spot_img

ذات صلة

جمع

مهرجانات صيف قنات 2024

ككل سنة تتحدى لجنة مهرجانات قنات الأوضاع الصعبة، وتحرص...

مهرجان الطفل في بشري: منصة ترفيهية للأطفال والعائلات

يُعد مهرجان الطفل في بشري ، الذي انطلق قبل...

في عيد القديس شربل… البطريرك الراعي : ” لبنان أرض قداسة وليس أرض حروب ونزاعات وقتل”

توج البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفالات...

قدّاس سيّدة قاديشا السنوي في بشرّي 25 تمّوز 2014

كعادتها كل سنة، دعت رعية بشري وجمعية “جذورنا ” المؤمنين إلى المشاركة في قداس سيدة  قاديشا الذي أقيم في باحة المدخل المؤدي إلى متحف جبران. حضره النائب إيلي كيروز والنائب السابق الشيخ جبران طوق وبعض فعاليات مدينة بشري. ترأس الذبيحة النائب البطريركي على الجبة المطران مارون العمار وعاونه عدد من الكهنة، حيث ألقى عظة بعد تلاوة الانجيل حملت عنوان “لوقا 10/29-37 السامريّ الصالح” وجاء فيها: “أسأل معكم أيّها الأحبّاء عن معنى هذا القدّاس وارتباطه بحياتنا الروحيّة في هذه المنطقة المقدّسة. ممّا لا شكّ فيه، لا يمكننا القول بأنّه قدّاس عاديّ نقوم به ككلّ أحد أو عيد، ونحن لا نحتفل به في كنيسة ولا في يوم مميّز كنسيًّا أو ودينيًّا، أو في ذكرى غالية على قلبنا أو في تاريخنا. وعلى الرغم من ذلك يبقى هذا القداس ذو نكهة خاصّة لِما أردنا فيه من معانٍ ورموزٍ، نقوم به هنا في وقف مار ماما ونصلّي ليكون هذا المكان كما نؤسّس له مكان شفاء واستشفاء، مكان راحة لِمَن ألمّ بهم الألم الجسديّ أو النفسيّ أو لِمَن أتعبتهم السنوات وقسا عليهم الزمن. مكان قُرب انسانيّ استنادًا إلى معنى القريب الذي تكلّم عنه يسوع في إنجيل اليوم، قريب يحنو على المسافر والغريب والبعيد، ويدفع من وقته وذاته وماله ليضمّدَ جرحًا، ويُعيد الصحّة لِمَن فقدها، والحيويّة والحياة لِمَن أراد الله له أن يعيشها مرنّمًا وشاكرًا وباذلاً كلّ ما يمكنه من أجل التقرّب من الآخر.

نقوم بهذا القدّاس هنا ونصلّي لنعيدَ معكم جميعًا أيّها الأحبّاء، مشهدًا نحبّ كمسيحيّين عمومًا وكموارنة خصوصًا أن يستمرّ في شرقنا. نحن مجتمعين هنا في بشرّي وعلى الأبواب الشرقيّة للوادي المقدّس، هذا الوادي الذي يختصر تاريخ حضورنا وشهادتنا في هذا الشرق. تاريخًا نعتزّ به لأنّنا كنّا، وما زلنا بإذنه تعالى، نشهد بصدقٍ لإيماننا بالله ونحن على استعدادٍ دائمٍ لنحملَ كلّ الصعوبات ونُجابه كلّ المخاطر، كما فعل آباؤنا في هذا الوادي المقدّس، من أجل الحفاظ على حريّتنا المسيحيّة وكرامتنا الانسانيّة. نحن اليوم مجتمعين من كلّ لبنان ومِنّا مَن أتى من بلاد الاغتراب، حول مائدة الربّ الغنيّة التي تجمع الأبناء من كلّ حدبٍ وصوب، ولا تفرّق بين قريب وبعيد ولا بين انسان وآخر، إلى أيّ عرقٍ أو لونٍ انتمى شرطَ أن يؤمن هذا الانسان بالله المحيي، ويعمل من أجل حياة الإنسان الكريمة.

 نقوم بهذا القدّاس ونصلّي معكم أيّها الأحبّاء، لنشكر آباءنا الذين عاشوا وماتوا في هذا الوادي المقدّس، ونقولَ لهم إنّنا على دربكم سائرون. على هذا الدرب يمكن دائمًا لأبناء بشرّي ومنطقتها أن يجمعوا المؤمنين من كلّ مكان، حول مائدة الربّ ومائدة المحبّة، ويفتحوا أياديهم المضيافة وقلوبهم السخيّة لكلّ مَن يُنشِد الإيمان والسلام والمحبّة. يُمكن لنا هنا أن نشهد بعكسِ ما يحدث الآن في شرقنا العزيز من حروبٍ وتهجير ودمار، ونقول بأنّ العودة إلى الإيمان الحقيقي الذي يحترم الإنسان الذي خُلِقَ على صورة الله ومثاله، هو خلاصنا وهو السبيل إلى السلام الحقيقي، لأنّ القرب من الإنسان لا يكون بالحديد والنار، ولا بسرقة ماله وأرضه وتراثه، ولا بالاعتداء على مقدّساته، بل بتضميد جراحه، والاعتناء به، ودفع اللازم ليكمل حياته بكرامة وسلام. تحملُ اليوم بشرّي ومنطقتها في هذا القدّاس نواة الحياة المسيحية الحقّة التي مات يسوع من أجلها فاديًا، ومخلّصًا، وتقول للبنان والعالم هذه هي الرسالة المسيحيّة الحقّة وهكذا نحبّ أن نعيش.

اسمحوا لي أيّها الأحبّاء، أن أشكرَ أبناء رعية بشرّي، وكهنتها، وجمعيّة “جذورنا” على رعايتهم وتنظيمهم لهذا الاحتفال المقدّس، ولِما يليه، وأشكر كلّ مَن ساهمَ من بعيد أو من قريب في تنظيمه من مانحين، واختصاصيين، وفنيّين، وصحافيّين، وخصوصًا “تلي لوميار” التي تنقله عبر أثيرها الى كلّ العالم. وأشكركم فردًا فردًا على حضوركم ومشاركتكم معنا في هذه الاحتفالات المقدّسة طالبًا من السيّدة العذراء سيّدة بشرّي، والتي إلى شفاعتها تكرّس لبنان، أن تُنير عقول المسؤولين لكي يختاروا للبنان وللشرق كافّة ما يزرع فيهما الإيمان والسلام والخير، آمين”.

بعد القداس أُقيم عشاء قروي للمشاركين في الاحتفال.

spot_imgspot_img