spot_img

ذات صلة

جمع

مهرجانات صيف قنات 2024

ككل سنة تتحدى لجنة مهرجانات قنات الأوضاع الصعبة، وتحرص...

مهرجان الطفل في بشري: منصة ترفيهية للأطفال والعائلات

يُعد مهرجان الطفل في بشري ، الذي انطلق قبل...

في عيد القديس شربل… البطريرك الراعي : ” لبنان أرض قداسة وليس أرض حروب ونزاعات وقتل”

توج البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفالات...

النقيب جوزيف الرعيدي الدويهي: “مرايا الجبة” وزارة اعلام في مجلة

الموضوع الثاني: مجلة مرايا الجبة

لا يَختَلِفُ اثنان أنَّ منطقةَ “الجُبّة” منذ العام 2005 لم تعُدْ كما كانت قبلَ هذا التاريخ. لقد عادَتْ وبقوّةٍ إلى خريطةِ الإنماءِ والتطوّرِ بعد عقودٍ من الإهمالِ والنِسيانْ. ولا يختلفُ اثنان أنَّ السيّدةَ ستريدا طوق جعجع، ما عَمِلَتْهُ لهذه المنطقةِ العريقةِ في لبنانيَّتِها، والمُلتزِمَةِ في مسيحيَّتِها، والمُتَفانِيَةِ في نضالاتِها، يفوقُ ما تَقومُ به عادةً مؤسّساتٌ وحكوماتْ.

لكأنَّ السيّدةَ ستريدا ليست فقط هي أحدُ نوّابِ لبنان، بل هي بشخصِها حكومةٌ محليّةٌ قائمةٌ بذاتِها، تَنشَطُ ليلَ نهار وتَعملُ مع كافةِ وزاراتِ لبنانَ لتَسْتَرِدَّ الجُبّةُ حقَّها من الوطن، وهي التي مَنَحَتِ الوطنَ من دونِ حساب.

ولأنَّ لكلِّ حكومةٍ وزارةٌ للإعلام، يُمكِنُ اعتبارُ مجلة “مرايا الجُبّة” وزارةَ إعلامِ منطقةِ الجُبّة. “مرايا الجُبّة” مرآةٌ إعلاميّةٌ تعكُسُ أبهى صورِ هذه المنطقةِ العريقةِ في مجالاتِ الإبداع، وتُضِيءُ على المشاريعِ التي تَحَقَّقَتْ والتي تَنتظِرُ التَّنفيذْ.

هذه المجلّةُ أعادَتْنا إلى زمنِ النهضةِ الثقافيّةِ حينَ كانتِ المجلاتُ المَناطقيّةُ موجودةً في كلِّ مناطقِ لبنان، ولكم هو التحدّي كبيرٌ أن تَستمرَّ مجلّةٌ مناطقيّةٌ في الصُّدورِ، في وقتٍ تُعاني المجلاتُ والجرائدُ الوطنيّةُ من الإقفالِ والضائِقَةِ الماليّةْ.

استمرارُ صدورِ “مرايا الجُبّة” يُعِيدُ إلى الذاكرةِ التحدّي الذي عاشَهُ وادي قنّوبين قبلَ أكثرَ من أربعمئةِ سنةْ.

ففي عصرٍ وُصِفَ بعصرِ الإنحطاط، والإضطهادْ، قاوَمَ بطاركتُنا ورُهبانُنا كلَّ الظروفِ الصّعبةِ، وأسّسوا أُولى مَطابعِ هذا الشَّرقِ الغارِقِ في ظُلمةِ الجَهلِ والتَّخَلُّفْ.

“مرايا الجُبّة” هي بشكلٍ من الأشكالِ مرآةُ مَطبعةِ مار أنطونيوس قزحيّا، التي كان ليَ شرفُ المساهمة في إعادَةِ افتتاحِها. فهي جارة إهدن، مدينةِ القدّيسِ البطريرك الدويهي، والعديدِ من البطاركة والأبطالِ الروحيينَ والوطنيينَ، الذين أَسهموا في نَهضةِ لبنانَ الثقافيّةِ والروحيّةِ بوحيٍ من هذا الوادي وأديارِهِ، وهذا الشّمالِ اللبنانيِّ الذي كانَ دائماً عنوانَ القداسةِ والبُطولةِ والعَبقريّةْ.  وفي هذا المجالِ أنّه لشرفُ لي الاهتمامِ الطِباعيِّ بمجلّةِ “مرايا الجُبّة”، هو شرفٌ يَصِلُ إلى مَرتبةِ الواجبِ في أَنْ أُسْهِمَ في الإضاءَةِ على الإنْجازاتِ التي تَحَقَّقَتْ في “الجُبّة”، بفعلِ نَشاطِ أبناءِها وفعاليّاتِها السياسيّةِ والثقافيّةِ والاقتصاديّةْ.

كيف لا وهذه المنطقةُ هي مَسقَطُ رأسِ أحدِ أعزِّ الناس، وأحدِ أهمِّ وأكرَمِ الرجالاتِ فيها، ألا وهو الصديقُ المَرحومُ أنطوان الشويري. كمْ مِنَ المجلاتِ والجرائد والقَنواتِ التلفزيونيّةِ والإذاعاتِ لأنطوان الشويري باعٌ طويلٌ في نجاحِها.

فهو كانَ مِرآةَ الإعلامِ اللبنانيِّ الناجحْ، كما هي “مرايا الجُبّة”، مرآةُ مسيرةِ نَجاحِ نائبَيّ بشرّي وكلِّ العاملينَ معهما من فعاليّاتِ هذه المنطقةِ العزيزةْ.

كلمةٌ أخيرةٌ أرجو منَ اللّهِ أنْ تُسْهِمَ هذه المجلّةُ في تَمتِينِ الروابِطِ بين اللبنانيينَ وخصوصاً المسيحيين الشَماليينَ. فوادي قنّوبين هو الشِّريانُ المُقدّسُ الذي يَجمَعُهم… وما جَمَعَهُ اللّهُ لا ولن يُفَرِّقَهُ إنسانْ.   

spot_imgspot_img