مشاكل تصريف انتاج التفاح من منطقة بشري مزمنة، وظن كثيرون انها مستعصية ولن تجد لها حلا ّ. سنوات طويلة والتخبط سيد المواقف، والاحتجاجات كانت تضيع سدىً. فلا الدولة بادرت الى ايجاد حل ّ دائم، واستمرار سياسة ” النق “لم توصل الى حل جعلت من المزارع يكفر بالتفاح، وكثيرون منهم تركوا أرضهم بورا ً. والذي زاد من يأسهم اقفال المعابر البرية مع سوريا بسبب الحرب الدائرة فيها. اضافة الى الحروب في العراق وليبيا وهبوط سعر صرف الجنيه المصري امام الدولار الاميركي. ومثلما درجت القوات اللبنانية على ايجاد حلول فعلية للمشاكل التي تعانيها المنطقة، دخلت جدياً لحل مشكلة التفاح في المنطقة فكانت الخطوة الاولى معمل عرابة للتفاح، رئيس شركة “شاباس” السيد طوني كيروز يلقي الضوء على مشروع عرابة التفاح.
انت رجل ناجح في عالم الرياضة وعندك أكثر من نادي رياضي في لبنان ، فما الذي جاء بك اليوم الى عالم القطاع الزراعي في بشري وتحديدا ًالتفاح ؟
في الحقيقة بعد لقائي بالدكتور سمير جعجع وتبادل الاراء في موضوع مشكلة تصريف قطاع التفاح وقد ابدى اهتماما كبيرا في هذا الملف كونه قطاعا مهما ليس فقط في منطقة بشري فحسب بل وفي لبنان ككل . وانطلاقا ً من نجاحي في عالم الاعمال والرياضة وشبكة العلاقات الواسعة التي انا على تواصل معها، فقد طلب مني الحكيم ،اعداد دراسة مفصلة عن هذه المشكلة مع ايجاد حل لهذه المعضلة. من هنا بدأت المشوار في هذا القطاع وقمت بنقلة نوعية في أعمالي وأخترت التزامي الكامل به.
من كان الدافع وراء هذا المشروع المهم الذي ينتظره جميع المزارعين في بشري والمنطقة ؟
في الواقع الدافع الاساسي هو الحكيم الذي كان وما يزال همه الأكبر مساعدة المزارعين الذين يعيشون من هذا القطاع بتصريف انتاجهم خصوصا في منطقة بشري والجوار .
على أية اسس بنيتم مشروعكم الجديد ؟
مشروعنا الجديد بني على اسس وطنية واجتماعية بحتة ، الدكتور جعجع من بشري وكوني أيضا من هذه المدينة العزيزة ولنا تعاطف مع أوجاع اهلنا في المنطقة والجوار،لذا كان لنا أن نبادر بأية طريقة لتقديم حل لأزمتهم المزمنة في هذا القطاع المهم لديهم وبذلك يكون دافعا قويا لمشاريع مماثلة على صعيد الاراضي اللبنانية .
من دعمكم في مشروعكم ماديا ً ومعنويا ً؟
الدعم المعنوي يعود الى ابناء بشري ومحيطها الذين ينتظرون هذا المشروع بشوق منذ سنوات وعلى رأسهم الحكيم الذي يتابع سير المشروع بتفاصيله.أما الدعم المالي جزء منه يعود الى المنظمة الاميركية USAID من خلال شركة DAI(LIVCD)التي لديها برنامج لتمويل القطاع الزراعي. وجزء آخر موّلته شخصيا ً والمبلغ المتبقي أمنته من خلال قرض مصرفي.
متى أسستم الشركة ؟ وممن يتألف مجلس ادارتها ؟ وماذا يعني اسمها ؟
الشركة تأسست سنة 2014، وانتقلت ملكيتها الى انطوان بولس كيروز سنة 2017، وهو يرأس مجلس ادارتها االمؤلف من الدكتورة ليلى جعجع وزياد طوق، ومديرها التنفيذي امادو الفخري. اما اسمها فمعناه في اللغة الاوغاريتية “اله الشمس”، وفي اللغة الفينيقية ” شعلة الالهة “.
