبل” بمسرحية المسافر. غيّر الكبير صلاح تيزاني مفهوم التلفزيون اللي كان بالأصل مفكرينو للناس المقتدرة. وصار الكل ينطر إطلالتو مع الفنان محمود مبسوط فهمان ببرنامج “أبو سليم”. وفي آب 1962 صعد نجم الفنان حسن علاء الدين شوشو ببرنامج العم شامل الخاص بالأطفال، بدور الولد الأبله وناضل عبر برامج متعددة لزرع البسمة على وجوه الناس. وبعدها، كرّت المسبحة، والكل بيتذكر إيفيت سرسق عام 1969 اللي كانت أول إمرأة بتقود فرقة تمثيلية كوميدية. ومعها برز ميشال تابت، سامي خياط وغيرن كتار. وببداية السبعينات، فاجأ نجيب حنكش الناس بموهبتو وبخفة دمو، وما حدا بيقدر ينسى مفاجأة كذبة أول نيسان 1971 لما أعلن زواجو وهو كان أشهر عازب بلبنان عا حد قولو. 1972، تعلّق الناس بالمبدع والظاهرة الفريدة رياض شرارة والروح المرحة والنكتة اللي رافقتو بكل مشوارو الفني. وببداية السبعينات، فات نبيه أبو الحسن عا بيوتنا، وكان أخوت شاناي مراية لكل لبناني يأسان من الوضع والشواذ. ليش هيك؟ ما هي الدنيا هيك، ما هيك يا مختار؟ كانت الجملة اللي حفظها اللبنانيين سنة 1975 غير كلمة “علقت عالمحاور”، وكانوا ينطروا الحلقات تا يشوفوا، فريال كريم، محمد شامل، الياس رزق، علياء نمري، ماجد أفيوني، يوسف فخري، أماليا أبو صالح وكتار غيرن.. جن البلد بالحرب القاسية، بس كان في أربع مجانين غير شكل، فيليب عقيقي، أيلي صنيفر، صلاح مخللاتي وحنا معلوف اللي أسروا الناس قدام التلفزيون حتى بالملاجىء، بمسلسل اربع مجانين وبس.
أما بالمسرح فكان زياد الرحباني عم يبرع بأعمالوا وكانت كل مسرحية عملها بعكس إسم مسرحيتو الشهيرة شي فاشل.
وبالعودة للبرامج التلفزيونية، كلنا منتذكر فارس إبن إم فارس عام 1983 اللي برز جيل جديد ورسم مشوار الكوميديا بالثمانينات، مع فؤاد عواد، جان خضير وغيرن، وصولا الى الفنان إبراهيم مرعشلي اللي مستحيل حدا ينسى مسلسل المعلمة والأستاذ اللي بلش أول حلقة إلو بـ 4 تشرين الأول 1984 مع هند ابي اللمع وليلى كرم وبيار جماجيان واحمد خليفة وغيرن كتار.
(ظريفة يا ظريفة عقلاتك شو خفيفة).
وبالثمانينات مين في ينسى الفنانة فريال كريم وهضامتها بـ”إبراهيم أفندي”.
لا شك تاريخ المسرح الكوميدي الشانسونييه هو من تاريخ الكوميديا اللبنانية، الا إنو نوعية الأعمال بعد الحرب إختلفت، مع مسرح الساعة 10 مع بيار شماسيان وأندريه جدع وليلى إسطفان. ومسرحيات وسيم طبارة ومحمد شبارو وكريم ابو شقرا، كابي حويك وشادي مارون وريمون صليبا، ماريو باسيل بالـComedy nights وغيرن كتار . وبالتسعينات بلّشت حكاية الكوميديا مع بيت خالتي وكبريال يمّين صابر، وطوني مهنا، جورج الأسمر دارا وأسعد الحداد فرمة وغيرن… وكان الكل ينطر إطلالات إيلي أيوب ومارون نمنم وجورج حريق بالحفلات والبرامج المتنوعة.
ومع فن التقليد كان الألمع عالأكيد باسم فغالي اللي تميّز بإطلالاتو وما ترك حدا من شرّو.
وعلى صعيد البرامج الكوميدية، أسس برنامج Slchi نوعية جديدة من البرامج على شاشة الإم تي في، وكانت الإنطلاقة للممثل عادل كرم وكتار غيرو متل فادي رعيدي وطوني أبو جودة وزهير البابا ونتالي نعوم ونعيم حلاوي ورولا شامية اللي إجتمعوا مع الممثل عباس شاهين ببرنامج “لا يمل” وكرّت سبحة البرامج التلفزيونية الكوميدية لليوم. وكمان كانت برامج مارك قديح، جورج خباز وكتار غيرن اللي حاولوا بالضحكة يقلبوا واقع لبنان السياسي بالتسعينات. كما برز Stand up comedians، متل نمر بو نصار يلّي قدر يوقف على كبريات المسارح العالمية وقدم كوميديا بتشبهنا وبتحكي واقعنا.. وفؤاد يمين اللي قدر يثبت حالو بتاريخ الكوميديا اللبنانية متلو متل عباس جعفر وباميلا الكك وكتار غيرن من الوجوه الجديدة. أسامي كتار.. منن فلوا ومنن بعدن مآمنين إنو الضحكة هي الطريق الأقصر للدخول الى قلوب الناس… وهيك.. قد ما نحكي بيضل قليل لأنو حكاية النضال مستمرة بالضحكة..
الضحكة يلّي متل المحاية حملناها تنمحّي هموم الناس.. الناس اللي ضلّت عندا ثقة بهالضحكة وعلى رأسن رئيسة “مهرجانات الأرز الدولية” النائب ستريدا جعجع ، يلّي حطّت إيدا بإيد كل هالفنانين اللي معنا الليلة لتأكّد انو الإبتسامة هي أفضل وسيلة للنضال اللي عم نعيشو واللي أرادت انو يكون هوي عنوان هالموسم من المهرجانات..
وحتى نقول للعالم انو بعدنا بألف خير ما زالنا بعدنا عم نضحك.. والدليل انو نحنا موجودين الليلة هون من أعلى منبر بلبنان تنخبّر حكاية نضالنا، وتنودّي ضحكتنا لكل العالم..