spot_img

ذات صلة

جمع

مهرجانات صيف قنات 2024

ككل سنة تتحدى لجنة مهرجانات قنات الأوضاع الصعبة، وتحرص...

مهرجان الطفل في بشري: منصة ترفيهية للأطفال والعائلات

يُعد مهرجان الطفل في بشري ، الذي انطلق قبل...

في عيد القديس شربل… البطريرك الراعي : ” لبنان أرض قداسة وليس أرض حروب ونزاعات وقتل”

توج البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفالات...

مغارة قاديشا  لوحة فنية من نحت الطبيعة تحتوي على مميزات فريدة غير موجودة في مغاور اخرى  

مغارة قاديشا التي تستريح تحت جذوع غابة أرز الرب ، وتطل على وادي القديسين ، تمثل الوجه الاخر لطبيعة بشري المميزة والغنية بجمالها المادي المحسوس ، الذي عطرته قداسة النساك والحبساء الذين سكنوا جبة بشري منذ القدم .                                                                               – مغارة قاديشا هي لوحة جمال من رسم الخالق ، تكوّنت في صمت وسكون التاريخ ،  و في عتمة الايام على مرّ آلاف السنين . مرتشحات مياه نهر قاديشا تحولت الى أشكال هندسية ، يعجز الانسان عن فك ألغازها . مزهريات محجرة ، وسقوف مزخرفة بالتخاريم ، تماثيل منتصبة ، ودمى تتدلى في اطار من الروعة والجلال .                                                            – مغارة قاديشا هي سر من أسرار الطبيعة ، كما هي غابة أرز الرب ، تحاكي التاريخ وتحمل في ذاتها عظمة تشهد باستمرار لقدرة الخالق اللامحدودة .                       

نبذة تاريخية عن مغارة قاديشا 

كان في دير مار يوسف الكائن في محلة الضهرة – بشري ، كاهن يدعى يوحنا بركات المزوق رحمه ، يعيش حياة تقشفية ونسكية ، وعنده المام في اكتشاف مكونات طبيعة بشري وجغرافيتها . وفي أحد أيام الخريف من سنة 1903 ، حاول اكتشاف مرتشحات نهر قاديشا ، حين وقع نظره على عين الماء الواقعة أعلى مصب النهر . فحاول الدخول من تلك الكوة التي كان يخرج منها هواء بارد ، لكنه لم ينجح لشدة البرودة  وصعوبة الوصول الى الداخل . وبالرغم من محاولاته المتكررة واللاحقة ، لم يصل الى نتيجة . وشاءت الظروف أن وافته المنية قبل تحقيق رغبته. وانتشر الخبر في بشري عن وجود مغارة قرب مصدر نبع قاديشا ، فتألفت لجنة بشراوية قوامها المهندس البير نقاش والخوري مطانيوس جعجع وبطرس شبيعه ، مهمتها الكشف عن هذه المغارة . وبدأت محاولاتهم الاولية من دون أية وسيلة مساعدة ، . فتحمس حنا جعجع ودخل برفقة الخوري مطانيوس المغارة من دون اية وسائل مساعدة، فقطع الاثنان مسافة 220 مترا، لكن الخوف دب في قلبهما، فعادا ادراجهما الى المدخل واخبرا رفيقيهما عما شاهدا من مناظر وترسبات طبيعي يعجز اللسان عن وصفها. وفي اليوم التالي قاموا باعداد التجهيزات من لوازم تسلق، قناديل ومعاول وقاموا بارتداء ملابس سميكة ودخلوا الى عمق المغارة وقد قطعوا يومها 778م. أكملت اللجنة مهمتها ، وبعد أيام تمكنت من الدخول الى عمق المغارة ، وكانت المفاجأة مناظر هندسية رائعة من صنع الطبيعة . وأنتشر الخبر عن اكتشاف مغارة سميت   ” مغارة قاديشا ”  نسبة الى نبع قاديشا الذي ينبع من داخلها . ففتحت امام الزوار عام 1926 فكانت اول مغارة سياحية في لبنان ولم يطل الامر حتى انيرت المغارة بالمصابيح ، وتولت بلدية بشري الاشراف عليها وعلى صيانتها وذلك تبعا للنصوص القانونية المعمول بها في القانون اللبناني وقامت بشق طريق ترابية لتصل الى مدخل المغارة. ومنذ الثلاثينات كانت البلدية على أيام القائمقام أنيس بك عجمي وشركة كهرباء قاديشا تستثمران المغارة، من الناحية السياحية فكان سعر بطاقة الدخول ليرة لبنانية واحدة. بعد افتتاح معمل قاديشا الكهربائي أنيرت المغارة من الداخل بالكهرباء . وتسلمتها البلدية نهائيا ًمنذ سنة 1935. وبحسب تقارير الاخصائيين في علم المغاور، فان مغارة قاديشا تحتوي على مميزات غير موجودة في باقي مغاور لبنان الاخرى.

من المآثر التي دونها القنصل الفرنسي العام في دفتر الزوار سنة 1933 :” أراني مأخوذا ً بجمال هذه المدينة ( بشري ) وأرزها التاريخي الخالد ، ومغارتها أعجوبة الله  وخصوصا بضيافتها الفائقة . وأخالني عاجزا ً عن وصف مناقب خلابة كهذه . ولقد وقع في نفسي أن من رأى ما رأيت ، يشاطرني الاعجاب . لذلك أرفع آي الشكر لمن قام بهذا العمل الجبار . ” 

مع اكتشاف مغارة قاديشا في بشري ، اكتملت حيثيات التمايز الطبيعي الذي وهبه الله لهذه المنطقة. وقد يكون هناك مغاور أخرى تشبه مغارة قاديشا أو أكثر جمالا منها ، بحاجة الى من يكتشفها في منطقة بشري ، نظرا ً لكثرة الينابيع والانهار الموجودة فيها ، والتي تنبع من الجبال التي تحيطها ، والتي تتلقى سنويا أعلى نسبة من كميات الامطار والثلوج الهاطلة في لبنان .                                            

spot_imgspot_img