تمثل البنى التحتية العمود الفقري وشريان الحياة لجميع ألانشطة الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات المتحضرة. وبدونها لا يمكن تحقيق أي تطور أو رفاهية في المجتمع. ورجال الاقتصاد يعتبرون، أن البني التحتية هي من أبرز العوامل المؤثرة في استقطاب الاستثمارات، والمفتاح الاساسي لتحقيق المزيد من النجاحات والانجازات. كما أنها تساهم في رفع كفاءة الكوادر البشرية، وتزيد من توفير فرص العمل للافراد. وهذه الحقيقة تؤكدها الدراسات والأبحاث القديمة والحديثة، كما تؤكدها الرؤية الواقعية الراشدة لما تؤدي إليه خدمات البنية التحتية من دعم وتكامل وربط لمقومات الاقتصاد. كما أنه لا قيمة فعلية، لوجود البنى التحتية بدون وجود نظام وامن وقانون. فالفوضى والفلتان يقضيان عليها، بمعنى أن المستثمرين لن ينجذبوا الى هذه المناطق والبلدان، ولن يتشجعوا للاستثمار فيها.
لكن من الذي يخلق البني التحتية في المجتمعات؟ انه ذاك الذي امتلك البنية الفوقية…انها باختصار : صناعة للقوى البشرية الفاعلة بما تمتلكه من خبرات وثقافة وتجارب وذهنيات وافكار وابداعات ومنتجات في كل ميادين الحياة وحقولها. ويقول هيغل عن البنية الفوقية: ” انها تمتلك ثلاث درجات: الأنظمة السياسية والقانونية، الأنظمة الفكرية، والوعي الذاتي”.
ذكرنا باختصار أهمية البنى التحتية ودرها في استقطاب المشاريع الاستثمارية، لنؤكد على أنه بفضل السياسة الحكيمة لنائبي المنطقة، وبعد النظر الذي تتحلى به النائب ستريدا لناحية تركيزها على تأمين البنى التحتية التي كانت تفتقر اليها منطقتنا لاستقطاب، لما كنا شهدنا اليوم أول غيث المشاريع الذي دخل الى منطقة الارز، والذي سيؤمن حوالي المئتي فرصة عمل لابناء المنطقة، كما أن وجود منتجع سياحي على هذا المستوى زاد من سعر الاراضي ليس فقط في الارز، بل وفي المنطقة ككل.
على أهلنا في بشري والمنطقة، أن يكونوا على قناعة تامة، بأن انعكاس النهضة الانمائية التي تشهدها منطقة بشري على أوضاعهم الاقتصادية، ستكون كبيرة، وستساهم في رفع كفاءة الكوادر البشرية وتزيد من توفير فرص العمل للافراد اللهم اذا عرفوا كيف يتأقلموا مع هذا التغيير لناحية الالتزام التام بتطبيق القانون والمحافظة على البيئة، وعلى النظام والهدوء.
مسيرة الانماء في المنطقة مستمرة على قدم وساق، وهناك المزيد من المشاريع بهمة سيدة الانماء النائب ستريدا جعجع، ولطالما كانت الانطلاقة مبنية على أسس علمية ومنطقية، فلا بد ّ من أن تأتي النتائج جيدة وايجابية. ومن له اذنان سامعتان فليسمع.
