spot_img

ذات صلة

جمع

قرار جديد من مجلس شورى الدولة لصالح بلدية بشري.

صدر عن بلدية بشري البيان التالي : بعد أن تقدمنا...

حملة فحص اسنان مجانية لتلاميذ المدارس الرسمية

تحت عنوان "صحتك خط أحمر"، وضمن الندوات الطبية التي...

شكر وتقدير الى العاملين في مركز جرف الثلوج في الأرز

التقت النائب ستريدا جعجع في معراب رئيس مركز جرف...

” صحتك خط أحمر “

القوات اللبنانية مركز بشري وبالتعاون مع مستشفى بشري الحكومي...

مغارة قاديشا: المغارة الاولى السياحية في لبنان

تقع مغارة قاديشا في بلدة بشري ، شمالي لبنان، على ارتفاع 1750 متر عن سطح البحر, والتي تبعد حوالي 35 كم عن طرابلس و 120 كم عن بيروت. يمكن الوصول اليها عبر سلوك طريق الارز القديمة. على الزائر السير حوالي 800 متر على قناة للمياه الى ان تصل الى مدخل المغارة.

تولت بلدية بشري الاشراف عليها وعلى صيانتها وذلك تبعا للنصوص القانونية المعمول بها في القانون اللبناني وقامت بشق طريق ترابية لتصل الى مدخل المغارة.

ومنذ الثلاثينات كانت البلدية وشركة كهرباء قاديشا تستثمران المغارة، البلدية من الناحية السياحية فكان سعر بطاقة الدخول ليرة لبنانية واحدة, وكهرباء قاديشا حيث تستثمر المياه لادارة معملي بشري ومار ليشع الكهرمائيين, فمعمل بشري، الذي كان يملكه اهالي بشري، تعود فكرة انجازه الى عام 1909 ولكنه بقي حتى عام 1924 حتى صدر مرسوم الامتياز مصدقا من الجنرال ويغان. والجدير بالذكر اْن المياه المتدفقة من المغارة هي المنبع الاساسي لنهر قاديشا.

في 31 تشرين الاول من العام 1931 تم وضع أول خريطة طوبوغرافية للممر الرئيسي للمغارة بواسطة طانيوس بو شاهين.

لكن المتتبع لأمور هذه المغارة المميزة والمطلع على الصور الاولية التي أخذها المصور الارمني أرماند سنة 1935 يتضح له ان الكثير من التعقدات التي كانت موجودة تعرضت للكسر اْو السرقة بسبب الوضع العام الذي مر به لبنان.

ان نسبة تدفق المياه من المغارة تختلف جدا بين الفصول، قوية ربيعاً وخفيفة خريفاً، ولجعل كمية المياه شبه مستقرة خاصة ليلاً حيث يعلو الطلب على الكهرباء، قامت شركة كهرباء قاديشا بانشاء خمس سدود داخل المغارة من اجل تخزين المياه لاستخدامها في تغطية الحاجة ليلا. فاستجدّت الحاجة الى استخدام ناطور فيدخل كل يوم في الساعة الرابعة ويفتح السدود الأربعة وثم يعود عند التاسعة مساءً لاقفالها، ومنذ اواخر الخمسينيات استلم الناطور احمد مبارك هذه المهمة وما زال حتى اليوم يسكن عند مدخل المغارة. وبسبب هذه السدود اصبح هناك حاجة الى بنى تحتية داخل المغارة امتدّت حتى السد الخامس وتتوزع بين طرق وانارة وكل ذلك ساهم في التأثير سلبا على طبيعة المغارة فتم تكسير العديد من التعقدات الطبيعية والحفر في بعض الاماكن لتسهيل الاعمال بالاضافة الى ارتفاع منسوب المياه في الداخل.

في العام 1973 تم الاستغناء عن الناطور بسبب التطور الديموغرافي لمدينة بشري. ولم يعد معمل كهرباء قاديشا كافياً لسد الحاجة المتزايدة على الكهرباء، فتحول الى تغذية جزء صغير من منطقة الأرز. تم اعادة تجهيز المغارة بالاضواء من قبل البلدية وبدأ الاخضرار يظهر على التعقدات بسبب الحرارة المنبعثة منها، وحيث ان الزائر كان يمكنه ان يرى الكابلات الكهربائية والباطون المستعمل بطريقة عشوائية.   

