لقد أثبتت الدراسات العلمية أن التلوث بمياه الصرف الصحي له انعكاسات خطيرة تطال البيئات الإنسانية والحيوانية والنباتية، كما أثبتت أن إستخدام مياه الصرف بدون تكرير يشكل خطراً على البيئة وعلى صحة الإنسان وتتسبب بالعديد من المشكلات البيئية. ويمكن وصف بعض هذه الآثار السلبية بالخطيرة جدا، الأمر الذي يستدعي ايجاد الحلول لمواجهة هذا التحدي البيئي المتفاقم. وبحسب عشرات الدراسات والابحاث الأكاديمية الموثوقة، فقد تبين ان مياه الصرف الصحي تحوي اكثر من 15 مرضا خطيرا مميتا نتيجة لاحتوائها على أنواع كثيرة من الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والطفيليات والفيروسات بالاضافة الى المعادن الثقيلة والمواد السامة المستخدمة في الغسيل والنظافة، وتزداد خطورتها إذا كانت هناك نسبة عالية من المرضى في المجتمع الذي خرجت منه مياه الصرف الصحي كالمستشفيات مثلاً.
من هنا بات استخدام نظام الصرف الصحي عبر ايجاد محطات للمعالجة “التنقية“ حاجة ملحة ليتولى معالجة كميات كبيرة من مياه الاسنة وإعادة تكريرها إلى درجة من الجودة والنظافة تسمح بإعادة إستخدامها في ري الزراعات وفي الصناعة. من هذا المنطلق، ان نظام الصرف الصحي يريح القائمين عليه وعلى المجتمع من كثير من المخاوف البيئية.اذا،الهدف الرئيسي لنظام الصرف الصحي هو حماية وتعزيز صحة الإنسان من خلال توفير بيئة نظيفة تنعكس على البيئة الطبيعية. وحتى يتحسن الصرف الصحي يجب أن يكون مقبولاً ليس فقط اقتصادياً بل أجتماعياً وفنياً ومؤسسياً بشكل مناسب.
من خلال المتابعة الحثيثة لنائبي منطقة بشري لموضوع الصرف الصحي في منطقة بشري، وعلى مدى سنوات متلاحقة، ستدخل المنطقة منظومة الصرف الصحي، من خلال ” الوكالة الفرنسية للتنمية ” التي ستمّول المشروع الذي دخل في مراحله الاخيرة بعد اعداد كل الملفات المطلوبة. وتأتي زيارة السفير الفرنسي لمنطقة بشري ضمن هذا الاطار، للاطلاع ميدانيا ً على الارض، ولتسريع خطوات قرار صرف التمويل البالغ حوالي 40 مليون دولار اميركي .
