بعد عقود من الحرمان والعقاب الرسمي والسياسي لمنطقة بشري، نتيجة انتمائها الى الخط الوطني التاريخي المتمثل بالقوات اللبنانية ، وصل النائبان ستريدا جعجع وايلي كيروز الى سدة المسؤولية ، منطلقين من معاناة طويلة ودينامية نضالية فريدة في وجه القمع والمنع ومن هموم الناس وتعبهم ، ليحملا هذه الهموم في قلبهما وضميرهما …. انصرفا الى دراسة واقع المنطقة ، وكان الهم ّ الاساسي عندهما توفير كل الظروف والمقومات ليبقى ابناء هذه المنطقة صامدين ومتجذرين في بيوتهم وارضهم ووطنهم . كما أدركا ان الانماء الحقيقي يجب ان يتخطى الحجرليصل الى البشر أنفسهم ، فكان الانسان عنوان وجوهر رهانهما الانمائي ..
امرأة طموحة تحول الحلم الى حقيقة
منذ أكثر من ثلاثة عقود وأهالي وشباب منطقة بشري يحلمون ببيت للطالب الجامعي ، وظل هذا الحلم يراودههم ، الى أن جاءت النائب ستريدا جعجع وحولت حلمهم الى حقيقة ، وابصر النور ، وتحقق بيت الطالب الجامعي لطلاب منطقة بشري الذي سيجمع شبابنا وشاباتنا تحت سقفه ، ضمن بيئة محصنة اخلاقيا ً واقامة لائقة مجهزة بكل المتطلبات العصرية التي تسمح للطالب بالتفرغ الكلي لدراسته واعطاء افضل النتائج . فيكون منزلهم المؤقت في مراحل تخصصهم الجامعي ، لتبقى بيوتهم فوق صامدة ببشرها وحجرها فلا تستنزفها الهجرة الداخلية وتفرغها من أهلها .
اذا ، بيت الطالب الجامعي في ضبيه تقف وراءه إمرأة طموح ، عملت لتحقيقه طوال عشر سنوات بجد ومثابرة ، وتعتبره من أهم الانجازات التي تقدمها لاهالي المنطقة ولمستقبل أبنائهم الجامعي والثقافي . خاصة وأننا نعيش في عصر لا مكان فيه لمن لا يواكب الثورة العلمية والتكنولوجيا . والمجتمعات المتقدمة والمتطورة وبناء الاوطان هي بحاجة دائمة الى العناصر الممتازة والتي يعتمد عليها . لقد التف حول النائب جعجع مجموعة من الخيرين ، آمنوا بفكرة وأهداف هذا المشروع الغير تجارية والتي ستساعد على خلق جيل مثقف يؤمـّن مستقبله ويحمل قضية وطن سيد حر ّ مستقل ، ولا يعود مضطرا ً للتسكع على أبواب أحد لطلب وظيفة اوعمل .
اختيار المكان وهندسة المشروع
لم يكن قرار اختيار الارض سهلا ً، واخذت الامور وقتا طويلا ً، وجرت معاينةً الكثير من الاراضي المعروضة للبيع والممتدة من جبيل وصولا الى نهر الموت ، وكانت قناعة القيمين على مؤسسة جبل الارز ايجاد نقطة وسطية تسهل وصول الطلاب الى الجامعات التي سيختارونها دون تحميلهم تكاليف اضافية . فوقعّ الخيار على منطقة ضبيه واشترت مؤسسة جبل الارز قطعة ارض مساحتها 6500 م2 .
والكل يعلم انه للوصول الى هندسة بناء متطور وعصري ، يجب اللجوء الى مكاتب هندسية عريقة عندها خبرات عالية . فوقع الخيار على دار الهندسة – شاعر ، أفضل المكاتب لهندسية في الشرق الاوسط . وجاءت المبادرة من رئيس الدار المهندس طلال الشاعر بعد لقائه النائب ستريدا جعجع في يسوع الملك ، بتقديم الدراسات والخرائط الهندسية والفنية مجانا ً.
وبين خيار ان تكون هندسة المبنى حديثة او على الطراز اللبناني ، وعلى رغم الفارق بأسعار الكلفة ، أختير الطراز الحديث ، لانه وبحسب رأي المهندسين المختصين ، يعطي الطلاب راحة نفسية .
بعد الانتهاء من الدراسات والخرائط المطلوبة ، انتقل العمل للحصول على الرخص القانونية. وفي لبنان تحتاج مثل هكذا معاملات الى وقت طويل ودفع الاموال . لكن بفضل المتابعة الدؤوبة للنائب جعجع وملاحقتها لادق التفاصيل ، سهّلت وسرّعت العمل في الدوائر الرسمية من : نقابة المهندسين الى المكتب الفني واتحاد بلديات المتن ووزارة السياحة والمجلس الاعلى للتنظيم المدني الى بلدية ضبيه . وقد أوكلت مهمة هذه المتابعة الى النقيب جوزيف اسحاق الذي انجزها ، وحصلت ” مؤسسة جبل الارز ” التي تمتلك المشروع وتنفذه ، على جميع رخص البناء والاذن بالمباشرة بالعمل .
