مشروع ” سدرار ” في منطقة الارز، هو أول مشروع سياحي بمواصفات عالمية تشهده المنطقة ، وهو أول الغيث بعدما أصبحت منطقة بشري مهيّأة بالبنى التحتية : من طرقات وصرف صحي ومستشفى. والاهم من كل هذا أن المنطقة تشهد استقرارا ً سياسيا ً والقانون فيها يطبق. وهذه الرؤية التي طبقها نائبي المنطقة وعملت عليها النائب ستريدا جعجع، بدأت تعطي ثمارها الجيدة، وهذا ما شجع أول المستثمرين لاتخاذ القرار باقامة هذا المشروع الضخم في منطقة الارز الذي تبلغ كلفته ملايين الدولارات.
للاضاءة على هذا المشروع، كان لا بد ّ من الحديث مع رئيسة مجلس ادارة شركة ” سدرار ” السيدة ساندرا غصن أبو ناضر، هذه السيدة الانيقة والهادئة والممسكة بزمام هذا المشروع من ألفه الى يائه. في حفل إطلاق مشروع ” سدرار” من مدينة جبيل بحضور ماريو سارادار وكارلوس غصن، ونخبة من صناع القرار اللبنانيين قالت في كلمتها الترحيبية: ” … مثلكم أنتم تماما ً سمحت شجرة الارز المقتلعة من جذورها ببناء المعالم الاثرية المذهلة في جميع أنحاء العالم. ولكن مثلكم أنتم أيضا ً من دون جذورها، ومن دون التربة ، والمياه، ونسغ لبنان الاخضر الذي أعطاها قوتها وزخمها الحيوي، لما كانت شجرة الارز تطمح أبداً لملامسة السماء. ونحن نود من خلال ميناء جبيل نفسه أن نعيد أرزنا الشامخ من بلدان الاغتراب …”. ولان التنوع البيولوجي ضروري للبيئة، سيعمل سيدرار مع جمعية ” جذور لبنان “على تنفيذ مشاريع تحريج واسعة النطاق لزيادة مساحة غابة أرز الرب الشهيرة.
باختصار، ان هذا المشروع ليس مجرد قرية خلابة في منطقة الارز، فقد تم ّ تصميمه ليصبح وجهة تستقطب اللبنانيين من كافة أنحاء العالم ليعيدوا التواصل مع جذورهم، وعلى وجه التحديد مع شجر الارز الذي يمثل قوة لبنان وسحر جماله وقدرته على المواجهة والاستمرار. مشروع ” سدرار” صمم في موقع يعرف بجماله الاسطوري، ليعزز السحر الازلي الذي تتفرد به منطقة أرز الرب.
ما هي الاسباب والدوافع التي جعلتكم تختارون منطقة الارز لبناء هذا المشروع السياحي فيها ؟
من الدوافع التي جعلتنا نختار منطقة الارز لنقيم فيها مشروعنا، ان منطقة الارز هي منطقة تاريخية وجذابة وجميلة المناخ والطبيعة. واسم الارز عند اللبنانيين في الخارج له وقعه وسحره وله حنينه الوطني، كون لبنان هو بلد الارز. بالاضافة الى ذلك، لا تزال المنطقة على حالها خالية من المشاريع الكبيرة والمهمة.
والى جانب جمال الارز وتاريخه اخترنا المنطقة لهدوئها ونظافتها البيئية ، ونرجو أن تبقى كذلك. كما أن المنطقة لا تزال تفتقر لمثل هكذا مشاريع تجذب السياح والزوار. نحن نسافر كثيرا ً الى الخارج، ونقصد الارز باستمرار ولكن لسوء الحظ لا يوجد فيه فنادق ولا مطاعم على المستوى المطلوب.
تشهد منطقة بشري نهضة انمائية كبيرة منذ 12 سنة، هل لمستم هذا التغيير وما هو انعكاس هذه النهضة على جذب الاستثمارات الى المنطقة ؟
لا أخفيك سرا ًاذا قلت لك اننا اشترينا هذا الاراضي منذ سنوات، لكننا تريثنا كثيرا ًفي اتخاذ أي قرار لانشاء مشروع سياحي عليها. وكنا نراقب وضع المنطقة لاننا لا نريد الاقدام على أي مغامرة وتكون فاشلة. عندما بدأت المشاريع الانمائية والبنى التحيتة تأخذ طريقها الى التنفيذ مع النائب ستريدا جعجع، استبشرنا خيرا ً، وبدأنا نتشجع لفكرة هذا المشروع، ونقتنع أكثر فأكثر بأن المنطقة قادمة على تغييرات جذرية، تجعلها مؤهلة لاستيعاب مثل هكذا مشاريع ضخمة، إن كان من ناحية الطرقات اولا ً ومن ثم الصرف الصحي وشبكات مياه الشفة، ووجود مستشفى، بالاضافة الى انطلاق مهرجانات الارز الدولية التي فتحت المنطقة امام الزوار والسياح. هذا التغيير جعلنا نصمم على البدء بهكذا مشروع.
