spot_img

ذات صلة

جمع

مهرجانات صيف قنات 2024

ككل سنة تتحدى لجنة مهرجانات قنات الأوضاع الصعبة، وتحرص...

مهرجان الطفل في بشري: منصة ترفيهية للأطفال والعائلات

يُعد مهرجان الطفل في بشري ، الذي انطلق قبل...

في عيد القديس شربل… البطريرك الراعي : ” لبنان أرض قداسة وليس أرض حروب ونزاعات وقتل”

توج البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفالات...

تدشين قاعة القديس رومانوس في حدشيت

البطريرك الراعي يعين الخوري طوني الآغا قيماً بطريركياً على المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان النائب جعجع: “الحكيم” وضع ترشحه لمصلحة لبنان ونأمل سماع صرخة البطريرك…”

أقامت رعية حدشيت برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسًا إلهيًّا في كنيسة مار رومانوس، عاونه فيه النائب البطريركي على الجبة المطران مارون العمار والمطران فرنسيس البيسري والخوريان جورج عيد وطوني الآغا ولفيف من الكهنة. وحضر القداس النائب ستريدا جعجع ممثلة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس إتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، رئيس بلدية حدشيت، منسق عام القوات اللبنانية في قضاء بشري النقيب جوزيف إسحق وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير والرهبان والراهبات وعدد من أبناء البلدة المقيمين والمغتربين.

الآب طوني الآغا

استُهلّ القداس الإلهي بكلمة ترحيب ألقاها كاهن الرعية طوني الآغا وجاء فيها: “في هذه الأيام، أيام المحن والحروب وتغيير الأنظمة، يقول لنا الواقف أمام الرب لا تخافوا، لقد جاء من هو العظيم، الممتلىء من الروح القدس، الذي يرد الكثيرين إلى الرب الإله. وبروح إيليا وقوته، يهوى العصاة بعصاته وينير القلوب بنوره ويعدّ للرب شعبًا كاملاً. فنهتف كلّنا مع زكريا ونتنبأ: تبارك الرب الإله لأنه افتقد شعبه وافتداه . فأقام لنا مخلّصًا قديرًا. وفي هذه الأيام، قام فينا النبي العظيم، الذي افتقدنا الله به، ومجدًا ساعيًا صعد إلى كلّ جبل ونزل إلى كلّ مدينة ودخل رعايانا وسلّم على كلّ واحدٍ منّا وحمل إلينا بسلامه محبة الله الآب، ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس. فامتلأنا كلّنا غبطة من صاحب الغبطة وهتفنا جميعًا: من أين لنا هذا يا صاحب الغبطة، يا صاحب النيافة، يا صاحب القلب الكبير… أنت كل يوم في حدشيت. .. جئت تكرس بيتك بيت الرعية، وكلّ بيت من بيوتنا بيتك وبيت للرعية”. وأضاف: “أنت تكرّس لنا القاعة ونحن نكرّس لك أرضنا وسماءنا، قلوبنا وذواتنا وحتى حياتنا… ترحّب بك الشمس فتشرق، ويحجب ابتسامتك ضوء القمر… يفتخر بك عرش السماء وتنحني أمامك عروش الأرض. يا سيدي، يا سيّد الجميع، يا سيّد القلب والعقل والروح، سوف تهنّئنا بعد اليوم جميع الأجيال فقد زرتنا مرتين وسرت على طرقاتنا مرتين فتدفق الخير وكثرت النعمة وفاضت عندنا البركات… إن شكرناك قصرنا، ونظر إلينا الشكر وأنّبنا، وإن مدحناك لن نصيب وتركنا المديح وهجرنا… حبّنا لك شكر كبير. صلاتنا من أجلك أروع مديح، وبالحب والصلاة تدوم النعم وأنت بيننا نعمةً ونعمة تلو النعمة.

البطريرك الراعي                                        

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى غبطته عظةً حيّا فيها أهل البلدة مباركًا إياهم طالبًا منهم التمسّك بالمبادىء المسيحيّة التي زرعها الآباء والأجداد: وسار على هداها البطاركة والقديسين في هذا الوادي المقدس. كما دعا إلى شبك الأيدي لإنماء البلدات والقرى والتمتع بروح المحبة والشراكة التي تخلق بين الجميع مساحة للتلاقي والتواصل والتفاعل لما فيه بناء المجتمع والوطن… وبعد القداس أزاح البطريرك الراعي والنائب ستريدا جعجع الستارة عن اللوحة التذكارية للقاعة ثم تمّ قصّ الشريط التقليدي بعد تبريكها بالمياه المقدسة.