توقيع عقد تلزيم المشروع ووضع حجر الاساس
يوم وقع عقد تنفيذ بيت الطالب الجامعي في ضبيه بين مؤسسة ” جبل الارز ” ممثلة برئيستها النائب ستريدا جعجع وصاحب ومدير عام شركة ” أبنية ” للهندسة والتعهدات المهندس مارون الحلو ، بتاريخ 26 تشرين الاول 2016 ، قالت النائب جعجع : هذا النهار هو نهار مميز جدا ً، وانا مسرورة جدا ً لاننا نوقع فيه عقد تنفيذ بيت الطالب . كما سأكون مسرورة أكثر يوم افتتاحه بعد ثلاث سنوات كما هو مذكور في العقد ” .
المهندس مارون الحلو قال : انا أريد أن أشكركم لانه على الرغم من الذي تفعلونه على المستويين السياسي والوطني ، فانكم من خلال مشروعكم النبيل هذا تساهمون فعلا ً ببقاء شبابنا في وطنهم . وهذا المشروع يتحدث عن نفسه وهو قدوة للقوى السياسية كي تتنافس على ما فيه مصلحة شباب لبنان ومستقبلهم . وما سأساهم به في هذا المشروع هو نابع من قناعاتي وايماني بخطوتكم الانسانية ” . بعدها زار أعضاء ” مؤسسة جبل الارز ” الارض في ضبيه يرافقهم الكهنة شربل مخلوف وهاني طوق وطوني جباره وميلاد الكورة ، حيث تليت صلاة التقديس ووضع البخور ورشت المياه المقدسة ليبارك الله هذاالمشروع .
استراتيجية بناء مشروع بيت الطالب – مواصفات وجودة عالية
من أجل أن يكون تنفيذ هذا المشروع من ضمن المعايير المطلوبة ، ونزولا ً عند رغبة النائب جعجع ، عينت ” مؤسسة جبل الارز ” المهندس نديم سلامه من دار الهندسة – شاعر مشرفا ً ومراقبا ً استشاريا ً على المشروع . وفي كل مرحلة من مراحل التنفيذ ، كانت المواد تخضع لفحوصات المختبر للتأكد من جودتها ومتانتها ومطابقتها للمواصفات المطلوبة ، مثل الباطون الحديد ، احجار الخفان ، الالومينيوم ، واعمال الكهرباء والميكانيك وغيره . وقبل استعمال أية مادة ، كان على المعني التقدم بطلب رسمي الى الاستشاري للحصول على موافقته لاستعمالها في المشروع .
يقول سلامه : كل اسبوع كانت يعقد اجتماعا لتقييم الاعمال التي نفذت فنيا ً وتقنياً. ومع نهاية كل شهر كانت أرفع تقريرا ً الى الهيئة الادارية ” لمؤسسة جبل الارز ” ابلغهم فيه عن تقدم اعمال البناء ، وما اذا كان هناك من مشاكل تعترض الاعمال ، ليتم معالجتها ، وتسديد المستحقات المالية الشهرية تبعا ً لتقدم أعمال البناء .ولم تختلف طريقة تعامل الاستشاري مع مواد البناء عن طريقة التعاطي في اختيار التجهيزات والاثاث وكافة التفاصيل الفنية الاخرى التي يحتاجها المبنى . فالنائب جعجع كانت تعقد اجتماعات دورية مع مهندسين مختصين مكلفين من قبل دار الهندسة – شاعر هما عقل عقل وباتريك بستاني بحضور المهندس الاستشاري نديم سلامه لاختيار الانسب والاجود من المواد التي تتلاءم مع هندسة المشروع . كما زارت أكثر من معرض لاختيار المفروشات الحديثة المناسبة .
والتقت جعجع أصحاب الشركات والموردين Suppliers “ “ الذين قدموا عروضات للمواد والتجهيزات المطلوبة للمبنى ، وشرحت لهم الهدف والغاية من هذا المشروع ، فتجاوبوا مع طلبها وقدم البعض مواده مجانا ً والبعض الاخر قدم أرباحه دعما ً لهذا المشروع – الرسالة .
ولان النوايا صافية، والانسان الخيّر يجمع حوله الخيرين، سارت الامور في بيت الطالب شكل منتظم ، ونفذ المشروع ضمن المهلة المحددة وبالمواصفات المطلوبة حسب دفتر الشروط .
مشروع بيت الطالب الجامعي الذي تحقق بفضل مساعي النائب ستريدا جعجع ، هو مفخرة تضاف الى المشاريع التي انجزت في منطقة بشري ولمنطقة بشري ، وعلامة فارقة تضاف الى تاريخ النائب ستريدا جعجع النضالي في المعتركين السياسي والانمائي .
النجاح هو قدر المؤمنين بقضاياهم ، والمؤمنون يحملون الرجاء ، وبه وبتصميمهم وعملهم وقدراتهم وتضامنهم …. ينتصرون .
