ان اليوم العالمي للمرأة ، لا يعني المرأة حصرا ً ، أو نصف المجتمع حصرا ً ، بل يعني العائلة جمعاء ، والمجتمع أجمع ، والانسانية جمعاء . فالمرأة الام ، والمرأة الزوجة ، والمرأة العاملة ، والمرأة المناضلة ، كلها نماذج تتكامل من اجل تكوين الوجه الجميل والوجه الحاضر والغابر والوجه الذي يجمع بين قوة الارادة ، ارادة الحياة ، وقوة المحبة ، وقوة المشاركة الى جانب الرجل ، وعلى قدم المساواة ، في مواجهة التحديات المطروحة على اختلافها .
في يوم المرأة العالمي ، أجد نفسي في موقع المسؤولية الاساسية في التعبير عن تطلعات المرأة اللبنانية وهمومها في آن واحد . المرأة اللبنانية التي كانت دائما ً رائدة ونموذجا ً يحتذى في الوطنية وقوة الارادة، وفي العطاء الثقافي والفكري والادبي والفني . منذ أليسارملكة قرطاج ابنة صور التي ضحت بحياتها من أجل وطنها ، مرورا ً بالمرأة اللبنانية التي ساهمت في عصر النهضة أدبا ً وفنا ً وريادة اجتماعية ، وصولا ً الى أيامنا الحاضرة، حيث تواصل المرأة اللبنانية سعيها الدؤوب من أجل تحصيل كامل حقوقها ، وتحقيق النجاحات اللازمة على المستويين العربي والدولي .
انني ، كنائبة في البرلمان اللبناني، وكمؤمنة بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة ، لن أتراجع عن بذل كل جهد ومسعى على الصعيد التشريعي وعلى الصعيد السياسي والاجتماعي ، كي ننتهي لمرة أخيرة من كل أشكال التمييز ، خصوصا ً وأن المرأة اللبنانية أصبحت شريكة كاملة في مختلف وجوه الحياة . ومن هنا ، كان حرصي مع زميليّ ايلي كيروز وشانت جنجنيان في المجلس النيابي ، على اطلاق وتقديم مجموعة من الاقتراحات والقوانين ، وعلى متابعتها حتى تبنيها واصدارها ، لاحقاق الحق ، ورفع أي ظلم قد يلحق بالمرأة تحت أي مبرر كان . وتأكيدا ً على هذه القناعة ، فقد شجعت على انخراط المرأة بنسبة عالية في العمل البلدي والترشح للانتخابات في المنطقة التي أمثــّل ، حيث سجل التمثيل النسائي أعلى نسبة على الصعيد الوطني . كما وانني لن اوفر جهدا ً لتعزيز المساواة بين المرأة والرجل في ميادين العمل وفرص العمل ، فضلا ًعن تعزيز دورها كـربة اسرة وأم ولا سيما في الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة .
وختاما ً ، انني لن أكتفي بتهنئة المرأة في يومها العالمي ، بل أشدّ على يدها حيثما كانت لانها تمثل الجناح الذي تستظل به البشرية ، ولانها في لبنان تمثــّل ضمانة للحفاظ على أواصر المحبة والتواصل والانفتاح ، لبناء أجيال جديدة تؤمن فعلا ً بلبنان وطنا ً للقيم والمبادىء والاخلاق .