ثم كانت كلمة ترحيب لعضو لجنة الوقف ريمون حنا بعده ألقى الخوري طوني الآغا كلمة شكر فيها كل الذين ساهموا في تحقيق الحلم الذي راود أهالي حدشيت في دار يجمعهم ويضمهم بالفرح والحزن شاكرًا صاحب الغبطة الذي شجع ورافق المشروع كما شكر نائبي المنطقة الذين قدّما الدعم بمحبة ظاهرة والمهندس جان ساسين الذي قدم نفسه ومكتبه ووقته مجانًا لإنهاء العمل وكل أبناء حدشيت مقيمين ومغتربين وكل الأيادي التي تعبت وعملت وكدت جاهدةً لإنجاز العمل بسرعة.

النائب جعجع 

ألقت النائب ستريدا جعجع كلمة حيّت في مستهلها أبناء حدشيت المقاومين. وقالت “بدايةً أحمل إليكم تحية من الحكيم الذي كلّفني بتمثيله اليوم في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعًا وهي تدشين صالة مار رومانوس الرعائية واسمحوا لي أن أرحّب بغبطة بطريركنا في بلدة حدشيت المقاومة بلدة البطريرك المقاوم والشهيد دانيال الحدشيتي الذي صدّ مع أبنائه عام 1283 جيوش المماليك عندما زحفوا إلى جبة بشري واستطاعوا أن يوقفوهم أمام إهدن أربعين يومًا ولم يتمكّنوا من احتلال الجبّة إلاّ بعدما أمسكوا بالبطريرك بالحيلة وقضوا عليه وكتب ابن الحريري عن هذه الواقعة قائلاً “وكان القبض على البطريرك أعظم من افتتاح حصن أو قلعة”، لقد قدّر الله للموارنة أن يعرفوا على امتداد تاريخهم ومعاناتهم في لبنان والشرق رجالاً من هذه الطينة أعلام نور وركائز حرية ووطنية ومنارات زهد وقداسة في دروب الأرض الى السماء”. وأضافت: “مناسبة اليوم مميّزة لأنها تحمل بعدًا كنسيًّا وروحيًّا له علاقة بأبناء بلدة حدشيت كما أنها تحمل ميزةً أخرى تستحق منا التوقف عندها وهي الأسلوب الذي اتبعه صاحب المشروع لتنفيذ مشروعه ولا أخفيكم سرًّا أن الخوري طوني الآغا طلب مني موعدًا منذ نحو عام ونصف عام فاستقبلته في يسوع الملك وفي ذهني أنه جاء ليطلب مساعدةً معينة للبلدة ولما سألته عن الموضوع قال لي “لقد أعددت مشروعًا متكاملاً كلفته نحو مليون ومئتي ألف دولار أميركي جئت لأطلعك عليه وأحصل على دعمك وموافقتك قبل السفر إلى أستراليا من أجل جمع التبرعات من أهلنا هناك لتنفيذه”. وبالفعل أعجبت بطريقة عمل الخوري طوني الآغا الهادئة وبوضوح رؤيته وبتصميمه على تنفيذ ما خطّط له ولم يكن عندي أدنى شك بأنه سيحقّق مشروعه والدليل أننا اليوم ندشّن المشروع بعدما أمّن له كل المتطلبات والحاجات المطلوبة وهذا الأمر زاد من رصيد الثقة التي يتمتع بها عند أهالي بلدة حدشيت وفتح له المجال مستقبلاً لتحقيق المزيد من المشاريع الأخرى.

أبونا طوني لك مني كل التهنئة على ما فعلته وقمت به حتى اليوم والشكر لجميع من ساهموا معك في لبنان وأوستراليا، كما أنني أهنىء أبناء حدشيت بك وأدعو جميع الغيارى للعمل في الشأن العام وليتخذوا من أسلوبك نموذجًا يُحتذى به لأنّ مجتمعاتنا لن تنهض إلا بالمبادرات الفردية الهادفة والأهمّ من هذه المبادرات هو أن يتحلّى صاحب المبادرة بالضمير وبروح الشفافية والوضوح لكسب ثقة أبناء مجتمعه وتشجيعهم بذلك على المشاركة والمساهمة في كلّ ما يخدم مصلحة بلدتهم ومجتمعهم.