الوضع الحالي:

سنة 2004 بداْت البلدية باعادة تاهيل المغارة حيث تم ازالة الانارة القديمة وبعض الممرات الضيقة  ووضع درابزين حديدي على طول الممر السياحي داخل المغارة. هذا أدى الى تشويه طبيعة المغارة فمن المستحسن عدم استعمال الحديد لانّ الرطوبة مرتفعة جدا مما يؤدى الى تآكله بسرعة كبيرة ويؤدي الى الصدأ الذي قد يؤذي التعقدات الموجودة في الداخل على الرغم من طليه بمواد حافظة. تم اضافة الاسمنت في بعض المناطق ووضع شبك حديدي مما ادى الى تشويه المنظر الجميل في هذه المنطقة. أن الاضاءة المستعملة  سيئة جداً وتؤدي الى ارتفاع الحرارة اضافة الى انها تصدر رائحة كريهة وكل ذلك من الممكن ان يؤدي الى توقف نمو التعقدات داخل المغارة.

الدرابزين الحديدي:

إن الرطوبة داخل المغارة تصل الى 100%، لذلك فان استعمال الحديد يؤدي الى الصدا والى تآكله بسرعة كبيرة وان كان مطليا” بمواد حافظة. ان التآكل يضعف الحديد ويصبح الدرابزين خطراً وليس وسيلة للحماية.

* الوطاويط:

يجب حماية الوطاويط داخل المغارة وخارجها. إذ إن الوطواط يعيش حوالي خمسة عشر سنة ويأكل في الليلة حوالي عشرين ألف حشرت وهو حيوانٌ مهيمن جداً في توازن الطبيعة.

عمل النادي اللبناني في المغارة:

بدأ النادي اللبناني للتنقيب في المغاور عمله داخل مغارة قاديشا عام 1956 بواسطة ستة من اعضائه هم ريمون خوام، فريد زغبي، روبير كاسباريان، سابا مخباط، البير انافي وسامي كركبي. وفي هذا العام تم استكشاف المغارة فقط ولم يتم وضع رسم طوبوغرافي لها. والجدير بالذكر ان H. Coiffait قد زار المغارة في 27 سبتمبر سنة 1951 حيث قام بقياس حرارة المياه على غمق 400 متر من المدخل فكانت 7 درجات مئوية وحرارة المغارة 11,5 درجة مئوية. كما وقد لاحظ وجود Tipulides  و “Grands Campodés” في نهاية المنطقة السياحية. تلاحق العمل داخل المغارة في السنوات اللاحقة ففي العام ³1958 تم تلبية طلب شركة كهرباء قاديشا من اجل القيام بتكييل منسوب المياه في المغارة بالاضافة الى معرفة ما اذا يوجد اي فقدان للمياه، فكانت كمية المياه عند السد الثالث 209 ليتر/ثانية ولم يتم ملاحظة اي فقدان للمياه. سنة 1960 تم اكتشاف غرفة علوية صغيرة في عمق المغارة حيث عثر على مسبحة تغطيها الترسبات الكلسية. في عام 1966 دخلت المغارة بعثة من الفرنسيين من مونبيليه برفقة اعضاء من النادي.

سنة 1989  بدأ “النادي اللبناني للتنقيب في المغاور” اعادة وضع رسم طوبوغرافي  للمغارة. وبسبب الاوضاع التي كانت سائدة في تلك الفترة لم يتمكن النادي من انهاء الاعمال التي بدأها حتى سنة 2004 حيث قام اعضاء من النادي بانجاز خريطة طوبوغرافية نهائية مع دراسة جيولوجية للموقع وللمغارة  بحيث أصبحت تمتد حوالي 1076 متراً.

المراجع:

  • الخوري فرنسيس رحمه ، “تاريخ بشري”. 1956
  • غازي إ.جعجع –  “بشري، الذاكرة والتاريخ في صور” . 2000

Henri COIFFAIT: Archives de Zoologie Expérimentale – Tome 91- CNRS – 1955

  •  سامي كركبي ، “الوطواط”- السلسلة الجديدة ، العدد الرابع، 1989.
spot_imgspot_img