شخصية هادئة ورصينة ومشبعة بالفكر والتجارب الكنسية والمسؤوليات
في جبّة بشري جبلين روحيين كبيرين: “مار شربل” و”الوادي المقدس”
هو الاتي الينا من الجنوب، من أبرشية صورالحاضنة لذكريات يسوع المسيح ، الى جبة بشري الحاضنة للوادي المقدس، وادي النساك والحبساء والبطاركة ، والمظللة بأفياء أرز الرب، وبالقديس شربل.
هو الاتي الينا من رئاسة إكليريكيتنا البطريركية في غزير، مشبعا بالروحانية الكهنوتية .
هو الاتي الينا من المحكمة المارونية كقاض خبير بالقوانين.
أرسلك روح القدس إلى منطقتنا التي أعطت الكنيسة وجوها ً بطريركية وأسقفية وكهنوتية ورهبانية لامعة. كما أعطت جبران خليل خبران أحد الكبار في الفكر والثقافة الذي حمل اسم لبنان الى العالم .
جئت الينا اليوم وأنت مزود بهذا الارث الكبير والعريق، الذي تعرفه تمام المعرفة، مضافا ً اليه تطلعات أبناء الجبة الكبيرة وتحدياتهم، وهواجسهم التي لا تختلف عن هواجس اخوتهم المسيحيين في لبنان.
يا صاحب السيادة، أيدينا ممدودة اليك، لنتشارك معك في كل عمل يدفعنا الى الامام، لا أحد يمكنه أن يتهرب من مسؤولياته، المطلوب كثير، والفعلة كثيرون، يبقى أن نعرف كيف تدار دفة السفينة لنصل الى شاطىء الامان . أبناء رعيتك يرحبون بك مجددا ً، وكلهم أمل أن ينعكس صفاء وجهك وهدوئك واتزانك خيرا ً وبركة عليهم .
في أول لقاء اعلامي له، خص سيادته مجلة ” مرايا الجبة ” بهذا الحديث، الذي نشكره عليه، على أمل أن يتكرر هذا اللقاء مستقبلا ً .
– ما هي معلوماتكم عن المنطقة ، مشاكلها وهموم ابنائها على المستوى الرعوي والكنسي ؟
ما زلت في طور جمع المعلومات عن مشاكل المنطقة وهموم أبنائها الرعوي، وأستطيع القول أنّ أمامي ورشة عمل كبيرة جدّاً. الأبرشية في كلّ فئاتها متعطشة لبرنامج رعوي متكامل، وهذا ما سأحدّده مع كهنة المنطقة ورهبانها وراهباتها والعلمانيين، لننطلق بالعمل بشكل مدروس عارفين الى أين يجب علينا أن نصل. كما أنني سأتعاون مع الأساقفة في الأبرشيات المجاورة من أجل توحيد الجهود والطاقات للقيام بعمل رعوي مشترك. انّني في هذه المناسبة أمدّ يد العون طالباً المساعدة من كلّ الأشخاص الذين يريدون الخير الروحي لهذه المنطقة. فمعهم يمكننا أن نلبّي الكثير الكثير من الحاجات.
– يعني أنه لم يصبح عندكم تصور لبرنامج عمل في المنطقة ؟
ممّا لا شكّ فيه لا يمكنني أن أحدّد وحدي برنامج العمل، فهذا ما سأقوم به مع كلّ العاملين في المنطقة من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين في كلّ فئاتهم.
– هل سيكون للكنيسة دور انمائي في المنطقة ؟
ممّا لا شكّ فيه لا يمكن للكنيسة أن تلعب دوراً إنمائيّاً في المنطقة بصورة مباشرة فهذا هو دور الدولة، ولكن يمكن للكنيسة أن تساعد الدولة في بعض المشاريع الانمائية التي تقع ضمن اختصاصها كالمشاريع التي تتعلق بالسياحة الدينية مثلا ً وغيرها.