على ماذا يرتكز مشروعكم بالتحديد ؟ وماذا ستقدمون من جديد للمزارعين ؟
نحن في الواقع مقتنعين بفعالية هذا المشروع كونه فريد من نوعه على صعيد لبنان وأنا على يقين ليس في لبنان فقط انما في المحيط العربي، مشروعنا هو كناية عن عرابة كبيرة للتفاح بتقنية عالية وحديثة جدا تعمل على فرز التفاح بطريقة متقدمة بغية تصديرها الى الاسواق الخارجية بشكل مختلف كليا عن السابق وبمعايير عالمية .
مع من تتعاونون في هذا المشروع ؟
تعاوننا مع اتحاد البلديات والبلديات في المنطقة وخصوصا بلدية بشري. بالاضافة الى ومنظمة ال USAID وجمعية ” مؤسسة جبل الأرز” التي سهلت لنا انطلاقة المشروع من خلال قطعة الارض التي تملكها في بيت منذر والتي استعملنا من مساحتها 6000 م2.
كم ستبلغ كلفة المشروع ؟
كلفة المشروع الاجمالية تبلغ 1.400.000 $ مليون وأربعمئة الف دولار.
متى ستبدأون العمل فيه ؟
العمل جار حاليا في المشروع، فقد بدإنا بتشييد المستوعب الكبير وقمنا بطلب ماكينة التعريب التي ستصل اواخر شهر ايار المقبل. وسنباشر العمل فعليا في شهر حزيران.
ما هي آلية العمل التي ستنطلقون منها ؟ وكيف سيكون تواصلكم مع المزراعين ؟
في الواقع نحن على تواصل دائم مع المزارعين من قبل فريق عمل مباشرة معهم وبالتنسيق مع البلديات و منظمة ال USAID ، وتمّ تحضير برامج توعية وارشادات الى المزارعين لتحسين الانتاج والجودة. وبلدية بشري تجري حاليا ً دورات توعية ولقاءات مع المزارعين.
هل من شروط محددة لتستقبلون التفاح من المزارعين ؟
بالطبع هناك شروط لاستقبال التفاح اذا كنا نريد أن نضاهي ونجاري الاسواق العربية والاجنبية ،على المزارع الالتزام بالارشادات المطلوبة بحيث على المحصول أن يرش بطريقة صحيحة وبأدوية معينة وسيكون هناك تواصل مع المزارعين بمساعدة البلديات قبل الوصول الى القطاف من اجل انتاج أفضل لتقديمه الى الاسواق العربية والاجنبية.
لماذا اخترتم بيت منذر مركزا ً لمعملكم ؟
موقع بيت منذر في وسط القضاء بحيث يسهل حركة التواصل مع المحيط وصودف وجود مساحة ارض كبيرة تخصّ جمعية جبل الارز قمنا باستئجار جزء منها لبناء هذا المشروع.
ما هي الخدمة التي ستقدموها الى المزارعين ؟
الخدمة التي سنؤمنها لاهلنا هي بتصريف محاصيل التفاح وبشكل مستمر ودائم. وريثما تتعود الاسواق الخليجية والاوروبية على استيعاب واستقبال نوعية التفاح اللبناني الجديدة سيرتفع سعره، وبذلك نكون قد خدمناهم وأعطيناه الثقة والراحة لاستمراره باكمال الحركة الانتاجية له.
هل هذا المشروع سيكون بداية نهاية عذابات المزارعين لتصريف انتاجهم وتأمين لقمة عيشهم بكرامة فلا يعودوا مرتهنين للظروف والاوضاع الغير مستقرة ؟
طبعا طبعا طبعا واننا نشدد الى ضرورة الالتزام بمعايير الاهتمام بالمحصول بحيث كلما كان اهتمام المزارع البشراوي والتزامه بالمعايير المطلوبة لتقديم افضل انواع التفاح سنقوم بدورنا وبشكل مستمر ودائم الى تسويق الانتاج في الخارج وانشاء الله سترون أنه بخطوة التطور هذه التي سنتخذها خصوصا بعد ادخال المكننة الحديثة والمتطورة الى منتوجنا سنرفع من انتاجنا وتصديره. لذا قمنا بخطوة سباقة في منطقتنا، وبعد اليوم لن يعبأ المزارع بكيفية كسب رزقه تحت اي ظرف كان.
