أُقفلت مغارة قاديشا خلال الحرب الاهلية وحتى سنة 1996. من بعدها بدأ تاهيل المغارة خلال مراحل عدة، حيث للاسف قد تمّ ازالة الممرات القديمة وحيطان الباطون للحماية (تعود الى 1926) واستبدالها بدرابزين من الحديد، بانارة باعثة للحرارة وبكابلات ظاهرة وغير مقاومة للماء. كل ذلك ادى الى تشوهات في جمال الصواعد والنوازل داخل المغارة. ففي سنة 2011 قرر المجلس البلدي الحالي باعادة تاهيل المغارة حسب الاصول العالميّة لعلم المغاور، لذلك تم وضع دراسة كاملة لتأهيل القسم السياحي الحالي (183 متراً) وبفتح مناطق جديدة ليصل الامتداد السياحي الى حوالى 450 متراً.
تركزت الدراسة على خرائط النادي اللبناني للتنقيب في المغاور. فقُسم المشروع الى ثلاثة اقسام:
- الطريق المؤدي الى المغارة: والذي يمتد حواي 900 متراً على قناة المياه التي تغذّي المعمل الهيدرو-الكتريكي، وهو المعمل الاول في الشرق الاوسط (1926). هذا الطريق يجب ان يظل طريق مشاة مع اضافة درابزين للحماية ومقاعد للاستراحة والتمتّع بمناظر عدة لوادي قاديشا والجبال المحيطة.
- المدخل: ان الهدف تحريره من كل العوامل التي شوهته واعادته الى شكله الاصليّ كما كان عند امتشاف المغارة. فكان لزوم منصة كبيرة عند المدخل لاستقبال تدفّق الزوار من “مسار” من دون مقاطعة الخارجين من داخل المغارة مع انشاء نقطة مهمة لرؤية وادي قاديشا، اذ ان مدخل المغارة يقع على المحور الاساسي للوادي. سوف يتم انشاء مطعم لتقديم الوجبات للزوار مع مدرج تثقيفي للاطفال لزيادة الوعي العام حول الكارست والبيئة الهشّة تحت الارض وحمايتها. ان الزوار سوف يستفيدون في قاعة خاصة من دراسة علميّة قام بها اعضاء من النادي اللبناني للتنقيب في المغاور على احد الصواعد من داخل المغارة.
- المغارة والمنطقة السياحية الحالية: مع الحفاظ على الانشاءات القديمة وعلى اظهار القسم المتبقي التاريخي من ممر 1926، ففي بعض الاماكن يمكن رؤية حواي 3 سنتمتراً من الكلس على الكابلات الكهربائية. ولحماية التشكلات الكلسيّة في المغارة، سوف يتم تركيب اضاءة LED خاصة للمغاور مع كابلات وعلب كهربائية مقاومة للماء والرطوبة. تم تصميم الدرب داخل المغارة لتكون آمنة مع درابزين مقاوم للصدأ.
ونتيجة لذلك، تهدف خطة التجديد لدينا في جعل مغارة قاديشا مشروع مغارة مستدامة، مع معدات فعّالة وحديثة مما يؤدي الى الحد الادنى من التاثير، من دون تقويض معالمها الجمالية.
في الختام، نقترح خرائط تحديث جديدة لمغارة قاديشا التي تقع قرب غابة الارز. في حين ان هذا المشروع لا يزال ينتظر التمويل اللازم، ونحن نامل ان تكون الدراسة مثالاً سليماً للمشاريع المماثلة في اماكن اخرى من لبنان.
