ثمانية عشر سنة مرّت على تصنيف وادي قاديشا على لائحة التراث العالمي واصحاب العلاقة والمعنيين بالامر كانوا يدورون في حلقة مفرغة .
ثمانية عشر سنة، طرحت خلالها مئات المشاريع، وأعدت عشرات الدراسات، ولم يتغير شيئا ًفي الوادي، لا بل استمرت التعديات والمخالفات في الوادي، والكل يتشكى بلا نتيجة.
ثمانية عشرة سنة مرّت، شكلت خلالها جمعية اطلق عليها اسم “ COSAC “، لكنها لم تستمر طويلا ً، وفشلت في مهمتها المخصصة أصلا ً لحماية الوادي والحفاظ عليه مصنفا ً على لائحة التراث العاملي. رائحة الفساد والصفقات طالت بعض أعضائها خلال تنفيذهم مشروعا ً واحدا ًممولا ً من السفارة الاسبانية. أضف الى ذلك كثرة عدد ألاعضاء الذين كانوا في اللجنة، حولتها الى” برج بابل “. هذه التجربة زادت من صعوبة العمل في الوادي لناحية ضبط المخالفات ومنع التعديات التي كانت تحصل فيه، وانعكست سلبياتها على موقف الاهالي ومالكي الاراضي، بحيث باتوا أكثر تحفظا ً وخوفا ً من كل أمر جديد يطرح عليهم. مع دخول منطقة بشري مرحلة جديدة من العمل السياسي والانمائي بوصول النائب ستريدا جعجع والنائب ايلي كيروز الى سدة المسؤولية، كان لا بد من وضع وادي قاديشا على لائحة المأسسة للحفاظ عليه مصنفا ً على لائحة التراث العالمي، وتحويله بالفعل وليس بالكلام الى معلم سياحي عالمي.
ولترتيب أوضاع الوادي وفقا ً لشروط منظمة الاونيسكو، ولايقاف الاعمال الانتقائية فيه، ومشاريع من كل وادي عصا، كان لا بد ّ من تأسيس جمعية جديدة تتوافر بين أعضائها روح المسؤولية والانسجام، ويجمعوا من كل قلبهم على انقاذ الوادي. وهكذا حصل، والحق يقال ان الفضل يعود بالدرجة الاولى الى النائب ستريدا جعجع التي واظبت من دون كلل ولا ملل على ملاحقة موضوع تأسيس الجمعية، مفككة العديد من الالغام يمينا ً ويسارا ً، بالتعاون مع عدد من المخلصين على رأسهم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ونائبه على جبة بشري المطران مارون العمار. بالاضافة الى وزير الثقافة السابق ريمون عريجي ووزير الداخلية الاسبق زياد بارود. الهيئة الادارية للجمعية مؤلفة من ستة أعضاء، ورئيسها المطران مارون العمار.
ألف مبروك لمنطقة بشري ولاهالي الوادي ومالكي الاراضي فيه، ولان المكتوب يقرأ من عنوانه، فان ما ينتظر الوادي من مشاريع نهضوية، ستجعل منه محط أنظار الجميع، نظرا ً لما يمثله الوادي من إرث روحي وديني وحضاري وتاريخي وجغرافي في المنطقة ولبنان . ستنعكس مردودا سياحيا ً كبيرا ً يستفيد منه كل أهالي المنطقة .