استقرار المنطقة سياسيا ً وتطبيق القانون فيها ألم يزيدا من ثقتكم بتنفيذ المشروع؟
بالضبط، وهذان الامران يوازيان بأهميتهما النهضة الانمائية في منطقتكم، خصوصا ً وان المساهمين في هذا المشروع ليس لديهم خلفيات سياسية معينة. هؤلاء ألاشخاص هم من كبار رجال ألاعمال، ويعيشون في الخارج في دول متحضرة ومتقدمة، فيها قوانين وأنظمة متطورة. وبصراحة، كان البعض منهم متخوف وحذر تجاه الاقدام على هذه الخطوة. لكن المفاجأة كانت كبيرة بالنسبة لنا لما علمنا بالوضع السائد في المنطقة لناحية تطبيق القوانين والعمل على الارض. سار كل شيء معنا وفق القوانين، ولم يطلب منا شيئا ً بتاتا ً، ولم يقدم أحدٌ على إزعاجنا، أو جعلنا نفكر في التراجع عن المشروع. أقولها بكل صراحة كنا مرتاحين جدا منذ دخولنا في المشروع الى منطقة الارز.
هل لهذا المشروع اسم معين؟
أكيد، اسم المشروع “سيدرار” وعنده شعار خاص.
لمن هذا المشروع ومن يملكه ؟
المشروع يملكه كارلوس غصن ومجموعة سارادار
مما يتألف هذا المشروع ؟
يتألف المشروع من 47 شاليه مستقلا ً و13 عقارا ً خاصا ً وحصريا ً، بالاضافة الى مساحات عامة مجهزة بأحدث وسائل الراحة، مما يجعله الوجهة المثالية لنخبة مميزة بفضل موقعه. في المرحلة الاولى سيكون فيه مطعم وحانة وحوض للسباحة. وفي المرحلة الثانية سيضم فندقا ً ضخما ً تصنيف 5 نجوم، اضافة الى مبنى يحوي كل أنواع الرياضة والتسلية للشباب. ولتسهيل وصول الاشخاص من ييروت والذين يودون تمضية أيام في المنتجع، سيكون هناك مهبطٌ وخطٌ للنقل في الطوافات.
هل يحق للاشخاص الذين لا يملكون شاليهات في المشروع ان يدخلوا ويمارسوا الرياضة فيه ؟
لم نفكر بعد في هذا الموضوع ، لكن لهم الحق في الدخول الى البيسين او المطعم اوالمساحات العامة .
من وضع تصاميمه ؟ وهل تتجانس مع بيئة الارز وطبيعته ؟
وضع مكتب ” 109 Architectures ” هندسة وتصاميم المشروع، والتصميم مستوحى من الهندسة اللبنانية بالتأكيد، مضاف اليه خشب من ألمانيا منفذ من قبل اخصائيين، ليعطيه حرارة وليكون منسجماً مع الطبيعة المحيطة والاشجار التي ستغرس في المشروع.
من سينفذ المشروع ؟
مشروع افراز المشروع ينفذه حاليا ً مكتب حميد كيروز. اما لناحية تنفيذ البناء، فسنضع دفتر شروط ونجري مناقصة. اما مسألة الادارة والتنسيق مع المتعهد الذي سترسو عليه المناقصة فستكون لشركة CGI”“.
متى ستبدأون العمل ؟
من المفترض ان نبدأ ربيع السنة المقبلة . بالتزامن سنبدأ بغرس اشجار الارز واشجار أخرى موجودة في المنطقة . وقد عقدنا اتفاقا ً مع جامعة القديس يوسف فرع ” Faculte des Sciences et Terre ” حيث أجرى دراسة على الاشجار والنباتات الموجودة في المنطقة، وأصبح لدينا لائحة بأسمائها، حولناها الى المهندس المختص لغرسها، فنكون بذلك نغني التنوع البيولوجي في المنطقة .
ورش العمل،هل الاولوية فيها لابناء المنطقة ؟
بالتأكيد، سنفتح المجال لابناء المنطقة ، من أجل تشجيعهم ، والكفاءة والخبرة هما شرطان اساسيان.
