نهار السبت 2 آذار 2013 كرّمت الاكليريكية البطريركية المارونية سيادة المطران مارون العمار مع الأساقفة والكهنة الذين تعاونوا معه خلال رئاسته للاكليريكية، وشارك في التكريم سيادة المطران أنطوان نبيل العنداري ممثلاً غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وحشد من الاساقفة والاباء والكهنة ومحافظ الجنوب الاستاذ نقولا ضاهر وقدامى الاكليريكية وطلاّبها والعاملين فيها . وقد ألقى سيادته الكلمة التالية :
اشكروا الربّ معي لأنّه قادني بيميني ودلّني على طريق الخلاص.
أشكُرُ غبطة أبينا السيّد البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الكليّ الطوبى الذي قَبِلَني أوّلاً بين كهنة الاكليريكية ثمّ عيّنني، نزولاً عند طلب أخي المطران أنطوان نبيل العنداري المُشرِف على الاكليريكية، رئيساً لها. له منّي كلّ المحبّة والعطف البنوي والتقدير.
اسمحوا لي أيّها الأحبّاء، في هذه المناسبة الكريمة أن أتقدّم بالشكر الكبير من كلّ الذين ساهموا في إحياء هذا اللقاء الفارح: قدامى الاكليريكية، والعاملين فيها وطلاّبها والراهبات والكهنة الأحبّاء فرداً فرداً وأخصّ بالذكر منهم أخي العزيز الخوراسقف عصام أبي خليل رئيس الاكليريكية الذي تربطني به أخوّةٌ كهنوتية صادقة، ومودّة تسير الى العمق يوماً بعد يوم، واحترامٌ كبير لشخصه المحبّ، وتقديرٌ مميزٌ لما يقوم به في الاكليريكية مع فريق الآباء، بكلّ جدارة، على الرغم من صعوبات التغيير والتجدّد.
أتقدّم بالتحيّة البنويّة والأخويّة من كلّ السادة الأساقفة الذين تربيّت على يدهم وتعاونتُ معهم خلال خدمتي في الاكليريكية وهم أصحاب السيادة: رولان أبو جودة مشرفاً، ويوسف بشارة رئيساً ومشرفاً، وبولس مطر مشرفاً، وفرنسيس البيسري مشرفاً ومرافقاً دائماً، ونبيل العنداري مديراً ورئيساً ومشرفاً، ويوسف ضرغام مرشداً، وميشال عون رئيساً، وبولس روحانا الذي تعاونتُ معه معلّماً وعميداً لكليّة اللاهوت الحَبْرية، والآن أتعاون وإيّاه بإشراف أخينا جوزاف معوّض في لجنة التنشئة الكهنوتية، والخوراسقف وهيب الخواجة كاهناً ورئيساً ومعلّماً.
إنّي أشكر كلّ الكهنة الذين عشتُ معهم في الاكليريكية، وكوّنتُ معهم عائلة تربويّة متّحدة، وتقاسمنا المهام بمحبّة، وتبادلنا الخبرات بانفتاح، فلهم كلّ محبّتي وتقديري.
أتقدّم من طلاّبنا الأعزّاء، منهم مَن أصبح كاهناً ومنهم على طريق الكهنوت، وأقول لهم بعد هذه السنوات الطويلة: لا تخافوا إذا ناداكم الربُّ لخدمة أو لتغيير أو لتجديد، ثقوا به فإنّه عالمٌ بما تحتاجون اليه، وتعاملوا مع الكنيسة والعاملين فيها بانفتاح الأبناء الأعزّاء، وثقوا بمَن يضعهم الله على دربكم وكأنّهم رسلٌ بعَثَهم الله ليُنيروا مسيرتكم نحو الخلاص.
الى قدامى الاكليريكية الذين أحبَبْتهم كثيراً أقول: لا تتعبوا من عمل الخير الذي تقومون به. زرع الله في حياتكم روح الخدمة والشهادة في هذا العالم. كونوا على مستوى الرسالة والله يكافئكم أضعاف ما تقومون به.
الى أهلي الأحبّاء، وعلى رأسهم سيادة المطران شكر الله نبيل الحاج والخوراسقف شربل عبدالله والخوري ميشال قنْبُرْ الذين رافقوني بمحبّتهم المميّزة منذ بداية حياتي الاكليريكية والى الآن. أشكر الربّ كلّ يوم عليكم وأطلب منه أن يوفّقكم في كلّ ما تقومون به. قدّرني الربّ كي أبادلكم ولو قليلاً ممّا تقدّمونه لي. الى غزير بشخص رئيس بلديّتها الصديق العزيز القنصل ابراهيم الحدّاد أقول شكراً على تعاونكم. كانت غزير وفيّة لي وطبَعَت حياتي بصورة مميّزة، حماها الله من كلّ شرّ.
أيّها الأحبّاء،أحببتُ الاكليريكية والعمل فيها حتى أصبَحَت لي سكنى الله وبتُّ أرتّل مع صاحب المزامير: “ما أحبَّ مساكنكَ يا ألله”. وأنا اليوم أحبّ منطقة جبة بشري، وأتشرّف بأن أكون فيها نائباً بطريركيّاً، أحبّ كهنتها وأهلها وأنا أرتّلُ فيها مع صاحب المزامير: “ما أحبَّ مساكنكَ يا ألله”.
أعطانا الله كي نحبّ رسالتنا، ونأملُ بألاّ يجفَّ من حياتنا هذا الحبُّ ولو كَثُرَ المحبوبون.
حمى الله غبطة أبينا السيّد البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ليقودنا على طريق الملكوت ويعلّمنا بأنّ الربّ زرع في قلبنا أملاً لا تتغلّب عليه صعوبة. ونصلّي ليكون معه الروح القدس في روما خلال اختيار خَلَف لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر.