القطاع الزراعي في منطقة بشري، قطاع اساسي يعتمد عليه 70 % من أهلنا لتأمين عيشهم وحياتهم الاجتماعية. وترتكز مقومات هذا القطاع على التفاح الذي شكل على مدى سنوات طويلة علامة فارقة، نظرا ً لجودته ومذاقه المميز. وقد أصبحت شجرة التفاح عندنا رمزا ً حضاريا ً وثقافيا .ً لكن خلال السنوات الاخيرة، ونتيجة الاوضاع الامنية المحيطة بنا واغلاق الحدود البرية ، والانتقال الى التصدير البحري، بدأ المزارع يعاني الكثير من الأزمات التي لا تبدأ بتعذر التصريف وارتفاع كلفة الإنتاج والمنافسة في الأسواق المحلية والعربية، ولا تنتهي بتغير العوامل المناخية وغيرها. ولا يخفى الامر على أحد، ان نائبا المنطقة يوليان هذا الموضوع الاهتمام الدائم، ومعهم أيضا ً اتحاد البلديات وبلديات المنطقة. الكل مجند لاحداث فرق في هذا القطاع، لاعادة الامل الى اهلنا بمستقبلهم ومستقبل أبنائهم وانتاجهم الزراعي الذين راهنوا عليه لسنوات طويلة. لكن الامر يحتاج الى مثابرة ووقت، والى تأقلم والتزام المزارع بتطبيق التعليمات والتوجيهات التي ستعطى له تباعا ًمن خلال الدورات واللقاءات والارشادات في مكاتب البلديات الزراعية.
مواكبة التطور والحداثة من اجل انتاج افضل ومردود اكبر
منذ وصول نائبي منطقة بشري الى سدة المسؤولية، بداءا العمل في نهضة القطاع الزراعي بالتنسيق مع اتحاد البلديات والبلدات ، وكانت الامور تتطور تباعا ً، بالتزامن مع نهضة قطاع البنى التحتية الذي كانت اولويات العمل فيه ملحة وضرورية كونه المدخل الاساسي لباقي القطاعات. نفذنا اربع برك للري في بلدات: بقاعكفرا، بقرقاشا، بزعون وحصرون، كما تم تنفيذ قنوات وشبكات للري في حصرون، حدشيت، بقاعكفرا، بشري، بقرقاشا وبزعون، في بشري نفذ مشروع الري على النقطة. والاهم،هو اعادة تفعيل التعاونيات الزراعية في المنطقة، وانشاء أخرى في البلدات التي لم يكن يوجد فيها تعاونيات. ومؤخرا ً أسسنا ” المكتب الزراعي في قضاء بشري ” في مركزالاتحاد ليتولى متابعة العمل مع التعاونيات والبلديات والمزارعين. اذا ورشة العمل الفعلية بدأناها من خلال اقامة دورات توعية وحملات ارشاد للمزارعين مع مهندسين مختصين. انطلقنا في ورشة اصلاح القطاع الزراعي، وتبين ان العديد من المزارعين لا يزالون يتبعون الاساليب القديمة في استعمال الادوية الزراعية او الري او اختيار الغرسات الجديدة بطريقة عشوائية قد لا تتلاءم مع نوعية تربة ارضهم . فاذا أراد المزارع تحسين أنتاجه ونوعيته وجودته وبالتالي تحسين أوضاعه الاجتماعية، فقد فتحت الفرصة امامه، وعليه مواكبة التعليمات والارشادات التي سوف تعطى له باستمرار من خلال مكاتب الزراعة في البلديات والالتزام بها من أجل مصلحته. ان اعادة تطوير هذا القطاع يتطلب اعادة النظر في العديد من اصناف شجر التفاح المزروعة عندنا والاصول المتبعة، واستبدالها بأصناف تتميز بانتاجها المبكر وجودتها العالمية. بالمقابل، واستكمالا ً لهذه الخطوات التي تحدثنا عنها، فقد أنشىء وبمسعى من نائبي المنطقة ستريدا جعجع وجوزيف اسحق،معملاً لفرز التفاح في بيت منذر، وافتتح في شهر ايلول الماضي، وظيفته الاساسية والضرورية تهيأة محصول التفاح من ضمن الشروط والمواصفات المطلوبة عالمياً. وبهذه الخطوة نكون قد فتحنا امام مزارعي منطقتنا الطريق لتصدير مواسمهم الى الخارج.
