spot_img

ذات صلة

جمع

مهرجانات صيف قنات 2024

ككل سنة تتحدى لجنة مهرجانات قنات الأوضاع الصعبة، وتحرص...

مهرجان الطفل في بشري: منصة ترفيهية للأطفال والعائلات

يُعد مهرجان الطفل في بشري ، الذي انطلق قبل...

في عيد القديس شربل… البطريرك الراعي : ” لبنان أرض قداسة وليس أرض حروب ونزاعات وقتل”

توج البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفالات...

كيروز من المجلس النيابي: “… وقفة صميمية واحدة تعبر عن حقيقة لبنان الحق والعدالة والسلام وكرامة الانسان”

صحيحٌ أن الكلام وسط دوّامة العنف المجنون الذي يعصف بالمنطقة قد لا يغيّر في الحسابات والمعادلات السياسية، لكن الصحيح أن وقفةً صميمةً واحدةً تعبّر عن حقيقة لبنان الحق والعدالة والسلام وكرامة الإنسان، تعيد إلينا هويتنا اللبنانية الفعلية القائمة على خصوصية التنوّع والاعتراف بالآخر ورفض منطق الإكراه والإلغاء.

أولاً: في الخلو في سدّة رئاسة الجمهورية اللبنانية

إنّ الخلوّ في سدّة الرئاسة الأولى بحسب المادة 62 من الدستور، وقد بلغ شهره الثالث، يؤدي إلى فراغٍ يطال بانعكاساته السلبية أداء كلّ المؤسسات الدستورية ويهدّد مفهوم استمرارية الشخص المعنوي العام، في زمن تتداعى فيه المؤسسات في الدول المجاورة، وهي ذات المقومات البشرية والمادية الهائلة، مما يهدّد بتقويض بُناها الدستورية والسياسية الثابتة منذ بدايات القرن العشرين وحتى اليوم.

من هنا، وإزاء هذه المخاطر، فإني أدعو الفريق المسيحي الآخر إلى المساهمة في تحصين الوضع اللبناني، والتجاوب مع دعوة مجلس المطارنة الموارنة النواب اللبنانيين، إلى القيام بواجبهم الدستوري والإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب فرصة ممكنة، يعيد إليها انتظامها الديمقراطي.

ثانيًا: في ترشح سمير جعجع للرئاسة

أريد ان ألفت الانتباه إلى أنّ الدكتور سمير جعجع, عندما أعلن ترشّحه للرئاسة، لم يعلنه كردّة فعل على أحد أو لإثارة خصومة مع أحد، بل كان ترشّحه طبيعيًّا ومنطقيًّا كممثّل لفريق أساسي في البلاد، وكونه رئيس حزب مسيحي عريض، وقد اعتمد الأصول واحترم الرأي العام في ترشحه وقدّم برنامجًا رئاسيًّا متكاملاً، حظي بالاهتمام المحلي والدبلوماسي الواسع.

ومع ذلك، فقد قدّم أكثر من طرح لإيجاد مخرج لعقدة الإستحقاق الرئاسي، لكن المشكلة تبقى لدى الفريق الذي ما زال يرفض كلّ الاقتراحات سواء من فريق 14 آذار أو من بكركي لصالح المرشح غير المرشح وغير المعلن.

ثالثًا: في الدعوة إلى التفاهم مع سوريا

أمّا وقد انتهت الأحداث المؤلمة في عرسال إلى ما انتهت اليه مبدئيًّا، فإنني أستغرب الدعوة إلى التفاهم مع سوريا من أجل أمن البلدين. إنّ هذه الدعوة تقدّم لنا نموذجًا لما سيكون عليه أداء الرجل في حال انتخابه رئيسًا للجمهورية لجهة الإنحياز في تعاطيه مع قضايا أساسية تهمّ لبنان ويختلف عليها اللبنانيون وقد دفع فريق 14 آذار الشهداء من أجلها.

إن الدعوة إلى التفاهم مع سوريا هي فعليًّا دعوة إلى التفاهم مع نظامٍ فظيع تسبب بسقوط أكثر من مئة وخمسين ألف قتيل واعتقال أكثر من مئة وخمسين ألف معتقل ومعتقلة، وبدمارٍ هائل، فضلاً عن فتح حدوده لمئات المسلحين من حزب الله، ما يستتبع تداعيات ميدانية وأمنية خطرة على لبنان على غرار ما حصل في عرسال. كما أن الدعوة للعودة إلى معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق مع سوريا هي دعوة غير موفّقة وتمثّل عودة إلى الوراء خصوصًا وأنّ هذه المعاهدة قد صُدّقت في عهد الوصاية السورية على لبنان وفي ظروف تتّسم بانعدام الندّية بين البلدين، وقد قيل فيها أنها اتّسمت بالإذعان وعدم المساواة.

رابعًا: في الحرب الإسرائيلية على غزة

إنني أدين إدانة صريحة الحرب الإسرائيلية على غزة، خصوصًا وأنّها أخذت شكل العنف الأعمى الذي لا يُوفر الأبرياء والمدنيين في خدمة الأهداف السياسية. ولا بدّ أن أعبّر عن التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في معاناته المستمرّة. كما إنني أدين العقل الإسرائيلي الذي يراهن دائمًا على العنف ويقدّم أنموذجًا سلبيًّا للإنسان الشرقي، هو شمشون رمز القوة المادية الهدّامة الذي استسلم لغرور الظواهر.

خامسًا: في اضطهاد المسيحيّين في العراق

حيال ما يجري في العراق من استهداف للمسيحيّين وما يختبرون من “ألم الاضطهاد”، لأنهم مسيحيون، فإنني أشجب بشدّة ذلك العقل الداعشي وكل ما يشبهه، الذي يفرض إقامة دولة دينية، والذي يدعو إلى الجهاد الدائم بمنطق اكتساحي وإكراهي يمجّد العنف ويعمّق لغة الكراهية ويلغي ظاهرة التعددية في الدين والثقافة، كما يلغي الحق في الاختلاف وإنسانية الإنسان. إنّ هذا العقل يمثّل عودة إلى جاهلية روحانية وإنسانية. وإنني ألفت إلى أن جزءً من دينامية العنف والتطرف والتكفير يعود إلى سياسات القمع والتمييز بخلفيات فئوية على أيدي أنظمة وأحزاب تستخدم القوة و”فائض القوة”.

سادسًا: في نظام التفاعل بين المسيحية والإسلام في الشرق الأوسط

  • إني أدعو إلى نظام تفاعل سلمي على أساس المساواة والاحترام المتبادلين بين المسيحية والإسلام، وإلى أن يسود المنطقة نظام حقّ وعدل، بحيث تُحتَرم وتُطبّق فيها حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
  • وإني أومن بأن الكلمة الفصل في مصائر الأشياء، لا تعود فقط إلى الحرب والسياسة والديبلوماسية على ما لهذه جميعًا من خطورة. إن المسألة هي مسألة وجود في أصعب وأبعد ميدان إنساني، في أعمق ما يؤمن به البشر وأعمق ما يذهبون إليه.
  • نحن معشر المسيحيين اللبنانيين، رغمًا عن كل التجارب والمحن في سوريا والعراق، مصمّمون على أن ينجح الرهان، مصمّمون على متابعة هذا التلاقي المسيحي – الإسلامي، ومتابعة عمل التخاطب بين روحانيتين قامت عليهما الحضارة المتوسطية، حضارة المسيحية وحضارة الإسلام.

 في 12 آب 2014

spot_imgspot_img