– ابناء المنطقة بحاجة الى نهضة روحية ، اين نحن من تطبيق الارشاد الرسولي ؟
النهضة الروحية هي عمل الكنيسة الدائم ودور الأسقف الأوّل والأهمّ، وعليه أن يعمل على إنماء الحياة الروحية في أبرشيته، هذا ما نخطّطه لنقوم به بالتعاون مع كلّ الهيئات والمنظمات والسلطات الروحية والانمائية والسياسية والاجتماعية في الأبرشية. أرجو أن يتعاون الجميع معنا في هذا المضمار ونحن على استعداد للتعاون معهم. هذا ما يطلبه منّا الارشاد الرسولي وما سنقوم به إن شاء الله.
– الشبيبة اليوم متعطشة لتحقيق ذاتها ، وهي تعيش صراعات داخلية لتحقق ذاتها ، اين دور الكنيسة في انتظارات الشبيبة ؟
الشبيبة هي العصب الأساسي في الكنيسة، هي المستقبل والقلب النابض الذي يستطيع أن يجترح العجائب، فلا بدّ من أن يكون لنا إلتفاتة خاصة جدّاً بهم، الكنيسة بحاجة الى طاقاتهم، كما هم بحاجة الى توجيهاتها ودعمها لهم، فسنعمل معاً كلٌّ في مكانه لنمشي نحو مستقبل واعد بالخير والسلام والعدالة .
– الموضوع التربوي والصعوبات المالية التي تواجه المدارس الخاصة في المنطقة ، النواب الحاليين يدعمون هذه المدارس لتبقى وتستمر ، خصوصا أن هناك نزوح مخيف لابناء المنطقة الى الساحل او الهجرة . هل عندكم تصور معين لهذه المشكلة ؟
إننا نبارك ونشجّع وندعم بكلّ طاقاتنا كلّ مَن يُساهم في حقل التربية، والمدارس هي الحقل الأكبر والأهمّ. لا بدّ لنا من التنويه والشكر لكلّ دعم حقيقي يصل الى المدارس من المسؤولين السياسيين والنوّاب الحاليين للمنطقة، لكي تستمرّ في رسالتها المقدّسة. ونشكر ونبارك كلّ المسؤولين عن المدارس من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين وأساتذة، على ما يقومون به تجاه أبنائنا، وفقهم الله وعوّض عليهم أضعاف ما يقومون به .
– هل الكنيسة عندها استعداد للمشاركة في وضع تصور انمائي للمنطقة ، خصوصا وان المجمع الماروني قد تحدث عن هذا الموضوع؟
الكنيسة مستعدّة لتشارك قدر طاقاتها بكلّ ما يساهم في إنماء المنطقة، دون أن تأخذ دور أحد.لا يمكن للكنيسة أن تقوم بدورها كما يجب دون مساعدة العلمانيين ومشاركتهم الفعّالة في حياتها اليومية. هذه مبادئنا وتوجهاتنا وآمالنا .
– موضوع وادي قنوبين وقاديشا ، الكنيسة شريك اساسي وفعلي في هذا الوادي ، هي المالك الاكبر للاراضي ، كيف ستعمل مع الفرقاء الاخرين للمحافظة على الوادي ولابقائه على لائحة التراث العالمي ؟.
موضوع وادي قاديشا هو من اولى اهتماماتي الروحية التراثية والبيئية الاجتماعية. اننّي أنتظر تكليفاً رسميّاً من غبطة أبينا السيّد البطريرك يحدّد فيه صلاحياتي ودوري في مشروع وادي قاديشا والأهداف التي يريد أن نصل اليها واستناداً الى تكليف غبطة البطريرك سأتعاون مع كلّ الخيّرين والمالكين والمموّلين والدارسين وأصحاب النخوة والسلطة والعلم من أجل الانهاض الروحي وزرع حياة روحية في الوادي، تعيد مجدها الروحي السابق بحلة تتناسب مع الحاجة اليها في عصرنا الحاضر. وأطلب المساعدة من الجميع لأنني أؤمن أنّ كلّ انسان يستطيع أن يساعدنا من موقعه إن كان بعيداً عن الوادي أو قريبا منها، إذا كان يريد الخير لها وإنني في مرحلة معيّنة سأطلب مساعدته
– كيف تنظر الى زيارة البابا المرتقبة الى لبنان ؟
لبنان والشرق الأوسط بشكل عام والكنيسة الكاثوليكية المشرقية بشكل خاص تنتظر قدوم قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر ما بين 14 و 16 أيلول 2012 الى لبنان. إنّها زيارة تاريخية سيسلّمنا خلالها الارشاد الرسولي الذي سيكون بمثابة شرعة عمل لكنائسنا في المستقبل، كما أنّه سيؤكّد على أهميّة الحضور المسيحي في الشرق على الرغم من كلّ الظروف الصعبة وسيقول لنا لا تخافوا وتشجّعوا واستمرّوا في رسالتكم المقدسة حاملين رسالة محبة وسلام حقيقي.
