استطاعت القوات اللبنانية في الانتخابات الاخيرة، وبأدائها المميز، ان تبدّل المقاييس. ان نظرة متكاملة للعملية الانتخابية، اعداداً ومتابعة ونتائج، تثبت من دون شك، ان القوات اللبنانية كانت الفريق الاكثر تنظيماً وانضباطاً، ما ادّى الى حصولها على هذه النسبة العالية من الفائزين بالمقاعد النيابية. فقد تقدّم الى الترشح من القوات، 19 شخصاً، فاز منهم 16، اي بسبة اكثر من 84 بالمئة، وهي نسبة قلما سجلت في تاريخ الانتخابات النيابية في لبنان. وهذا يثبت ايضاً ان المجتمع المسيحي قد اعطى ثقته لـ القوات ولرئيسها الدكتور جعجع، بالاقتراع لمرشحيها الذين فازوا باصوات المسيحيين وليس باصوات غيرهم، كاولئك المتبجحين رياءً. وفي المحصلة، يكون الدكتور سمير جعجع هو زعيم المسيحيين من دون شريك، ابى من ابى، ورضي من رضي.
القوات اللبنانية حصدت نتيجة عملها التنظيمي السياسي – الحزبي من العام 2005 حتى العام 2018، وخياراتها الانتخابية القائمة على قاعدة الحفاظ والثبات في مبادئها، وكعادتها من دون المساومة على اي مبدأ من المبادئ التي تؤمن بها، بالاضافة الى القرار التاريخي الجريء الذي انتج المصالحة المسيحية – المسيحية، وختم الجرح المسيحي، وقرار ملء الفراغ الرئاسي بعد قرابة العامين ونصف العام على فراغ مفتعل لغاية في نفس يعقوب ما، خارج حدود الوطن وداخله،قرارات تاريخية جريئة اتخذها سمير جعجع فاحدثت تحولاً في المزاج الوطني بشكل عام والمسيحي بشكل خاص، افضى الى النتائج التي حصدتها القوات في الانتخابات.
- كبير انت يا سمير جعجع، معك ارتفعت الاستقامة، يوم حملت همّ الوطن لتعبر به الى فسحات الحرية والاستقلال والدولة الصحيحة.
- كبير انت بقامتك الوطنية التي لم تبع رجولتها وتعلقها بالارض والناس، ورغم حقد الحاقدين عليك، فلن يتمكنوا من ان يشوهوا تمرّد الكبار وفروسية اخلاقهم واباء وطنيتهم.
ان طموح الكثيرين من الذين يتعاطون السياسة عندنا، هو ان يذكرهم التاريخ كابطال شعبيين في حال وصولهم الى الندوة البرلمانية، ولمّا لم تمكنهم قاماتهم، ولن تمكنهم، من بلوغ هذا المرتجى، يتضاعف حقدهم ويسارعون الى رشق المدى بالحصى، فيرذلهم التاريخ نفسه، ويطوي النسيان صفحتهم.