زار بطريرك السريان الأورثوذكس أغناطيوس أفرام الثاني يوم الثلاثاء 5 آب عشيّة عيد تجلّي الرب المبارك غابة الأرز في بشري. وقد رافقه المطران مارون العمّار واستقبله خادم الرعيّة الخوري شربل مخلوف بحضور راعي أخويّة ماريوسف رعيّة زغرتا- إهدن. وبعد شرح عن تاريخيّة الأرز والغابة وعمل لجنة أصدقاء غابة الأرز الحالي، تمّ تفسير منحوتة الثالوث للفنّان رودي رحمه والتي تظهر عمل الآب المحبّ للبشر إذ أرسل لهم ابنه الوحيد الذي ذاق الموت على الصليب من أجلهم. والروح القدس الذي يحيي وينشر هذه الرسالة في أربعة أقطار الكون. نقل الكاهن للحضور بعض أخبار التاريخ الماروني في منطقتنا، ومنها أنّ البطريرك يوحنا الجاجي نُقل كرسيّه من ميفوق إلى قنوبين العام 1444 وكانت بشري تنعم باستقرار ذاتي وتُحيي أعيادها علانيةً فبدأ الشعب يرافق البطريرك من قنوبين مرورًا بوادي مار أليشع ومرورًا بأرض المقدّمين بشري صعودًا إلى غابة الأرز ويقول: “بطركنا لصوتوا مسموع جايي عالأرز يصلّي ومطرح ماتجلّى يسوع يركع وطلوع يعلّي”. وهكذا أخذ الأرز طابع احتفال عيد الرب سنويًّا. عام 1860 أصدر البطريرك المثلّث الرحمان بولس مسعد العشقوني مرسومًا بنى بموجبه كنيسة في وسط الغابة على اسم التجلّي حيث يسوع تجلّى أمام تلاميذه ويظهر له موسى وإيليّا في الغمام. بعد زيارة الكنيسة وإقامة الصلوات السريانيّة على نيّة المسيحيين في الشرق وخاصّةً في موصل العراق، دخل البطريرك إلى صالون الضيافة ووقّع على السجل الذهبي، ومنح البركة للحاضرين. ثمّ تابع مسيرته ونظر إلى الشجرة القديمة العهد (عمرها حوالى 3000 سنة) وهي كناية عن خمس شجرات التصقت ببعضها عبر التاريخ وختم قائلاً: هذه الشجرة تعلّمنا الاتحاد لنكون واحدًا بالمسيح.