– كيف ترى انعكاسات هذه الزيارة على المسيحيين وعلى لبنان ؟
لا نستطيع أن نستبق انعكاسات زيارة قداسة البابا على مجتمعنا الشرقي بنوعٍ عام واللبناني بنوعٍ خاص، ولكن مَن يحمل السلام والسلام فقط كما يفعل قداسته لا بدّ من أن يكون قدومه خيراً ورسالته مقدسة.
– ماذا تقول لابناء المنطقة وانت على ابواب ورشة كبيرة فيها ؟
أقول لأبناء المنطقة تعالوا نتعاون، كلّ حسب طاقاته ونِعَم الله عليه، نحن بحاجة الى مشاركة الجميع. كلّنا أعضاء في جسم واحد نؤلّف معاً الكنيسة التي لا تعيش إلاّ باتحاد الجميع حول يسوع المسيح.
السيرة الذاتية للمطران مارون العمار
– مواليد الحجّة سنة 1956، قضاء صيدا، أبرشية صور المارونية .
– دخل المدرسة الاكليريكية في غزير سنة 1970، وتخرّج منها سنة 1982 .
– ارتسم كاهنا ًفي كنيسة مار يوسف الحجة بوضع يد صاحب السيادة المطران يوسف الخوري رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية بتاريخ 17 أيلول 1983.
– عيّن معاونا ً لمدير مدرسة الصغرى المارونية – غزير، من سنة 1982ولغاية سنة 1986.
– عيّن معاونا ً لكاهن رعية مار جرجس – صربا من سنة 1983 ولغاية سنة 1986 .
– عيّن خادما ً لرعية السيدة في علما الشعب – قضاء صور، من سنة 1986 ولغاية سنة 1991
– عيّن معاونا ً لرعية سان مدار – باريس من سنة 1991 ولغاية سنة 1995 .
– عيّن مديرا ً للسنة الاعدادية في الاكليريكية البطريركية المارونية في غزيرمن سنة 1995 ولغاية سنة 2007 .
– عيّن رئيسا ً للمحكمة الكنسية البدائية في حيفا منذ سنة 1995
– عيّن محاميا ً عن العدل والوثائق، ثم قاضيا ً في المحاكم المارونية منذ سنة 1995 .
– عيّن رئيسا ً للاكليريكية البطريركية المارونية في غزير سنة 2007 .
– نال الاجازة في الفلسفة واللاهوت من جامعة الروح القدس – الكسليك سنة 1982 .
– نال الاجازة في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية سنة 1986 .
– نال اجازة في الحق القانوني من الجامعة الكاثوليكية في باريس سنة 1993 .
– نال دبلوم في الدراسات العليا في الحق القانوني من الجامعة الكاثوليكية في باريس سنة 1994
– نال دبلوم في الدراسات القانونية الاوروبية من الجامعة الكاثوليكية في باريس سنة 1995 .
– علم مادة التعليم المسيحيمن سنة 1979 ولغاية 1995 .
– علم مادة اللغة العربية وآدابها من سنة 1982 ولغاية 1991 .
– علم تاريخ الفلسفة العربية من سنة 1987 ولغاية 1991 .
– يتقن اللغة العربية واللغة الفرنسية، ويلمّ باللغة الانكليزية واللغة السريانية.
– منحه غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير رتبة الخوراسقفية بتاريخ 12 آب سنة 2008 .
– انتخبه المجمع المقدس نائبا ً بطريركيا ًعلى منطقة الجبة خلال خلوة حزيران 2012 .
– سيم أسقفا ً على منطقة الجبة في الصرح البطريركي نهار السبت 28 تموز 2012 .
– شعاره الاسقفي ” أنا أقدس ذاتي من أجلهم ليكونوا هم أيضا ً مقدسين في الحق ” .