 وتابعت: “مشروع اليوم يندرج في إطار تطلعاتنا لتطوير منطقة الجبة ولا سيما من خلال المخطط الإنمائي العام الذي نعمل على تنفيذه منذ تسع سنوات في منطقتنا والذي بدأت معالمه تظهر للعيان. ومثلما أهالي حدشيت هم أسخياء على مشاريع بلدتهم فنحن أيضًا لا نبخل عليهم بالمشاريع التي من واجبنا أن نحققها لهم. وفي هذه المناسبة يهمني أن تعلموا أننا بصدد البدء خلال الشهر المقبل بتنفيذ مشروع متكامل للمياه والصرف الصحي في الأرز وبشري وحدشيت بقيمة عشرين مليون دولار أميركي، وبتمويل الصندوق العربي. وفي حدشيت سيتمّ تنفيذ أشغال تقوية مياه الشرب وإنشاء خزانات وشبكات توزيع، والأمور تسير بإذن الله على أحسن ما يرام، لذلك أرجو من أهلنا في بلدة حدشيت وتحديدًا المجلس البلدي ورئيسه الذي أنوه بجهودهم وتضحياتهم على كل ما يقومون به في سبيل بلدتهم، التعاون مع المتعهّد وتقديم كل التسهيلات المطلوبة له من أجل إنجاح هذا المشروع الذي يعود بالخير والمنفعة على أهلنا في حدشيت.

سنبقى على تواصل معكم، لأنه لا يزال في جعبتنا الكثير من المشاريع التي تخصّ منطقتنا، وهي منطقة لها خصوصية مميّزة، لأنها تحتضن المقرّ الصيفي للبطريركية المارونية، وبالتالي هي أبرشية تابعة مباشرةً لسيدنا البطريرك الذي يشرفنا ويسرنا وجوده معنا على رأس الحضور. فهو ربّ البيت وبرعايته نحن جميعًا حراس هذه الأرض المقدسة من أرز الرب إلى وادي قنوبين”. وأضافت: إسمح لي صاحب الغبطة أن أخرج عن النص لأن عظتك أثرت بي كثيرًا عندما تحدثت عن التواضع والكبرياء والاستحقاق الرئاسي المعرقل اليوم والحكيم فهم عليك سريعًا وبخاصة عندما وضع بالأمس ترشيحه في مصلحة لبنان أولاً ومصلحة الموقع المسيحي الأول في الدولة وقال “أنا لست بمتشبث بترشيحي وليس عندي كبرياء وأتمنى على الفريق الآخر أن ينعدي منا” وأنا أتمنى أن يسمع الفريق الآخر الصرخة التي أطلقتها اليوم في عظتك خلال القداس من حدشيت بلدة المقاومة وبلدة الرجال. وأتمنى أن تكون هذه الصرخة التي أطلقتها المعبرة عن وجع المسيحيين في الموصل والتي تعبر عن آراء جميع المسيحيين المخلصين والمؤمنين بلبنان بأن لبنان هو المعقل الأخير للمسيحيين في هذا الشرق. ومن هنا أتمنى أن يسمع الفريق الآخر الصرخة النابعة من القلب، متمنيةً أيضًا أن نكون نحن قد أظهرنا عن التواضع الذي لا نتباها به بل نفكر دائمًا في مصلحة وطننا وطائفتنا، هذا طبعًا أقل ما يمكننا فعله.

البطريرك الراعي بدوره بارك لأبناء حدشيت بقاعة مار رومانوس وأعلن عن مفاجأته لأبناء حدشيت بتعيين الخوري طوني الآغا قيّمًا بطريركيًّا على المقرّ الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان خلفًا للمونسنيور فؤاد بربور. مؤكّدًا على أهمية التعاون القائم بين نواب المنطقة ورؤساء البلديات ودعا إلى التعاون الدائم بين كافة أطياف المجتمع للمساهمة في إنماء قرى وبلدات جبة بشري.

والقى كلمة المغتربين نكد ألبير عوني. ثم أُقيم كوكتيل بالمناسبة.

spot_imgspot_img