متى ستعلنون عن البدء بتلقي الطلبات وأين ؟
بدأ الحديث عن الموضوع، وانا تلقيت بعض الطلبات وسنفرزها لاحقا ً. اما بالنسبة الى معلمي البلاط والكهرباء فما زال الوقت مبكرا ً. يهمنا أن يكون أكثرية العمال والبنائين الذين سيعملون في هذا المشروع من أبناء المنطقة شرط أن يكون عندهم الكفاءة المطلوبة .
بحسب تقديراتكم متى سينتهي العمل في المشروع ؟
بحسب تقديراتنا ، اذا سارت الامور من دون أي مفاجآت او عراقيل ، ستنتهي اول مرحلة من المشروع سنة 2019 .
ما هو دور النائب ستريدا جعجع في دعمكم في هذا المجال ؟
النائب جعجع من المتحمسين لهذا المشروع لانها تعرف مدى انعكاساته السياحية والاقتصادية على المنطقة . لذلك لم تتردد ولو للحظة في تقديم الدعم لنا فكل ما طلبته منها من تسهيلات ومن مراجعات في الدوائر المختصة كانت باسرع ما يمكن تسهل لنا عملنا ونحن نشكرها جدا ًعلى ذلك .
كيف كان تعامل بلدية بشري معكم ؟
بلدية بشري لم تتردد ابدا ً في تقديم التسهيلات لنا ، وتجاوب المسؤولين فيها كان أكثر من جيد . واريد الاضاءة على موضوع بيئي سنقوم به في الارز الا وهو : عندما اطلقنا مشروع سيدرارمن جبيل في الخامس من شهر ايلول الماضي اعلن سيدرار عن شراكته مع جمعية جذور لبنان التي يرأسها راوول نعمه – وهي جمعية غير حكومية – لاعادة تحريج لبنان . وسيعمل سيدرار وجذور لبنان معا ً على تحريج مساحة 130.000 م2 لزيادة مساحات غابة الارز . ونحن على تنسيق مع بلدية بشري في هذا المشروع .
كم فرصة عمل يمكن ان يخلق هذا المشروع ؟
حسب تقديراتنا هناك حوالي 200 وظيفة مباشرة داخل المشروع ، ما عدا الوظائف غير المباشرة التي سيخلقها المشروع . اضافة الى تحريك الحركة الاقتصادية في المنطقة ، إنه ككرة الثلج . واكرر أن الاولوية في هذه الوظائف هي لأبناء المنطقة . اما لناحية تقديم طلبات الوظائف فلا يزال الوقت مبكرا ً لها .
هل عندكم مشروع لتطوير محطات التزلج في الارز ؟
كثر اتصلوا بنا وسألونا عن هذا الموضوع . اريد ان اوضح شيئا ً حوله ، نحن ندعم ونشجع تطوير هذه المحطات لتواكب التطور الذي سيحصل في الارز ، ولكن لن نتدخل في الموضوع مباشرة . عندنا كل الاستعدادات للمساعدة من خلال علاقاتنا ومعارفنا في الخارج مع مؤسسات وشركات اجنبية . ما يهمنا تشجيع بلدية بشري والاشخاص المعنيين لاعادة تأهيل هذه المحطات ، لانه أصبح من الضروري تجديدها .
في هذه المناسبة ماذا تقولين لاهالي المنطقة ؟
اريد أن أشكرهم على حسن تعاملهم معنا ، وعلى استقبالهم لنا بكل رحابة صدر . حقيقة لم تواجهنا اية مشاكل جعلتنا نعيد النظر في قرارنا، وهذا ما شجعنا أكثر . بدأنا هذه المسيرة خطوة خطوة ، وفكرنا انه كلما تقدمنا خطوة ننتقل الى أخرى ، ونتوقف عن العمل في حال واجهتنا عراقيل او مشاكل.
لان اصحاب هذا المشروع يريدون ان يستثمروا في لبنان في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة ويساعدوا أهله ، فهل من المعقول ان تواجههم مشاكل خصوصا ً وان المستثمر يخاف من الازمات السياسية والاقتصادية لان استثماراته ستكون خاسرة لا محال . وكما ذكرت ، كلما انهينا مرحلة كنا ننتقل الى اخرى ، وتفاجأنا بردة فعل اهالي المنطقة الايجابية وادراكهم لاهمية هذا المشروع . وان شاء الله في المستقبل القريب نتمكن من إعطائهم ما كانوا يأملونه منا .
